استشهد 23 فلسطينيًا وأُصيب عشرات، الثلاثاء، في غارات إسرائيلية على أنحاء مختلفة من قطاع غزة، بالتزامن مع "تقدم كبير" في مفاوضات للتوصل إلى اتفاق تبادل ووقف إطلاق النار ينهي إبادة جماعية مستمرة ترتكبها إسرائيل منذ 16 شهرًا. في وسط القطاع، أفاد مصدر طبي بمستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح باستشهاد 9 فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، وإصابة آخرين في 3 غارات جوية إسرائيلية استهدفت شقة سكنية، وخيمة تؤوي نازحين، ومقهى في أنحاء المدينة. شهود عيان أفادوا بأن مروحية إسرائيلية قصفت خيمة نزوح لعائلة أبو جلالة في شارع كلية فلسطين التقنية، ومنزلًا لعائلة "الزريعي" في شارع النخيل، ومقهى لورنس على شاطئ بحر دير البلح، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من خيام النازحين القريبة. وأضاف الشهود أن آليات الجيش الإسرائيلي قصفت بقذيفة واحدة برج العصار في مخيم النصيرات (وسط)، وأطلقت النار بكثافة شمال المخيم، الذي شهد بالتزامن عمليات نسف لمبانٍ سكنية. وفي جنوب القطاع، استشهد 12 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، في غارتين إسرائيليتين استهدفتا منزلين شرق مدينة خان يونس، وفق مصدر طبي. شهود عيان قالوا إن الجيش الإسرائيلي سرّع وتيرة عمليات نسف وتفجير المنازل والمربعات السكنية مستخدمًا الروبوتات المفخخة، في مناطق متفرقة من رفح، منها شارع الطينة والشابورة وأحياء شمال المدينة. وأضاف الشهود أن عمليات التفجير تزامنت مع شن الجيش الإسرائيلي قصفًا جويًا ومدفعيًا عنيفًا على مناطق متفرقة من مدينة رفح. أما في مدينة غزة، فاستشهدت سيدة وأُصيب 5 آخرون جراء قصف طائرة مسيّرة إسرائيلية منزلًا لعائلة "سكيك" في محيط موقف جباليا بحي الدرج وسط المدينة، وفق بيان لجهاز الدفاع المدني. وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"، بأن الصحفي محمد بشير التلمس استشهد متأثرًا بإصابته الخطيرة التي تعرض لها جراء استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من المواطنين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة. ويرتفع بذلك عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة إلى 204. وقال شهود عيان إن المدفعية الإسرائيلية قصفت المناطق الشمالية لمدينة غزة، بينما نفذ الجيش عملية نسف لمبانٍ سكنية في المناطق الجنوبية والشمالية بالمدينة. وأضاف الشهود أن الجيش واصل عمليات نسف المباني والمربعات السكنية في مخيم جباليا ومنطقة جباليا النزلة، وسط قصف مدفعي وإطلاق نار من آلياته العسكرية في إطار عمليته المكثفة في المحافظة، منذ أكثر من 3 شهور. ..قطر: تجاوزنا العقبات الرئيسية أمام اتفاق وقف النار في غزة قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، الثلاثاء، إن مفاوضات غزة تجري حالياً في العاصمة الدوحة حول التفاصيل النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار، معبراً عن أمل بلاده في الوصول إلى اتفاق. وذكر متحدث الخارجية القطرية في مؤتمر صحافي أن مفاوضات غزة وصلت إلى المراحل النهائية، وأنه جرى تجاوز العقبات الأساسية أمام الاتفاق، لكنه شدد على أن «من المهم ألا نبالغ في التوقعات". وأضاف الأنصاري: «الاجتماعات جارية الآن بوجود جميع الأطراف، ونترقب التحديثات منهم»، مؤكداً على أنه تم تسليم مسودات الاتفاق إلى طرفي الصراع. وتابع بالقول إنه لا يمكنه وضع مدى زمني للاتفاق، لكن المفاوضات بلغت أقرب نقطة للوصول إلى اتفاق، مقارنة مع الشهور الماضية. بدأت الأطراف المشاركة في مفاوضات العاصمة القطريةالدوحة، وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى بين حركة «حماس» وإسرائيل، وسط تصاعد للقصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع. ويُرجح أن يتمّ، إعلان التوصل إلى اتفاق، ما لم يطرأ أي عقبات أو شروط إسرائيلية جديدة، وفقاً للكثير من المصادر، على أن يبدأ سريان الاتفاق في حال الوصول إليه بعد 48 ساعة.