حرم عمال بريد الجزائر ملايين الجزائريين سيما المسنين والمتقاعدين من سحب أموالهم بسبب إضرابهم المفتوح الذي يدخل الاثنين اليوم الخامس على التوالي، واضطر مئات الآلاف الى الانتظار مطولا في طوابير لا متناهية من اجل سحب أموالهم، في وقت اضطر البعض الى الاستدانة من أجل سد الرمق الو العلاج. وتزامنا مع المعاناة، اعتصم حوالي أكثر من 200 عاملا بالبريد والمواصلات امام مركز البريد بالجزائر العاصمة، لمطالبة وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بإعادة النظر في لائحة المطالب التي رفت منذ اكثر من 8 اشهر، معربين عن تذمرهم من الوصاية التي اتهموها بممارسة سياسة التهميش لملفهم واللامبالاة، والتحقت العديد من مكاتب البريد على المستوى الوطني بالإضراب الذي بادر به عمال البريد المركزي على غرار البليدة، التي فاقت نسبة الاستجابة بها ال 90 بالمائة، ناهيك عن ولايات الشرق التي وصلت إلى 80 بالمائة. حيث وصلت نسبة الاستجابة للإضراب المفتوح إلى أكثر من 75 بالمائة على كافة التراب الوطني، وعرف شل لمكاتب البريد على مستوى 23 ولاية عبر مختلف ربوع الوطن بنسبة مشاركة بلغت 49 بالمئة، في وقت باشر مدراء عمال البريد استخلاف مناصب العمال المضربين بعد انقطاع عمال البريد عن عملهم. واستنكر العمال المضربون "سياسة الاستغلال" التي تعرضوا لها خلال شهر رمضان من قبل مؤسسة بريد الجزائر، من خلال عملهم ليلا نهار دون الاستفادة حتى من أيام استرجاعية أو منحة خاصة بعملهم المضاعف، متحججين بالمصلحة العامة، متهمين الإدارة وعلى رأسها المدير العام للبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، محند العيد محلول، بالتماطل في تسوية وضعيتهم ولامبالاة متمسكين بضرورة التجسيد الفعلي لكل المطالب المرفوعة دون استثناء، والمتمثلة في رأسها حصولهم على المنحة العالقة بأثر رجعي منذ 2008 مع إعادة النظر في سلم الأجور وكذا الاستفادة من الأرباح السنوية التي حققتها المؤسسة على شكل منح، مهددين الوصاية بإضراب مفتوح في حالة عدم تلبية المطالب. وطالبت النقابة الوطنية المستقلة لعمال البريد، في بيان لها، الإدارة والوزارة بالحوار الجاد، والكف تداول عبارة "نحن نتحاور مع النقابات المعتمدة فقط"، وأضافت قائلة "نحن اعتمادنا هم عمالنا الذي نحن الآن نقف جنبهم في قضيتهم العادلة" ونددت النقابة بالمارسات والمضايقات التي تعرض لها زملائنا في مدينة سكيكدة لما أحضر لهم المدير الولائي مصالح الأمن من أجل فض إضرابهم، كما نندد بالممارسات التي قام بها منسقو نقابة سيدي السعيد في كل من سطيف ووهران لما قاموا بتهديد العمال وتخويفهم من أجل العدول على فكرة الإضراب.