تشهد الفضاءات التجارية ومحلات بيع الملابس والأحذية في هذه الأيام إقبالا كبيرا للمواطنين تحسبا لعيد الفطر، الذي سيكون بعد أسبوعين، فبعد صلاة التراويح وإلى غاية الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، يكتسح الأولياء رفقة أبنائهم مختلف المحلات والفضاءات التجارية الكبرى لاقتناء ملابس العيد ومن بين الأماكن التي تشهد تدفقا هائلا من طرف المواطنين ببلدية باش جراح بالعاصمة، فالمراكز التجارية الثلاثة الموجودة بها جعلها من أكثر الأماكن إقبالا خلال هذه الفترة. استطلاع : أسماء زبار وفي جولة استطلاعية التي قادت -الحياة العربية- إلى المراكز التجارية بباش جراح، لرصد أجواء الاستعدادات والتحضيرات قبل أقل من أسبوعين على عيد الفطر الذي يتوّج شهر الصيام المبارك. وأكّد العديد من المواطنين الذين تحدثنا إليهم أنّ باش جراح هو المكان المفضل لديهم لاقتناء مستلزماتهم الضرورية خاصة الألبسة، والمراكز التجارية الموجودة بها باتت القبلة المفضلة للمتسوقين من العاصمة بل حتى من الولايات المجاورة، وفي هذا السّياق أكّدت إحدى السّيدات بالمركز التجاري "حمزة" أنّها ومنذ فتح المركز لم تعد تذهب إلى أيّ مكان سواه لأنّه يتوفّر على كلّ ما تحتاجه من ملابس وأغراض أخرى، إضافة إلى النوعية الجيّدة التي تباع هنا، من جهتها قالت سيدة أخرى التقينا بها في محل لملابس الأطفال، " كلّ مناسبة آتي هنا لشراء الملابس لأولادي الثلاثة، فالمركز التّجاري "حمزة" هو الوجهة الأفضل في هذه المناسبات حيث أقتني كلّ الملابس والأحذية لأولادي"، ومن جهته قال ناصر "المراكز التجارية بباش جراح قبلة العائلات كلّ مناسبة، وأنا شخصيا أشتري لأولادي منها، خاصة وأنّ نوعية الملابس الموجودة رفيعة ومستوردة". أمّا أمينة فأكّدت أنّها لا تذهب لأيّ مكان لشراء ملابسها في العيد سوى المراكز التجارية الثلاثة بباش جراح، فهي قبلتها المناسبة والمفضّلة بما أنّها تجد فيها كلّ ما يناسبها، أمّا أحلام فقالت "هناك محلات تبيع الماركات العالمية، لذا لا أتعب نفسي في التجوال، وعند اقتراب عيد الفطر أتوجّه مباشرة إلى المحلات الموجودة بالمراكز التجارية لاقتناء ملابس جديدة"، هذا وأكّد الكثير من المواطنين أنّهم يفضّلون الشّراء في السّهرة لأنّ الصيام متعب وكذا تفاديا للعطش خاصة وأنّنا في أيام حارة جدا. .. التهاب الأسعار يضع المواطنين في حيرة كشفت لنا جولتنا في بعض المحلات التهاب أسعار الملابس، الذي وضع المواطن الجزائري في حيرة أمام كثرة المصاريف طيلة الشهر الفضيل، وضرورة شراء كسوة العيد التي باتت تفرض على الأولياء وضع ميزانية خاصة وكبيرة لها من أجل إسعاد الأبناء، حيث يتراوح سعر الفستان لمن سنهن بين 9 سنوات و14 سنة، 4000 دينار إلى 6000 دينار، في حين تباع أحذية الأطفال دون سنتين من 3000 إلى 5500 دينار. أمّا أسعار ملابس الكبار فحدث ولا حرج، ويبلغ سعر تنورة 4000 دينار، أمّا سعر الحجابات فتتراوح بين 7300 إلى 9500 دينارا، هذا الغلاء الفاحش في الأسعار برّره البائعون الذين سألناهم بجودة النوعية فكلها مستوردة، وهي سلعة تركيا واسبانيا. هذا ويرى الكثير من الزبائن أنّ هذا الارتفاع سببه اقتراب عيد الفطر، لذا يزيد البائعون في الأسعار بغرض الرّبح لأنّ المواطن حتى لوكان السّعر مرتفعا فيتحتّم عليه الشّراء، السيدة وفاء أم لطفلين قالت " أسعار الملابس جدّ مرتفعة اشتريت حذاء لابني ب 5 آلاف دج، وكلّفتني كسوة طفل واحد ألف وثلاث مائة دينار، أمّا الطفل الصغير فكسوته أغلى، لكن ماذا نفعل كلّ سنة يتكرّر نفس الأمر وأصبحنا نخصّص مبلغا كبيرا خاصا بكسوة العيد". أمّا سمير فأكّد أنّ النوعية حاضرة لكن الأسعار مرتفعة جدا، وأضاف قائلا "تعودنا على مثل هذه النفقات التي لابد منها لإسعاد الأطفال في العيد". وفي سياق آخر، قالت السيدة يسرى، أنّها تفادت هذا الغلاء الكبير واشترت ملابس لابنتيها قبل حلول شهر رمضان، إلا أنّها لم تشتري الأحذية لعدم توفر اللّون المناسب، وقالت "تفاجأت بالتهاب أسعار الملابس، فقبل رمضان لم تكن غالية إلى هذه الدّرجة، واليوم أتيت لشراء الأحذية، وصدمت بهذا الارتفاع، لكن ما بيدي حل آخر سوى أن أشتري بهذا السعر". .. مواقف سيارات ممتلئة وزحمة سير كبيرة ونظرا للأعداد الهائلة التي تتدفق إلى المراكز التجارية بباش جراح، لم تعد مواقف السيارات الموجودة بها تكفي لركن السيارات، بل حتى الحظائر الموجودة في البلدية امتلأت على الأخر منذ الساعة الأولى من فتح المراكز، هذا ويضطر العديد من المواطنين إلى ركن سياراتهم في الطريق الرئيسي والذي حوله بعض الشباب إلى موقف سيارات يربحون من ورائه بعض الأموال، لكن هذا الأمر عرقل حركة السير في الطريق وجعل العبور منها مشكل كبير حيث تقضي ساعة في تلك الزحمة الكبيرة التي تخلق شجارات كلامية ومشادات بين المواطنين، وقال أحد المواطنين "لم أجد مكان لركن السيارة فالمواقف كلها ممتلئة، إلى أن قال لي احد الشباب أنه بإمكاني توقيفها هنا في الطريق الرئيسي، في الأول ترددت لكن بعدما وجدت العديد من السيارات مركونة سارعت لتوقيفها قبل أن يضيع مني المكان"، وأكد بعض السكان في الحي أن الحركة غير العادية التي تشهدها باش جراح في الشهر الفضيل عموما وفي الأيام الأخيرة خصوصا تستمر إلى الساعة الثالثة صباحا، ولا يقتصر الأمر على الرجال فقط بال النساء أيضا. وجبة السّحور متوفرة كما يلجأ العديد من المواطنين إلى تناول وجبة السّحور في المطاعم الموجودة في المراكز التجارية والتي تفتح في السّهرة، وتشهد هي الأخرى إقبالا كبيرا على المأكولات التي تقدّمها للزبائن من "شاورما" و"بيتزا"، إضافة إلى المثلجات والحلويات التقليدية "الزلابية" و"قلب اللوز"، وأكّد صاحب مطعم بالمركز التجاري "طيبة" أنّ أغلبية المواطنين الذين يأتون لشراء كسوة العيد يقضون ساعات في التجوال والاختيار لذا لا يكفيهم الوقت للعودة إلى البيت وإعداد السّحور، لذا يفضلون تناولها هنا، وأضاف قائلا "نحن بدورنا نقدّم أطباقا متنوعة لإرضاء الزبون، إضافة إلى توفر القهوة والشاي". كما يفضل آخرون تناول الشواء في السّحور، خاصة وأنّ محلات الشواء بباش جراح كثيرة ومتنوعة.