ارتفعت في الآونة الأخيرة نسبة وفيات مواليد الجدد، والسبب عدم توفر المستشفيات العمومية والمراكز الاستشفائية الجامعية على حاضنات اصطناعية كافية.. معاناة العائلات تزداد مع عدم توفرهم على هذه الحاضنات التي تؤدي لفقدان أطفالهم. ====لطيفة مروان ===== العديد من الأسر تواجه صعوبات ولوج مواليدها الجدد في حاضنات اصطناعية لاسيما الذين لم يكتمل نموهم، بسبب عدم كفاية أعدادها في المراكز الاستشفائية الجامعية وغلاء كلفتها في القطاع الخاص، فغياب أقسام خاصة بطب وإنعاش المواليد الجدد في جميع المصالح الطبية للمستشفيات، يتسبب في ضغط كبير على مصلحة إنعاش المواليد الجدد في المستشفى الجامعي مصطفى باشا. أسماء إحدى الامهات اللواتي وضعن مواليدهن بمستشفى بني مسوس، لم تجد حاضنة لأنه حسب الأطباء العدد غير كافي فقصدت بمعية زوجها والمولودة مستشفى برني بحسين داي، فكان الجواب صادما بحيث لا توجد حاضنات شاغرة. وبعد أن عجزت عن الحصول على حاضنة لابنتها في المستشفيات استسلمت للأمر الواقع وذهبت إلى مصحة خاصة، ولكن الكلفة كانت تفوق المستحيل. وتوجهت أسماء بالمولودة إلى بيتها حاملة خيبة الأمل على وجهها العابس وعانت الألم مع مولودتها ما يقارب سبعة أيام ثم توفيت. وفاء اكتشفت بعد فحص عادي عند الطبيبة المشرفة على حالتها أنها ستلد مبكرا بسبب عيب في رحمها، وبالتالي ستلد في الشهر السابع، وهذا كان يعني أن يكمل المولود نموه بالحاضنة، ومستشفى مصطفى باشا لا يتوفر على حاضنات كافية، وبالتالي كان من الضروري نقله إلى مصحة خاصة تقول وفاء ومع اقتراب موعد خروج ابني إلى الحياة أيامنا جحيم لأنه ليس لدينا المال الكافي مما يعني نجاة ابني من الموت أمر بات شبه مستحيل. اختصاصيون بمستشفى مصطفى باشا، أكدوا أن هذا الأخير لا يتوفر على كفايته من الحاضنات الاصطناعية، فعدد الحاضنات حسب هؤلاء لا يكفي لاستقبال كل الحالات التي تأتي من ولايات الوطن، حتى أجهزة التنفس الصناعي لا تتوفر بالمستشفي بالشكل الكافي والتي لا غنى عنها، هذا ناهيك عن نقص حاد في الأطر الطبية المدربين على تمريض حديثي الولادة. نفس المصدر يؤكد أن هناك الكثير من الأطفال يموتون يوميا بسبب النقص الحاد على مستوى الحاضنات الاصطناعية. عدم إيجاد حاضنات شاغرة كافية للمواليد الجدد يكشف الوضعية المتردية التي تعيشها المستشفيات العمومية والمراكز الاستشفائية، والتي تعرف نقصا كبيرا في هذا المجال على هذا المستوى، الشيء الذي تطلب تدخل وزير الصحة و وبالتالي خضوعهم لمساعدة طبية داخل حاضنات بمصحات خاصة.