شكلت مظاهرات ال27 فبراير 1962 بورقلة، التي جدد فيها سكان الجنوب رفضهم القاطع لكل محاولات الاستعمار الفرنسي لفصل الصحراء عن باقي أراضي البلاد، محور ندوة تاريخية نظمت بالجزائر العاصمة تزامنا وإحياء ذكراها ال63. خلال هذه الندوة التي نظمتها جمعية "مشعل الشهيد" بالتنسيق مع يومية المجاهد، قدم الأستاذ الباحث، محمد الحسن زغيدي، محاضرة تاريخية تطرق فيها إلى الظروف التي سبقت تلك الأحداث والتي دفعت بسكان منطقة ورقلة للخروج، أيام قليلة قبل وقف إطلاق النار (19 مارس)، "للتصدي لآخر محاولات الرئيس الفرنسي شارل ديغول وحكومته آنذاك لفصل الصحراء الجزائرية وابقاءها تحت سيطرتها". وبهذا الخصوص، اعتبر الأستاذ زغيدي أن تلك المظاهرات، التي "جدد فيها سكان الجنوب تمسكهم بجبهة التحرير الوطني، كممثلهم الشرعي ودعمهم للحكومة المؤقتة الجزائرية كانت بمثابة، آخر مسمار يدق في نعش فرنسا الاستعمارية، كما قضت على أحلامها للاستيلاء على الثروات الباطنية لتلك المنطقة". وحظر الندوة إلى جانب مجاهدين، أعيان من منطقة الجنوب الجزائري وممثلين عن البرلمان بغرفتيه، من بينهم العضو بمجلس الأمة، البكري غوما، الذي أبرز في تصريح له على "أهمية الحفاظ على ذاكرة الشهداء بالاقتداء بهم للحفاظ على بلادنا والوقوف ضد كل الدسائس التي تحاك ضدها". بدوره، أكد النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن ولاية المغير، على "ضرورة إدراك الأجيال الحالية لتاريخ بلادهم وللتضحيات التي قدمها الشهداء وكل الشعب الجزائري من أجل الحفاظ على وحدة التراب الوطني".