عبّر المكتب الإعلامي الحكومي، في غزة، عن صدمته من قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بإيقاف إدخال المساعدات عبر معبر "كرم أبو سالم" الواقعة جنوب شرق قطاع غزة ووصفه بالصادم والمفاجئ لملايين اللاجئين الفلسطينيين وخاصة لأبناء الشعب الفلسطيني في القطاع والذين تجاوز عددهم مليوني و400 ألف نسمة. حمّل المكتب في بيان له أمس، المسؤولية الكاملة عن هذا القرار للاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية وللدول المشاركة في الإبادة الجماعية، مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا باعتبارها داعمة للاحتلال بالسلاح الذي يستخدمه الجيش الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين، حيث لم تتوان هذه الدول في دعم الاحتلال بالمواقف السياسية والدبلوماسية، بما ساعد على استمرار هذا العدوان "الإسرائيلي" على المدنيين في القطاع. كما حمّل المسؤولية الكاملة للاحتلال عن جريمة التنسيق الكامل بينه وبين العصابات الخارجة عن القانون والأخلاق التي تقوم بسرقة المساعدات بإيعاز مباشر من الاحتلال، بما يحول دون وصولها إلى مستحقيها. كما حمّل أيضا الإدارة الأمريكية والدول المشاركة مسؤولية دعم الاحتلال في سياساته الإجرامية هذه. ودعا المكتب الإعلامي الحكومي "الأونروا" إلى التحلي بالمسؤولية والتفاعل الإيجابي مع مثل هذه القضايا الإنسانية الملحة والمهمة والحسّاسة وعدم اللجوء إلى اتخاذ إجراءات سلبية تُهدّد حياة أكثر من مليوني إنسان من المدنيين والنازحين وخاصة الأطفال والنساء في قطاع غزة. موضحا أنه كان من المفترض أن تعلن الوكالة الأممية عن زيادة كمية المساعدات إلى القطاع وأن تقوم بإدخالها من معابر وممرات إنسانية أخرى، بدل اتخاذ قرار وقفها. كما طالبها بالتراجع عن هذا القرار الصادم والمفاجئ والعمل الحثيث خلال الأيام القادمة على رفع نسبة المساعدات وزيادة عدد الشاحنات وإدخالها من ممرات ومعابر أخرى أكثر أمنا، مشدّدا على أن الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة إلى هذه المساعدات في ظل استخدام الاحتلال لسياسة التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين وانتشار المجاعة في قطاع غزة، وفق ما ترفضه كل القوانين الدولية والإنسانية. وكان المفوّض العام للوكالة، فيليب لازاريني، قد أعلن قبل يومين عن تعليق إيصال المساعدات عبر معبر "كرم أبو سالم" الذي يعد المنفذ الرئيسي للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والذي "لم يكن آمنا منذ شهور" جراء العدوان الصهيوني المتواصل. وأكدت "الأونروا" على الحاجة الماسة لتوفير ممر آمن للمساعدات الإنسانية وتسهيل الاستجابة الإنسانية بقطاع غزة في ظل الحصار المستمر والعقبات التي يفرضها الاحتلال الصهيوني وقراراته التي تقيد كميات المساعدات. وأشارت، في منشور لها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنه "على مدى 14 شهرا لم تكن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة كافية على الإطلاق لإنقاذ أكثر من مليوني فلسطيني هم في أمسّ الحاجة إليها". لافتة إلى أنه مع استمرار العدوان الصهيوني على غزة وخاصة في الشمال، يواجه الفلسطينيون بما في ذلك الأطفال "الجوع ويعيشون في الملاجئ والخيام ويعتمدون على المساعدات الإنسانية". الاحتلال يواصل تعطيل منظومة الدفاع المدني لليوم 42 على التوالي قال الدفاع المدني الفلسطيني بقطاع غزة، أمس، إن الاحتلال الصهيوني يستمر في تعطيل منظومة الدفاع المدني كليا عن العمل ويحتجز مركباته في محافظة شمال القطاع لليوم 42 على التوالي. وأشار الدفاع المدني، في تحديث لواقعه في القطاع والخسائر التي تكبدها منذ بداية العدوان الصهيوني، إلى أن 13 مركبة إطفاء وإنقاذ وتدخل سريع توقفت الأسبوع الجاري عن العمل من أصل 22 مركبة في محافظات الوسطى وخان يونس ورفح لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها. وأضاف أنه لا زالت معظم مركبات الدفاع المدني في محافظة غزة متوقفة عن العمل والحركة لليوم 27 على التوالي لعدم توفّر الوقود اللازم لتشغيلها. مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يمنع طواقم الدفاع المدني من الحصول على ما تبقى من أجهزة ومعدّات في منطقة تل الهوا بعد أن "دمر المخزون من معدات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والتي تقدّر بقيمة مليون و300 ألف دولار". وقال إن عدد الشهداء من الدفاع المدني بلغ 88 شهيدا والمصابين 304 مصاب والمعتقلين 21 عنصرا، في حين بلغ إجمالي المراكز والمقرات المدمّرة والمتضررة 17 مركزا ومقرا دمّر منها تدميرا كليا، في حين دمّرت ثلاثة مراكز بشكل جزئي. وأشار الدفاع المدني إلى تدمير الاحتلال 56 مركبة تنوعت بين 12 مركبة إطفاء وإنقاذ ومركبتي إنقاذ تدخل سريع و4 مركبات صهريج مياه و8 مركبات إسعاف ومركبة سلم إنقاذ هيدروليكي و13 مركبة إدارية، مشيرا إلى أن المركبات التي شملت تضررا جزئيا منها 11 مركبة إطفاء-إنقاذ و3 مركبات إسعاف ومركبتا صهريج مياه. ويواصل الكيان الصهيوني منذ 7 أكتوبر من العام الماضي فصول إبادته الجماعية بقطاع غزة التي خلفت في حصيلة لا تزال مرشحة للارتفاع أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.