دعا المشاركون في ندوة فكرية نظمها المجلس الإسلامي الأعلى أول أمس بالجزائر العاصمة إلى "البحث المستفيض" حول شخصية الأمير عبد القادر بهدف الإلمام بجوانب هذه الشخصية والاستفادة من أفكارها. وأبرز المشاركون في هذه الندوة الفكرية التي نظمت تحت عنوان "شخصية الأمير عبد القادر: افتراءات وحقائق" أهمية إعداد بحوث ودراسات تاريخية مستفيظة كمحاولة للإلمام بهذه الشخصية التي تعرضت للكثير من الافتراءات منها "انتماء الأمير عبد القادر للماسونية وصداقته مع العدو الفرنسي". وفي هذا الشأن تطرق الباحث والكاتب الصحفي سليمان بن عزيز إلى نضال شخصية الأمير عبد القادر والظروف التي جعلته يبرم إتفاقية التافنة في 30 ماي 1837 مع فرنسا من أجل تقوية القوات الجزائرية لتكون قادرة على مواجهة الجيش الفرنسي الذي كان يعد من أقوى الجيوش آنذاك. وفي سياق متصل أبرز المتحدث الأسباب التي دفعت بعض المؤرخين الغربيين الى اتهام الامير عبد القادر بانتمائه للماسونية خاصة عندما قام بحماية 12 ألف مسيحي من الموت على يد الدولة العثمانية باعتبار أن الحماية —كما قال— "لها بعد إنساني بعيد عن الإنتماء للماسونية". من جانبه دعا رئيس المجلس الاسلامي الأعلى الشيخ بوعمران إلى ضرورة تدريس جوانب شخصية الأمير عبد القادر للأجيال الصاعدة من خلال تخصيص مواد تاريخية للتعريف بهذه الشخصية. للتذكير ولد الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة بمدينة معسكر عام 1808 وقاد مقاومة شعبية عنيفة ضد الإستعمار الفرنسي الذي سجنه عام 1847 قبل أن ينفى إلى سوريا عام 1955 حيث وافته المنية بدمشق عام 1883 وتم نقل رفاته الى الجزائر بعد الاستقلال.