افتتحت، الثلاثاء بالجزائر العاصمة، أشغال اجتماع الخبراء التحضيري للدورة ال12 للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني، المزمع عقدها الخميس المقبل، برئاسة وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، يوسف شرفة، مناصفة مع نائب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري باتروشيف. وأشرف على افتتاح الاجتماع التحضيري المدير العام لأوروبا بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الافريقية، توفيق جوامع، ومدير إدارة تطوير التعاون الثنائي بوزارة التنمية الاقتصادية في الاتحاد الروسي، بافل كالميتشيك، بحضور سفير الجزائربروسيا، بومدين قناد، والقائم بالأعمال بسفارة روسيا، أليكسي كوشيشكوف، وإطارات وخبراء يمثلون عدة قطاعات وزارية وهيئات ومؤسسات من الجانبين الجزائري والروسي. وفي كلمته الافتتاحية، اكد جوامع على ان هذه الدورة تندرج في إطار "تعزيز الحوار والتشاور رفيع المستوى بين البلدين، وتوطيد إطار التعاون الثنائي وتعزيز الروابط المتعددة الأوجه التي تربط بين المؤسسات والشركات الجزائرية والروسية". وفي هذا الصدد، أبرز أن تنظيم اللقاء يأتي "في سياق ثنائي إيجابي للغاية يتميز بديناميكية تصاعدية في العلاقات الثنائية من خلال الخطوات المهمة التي اتخذتها الجزائروروسيا في السنوات الأخيرة، بفضل التزامنا المشترك بتعزيز وترسيخ علاقاتنا الثنائية الواعدة تحت قيادة الرئيسين عبد المجيد تبون وفلاديمير بوتين". كما اعتبر السيد جوامع ان هذه الدورة تمثل "فرصة جديدة لتعزيز أسس التعاون الثنائي وتعميق التعاون الاقتصادي والفني في عديد المجالات ذات الاهتمام المشترك". وذكر بالمناسبة بإعلان الشراكة الإستراتيجية المعمقة الذي وقعه رئيسا البلدين، خلال الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى روسيا في يونيو2023، والذي أعطى، حسب قوله، "زخما جديدا للعلاقات الثنائية وبعدا استراتيجيا أوسع وأعمق". وفي إطار هذه الرغبة الراسخة في إقامة شراكة مفيدة للطرفين، دعا جوامع الشركات الروسية للاستثمار في الجزائر والاستفادة من الفرص التي يوفرها قانون الاستثمار الجديد ومن الإجراءات التحفيزية التي اتخذتها السلطات في إطار تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر، مبرزا أن دخول الجزائر منطقة التجارة الحرة الإفريقية يجعل منها "بوابة مثالية للسوق الإفريقية". من جانبه، أكد مدير إدارة تطوير التعاون الثنائي بوزارة التنمية الاقتصادية في الاتحاد الروسي، بافل كالميتشيك، سعى بلاده الى "تعميق التعاون الثنائي وتوسيع مجالات الشراكة مع الجزائر لتشمل عدة قطاعات اقتصادية وعلمية وثقافية"، مؤكدا "ان الجزائر تعتبر أحد الشركاء الرئيسيين لروسيا ودولة مهمة في إفريقيا". كما أبرز المسؤول الروسي وجود "إمكانات كبيرة لتوسيع الحوار والتعاون مع الجزائر"، معربا عن "اهتمام المؤسسات والشركات الروسية بالاستثمار في الجزائر والتوقيع على اتفاقيات أخرى في عدة مجالات اقتصادية من أجل رفع حجم المبادلات بين البلدين". كما أكد السيد كالميتشيك على أهمية التعاون في مجال التعليم العالي بين الجامعات الروسية والجزائرية، مبرزا استعداد بلده لتوسيع هذا التعاون من خلال التحضير لإبرام اتفاقيات بين الجامعات لاستقبال الطلبة والباحثين. وسيعكف المشاركون خلال هذا الاجتماع التحضيري، على مدار يومين، على تقييم مدى تجسيد القرارات المنبثقة عن الدورة ال11 للجنة المشتركة المنعقدة بموسكوفي 25 و26 أكتوبر 2023، حيث سيتم تشكيل مجموعات عمل لدراسة ومناقشة عدة ملفات واقتراحات للتعاون والشراكة وسبل تعزيزها وتنويعها في شتى المجالات. ويسعى الطرفان إلى تعزيز علاقات التعاون والشراكة والاستثمار البيني في قطاعات الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، التجارة، الصناعة، الطاقة والمناجم، المالية، النقل، الأشغال العمومية والبنى التحتية، السكن والعمران، التعليم العالي والبحث العلمي، التربية، البريد والمواصلات، الصحة، السياحة والصناعات التقليدية، والبيئة. ومن المنتظر أن تتوج أشغال هذه الدورة بالتوقيع على محضر يحدد من خلاله وضع خارطة طريق مشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني بين البلدين.