بات واضحا من خلال المقاطع الأولية المنشورة من مذكرات الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، أن رقعة الجدل حول أمهات الملفات التاريخية والسياسية التي تناولها الرجل ستكون مادة داسمة للأسابيع المقبلة، بالنظر إلى الجرأة التي جاءت بها والحقائق التي أثارها الشاذلي. ظهر جليا أن ملامح حياة التي تلخص مسيرة الرئيس الأسبق الراحل الشاذلي بن جديد، أفرغت كل ما في جعبة الرجل الذي ظل صامتا منذ تطليقه للحياة السياسية في 11 جانفي 1992، فقد خاض الرجل الذي في مختلف الملفات التاريخية والسياسية التي عايشها، فمن ظروف التحاقه بالثورة التحريرية الكبرى، مرورا بالخلافات الحادة التي اندلعت بين قيادة الأركان والحكومة المؤقتة، وصولا إلى الانقلاب على بن بلة من قبل العقيد هواري بومدين، إلى إفشال الانقلاب العسكري للطاهر الزبيري على بومدين ودور الشاذلي في حسم الصراع. ناهيك عن الظروف التي أحيطت بتعيينه على رأس الجمهورية الجزائرية. الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد وهو مجاهد من الرعيل الأول، وعسكري قائد كانت له ملفات حساسة وهامة في فترات مفصلية من تاريخ الجزائر الحديث، وسياسي تولى زمام السلطة كحل توافقي بعد أن اندلعت صراعات حول خلافة المرحوم هواري بومدين، يجعل من مذكراته التي ستسوق بداية من أول نوفمبر ذات أهمية بالغة للدارسين والمهتمين بالتاريخ والناشطين في الحقل السياسي، فمذكراته على ما يبدو بالاستناد إلى ما نشر إلى الآن، تحمل حقائق عن بعض الملفات ما يدحض بعض الروايات التي سمعناها إلى يومنا هذا. ولعل الجراءة والشجاعة التي طرحت بها تلك الملفات تجعل من التوقف عندها أمر ملح وضروري، وهو ما يتوقع منها أن تثير زوابع سياسية مصحوبة برمال تاريخية في قادم الأيام.