أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الاثنين بتبسة أن الجزائر تمكنت من تصور وتنفيذ سياسات لتطوير مواردها من المحروقات بفضل "تحكمها التام" فيها من دون أن تتنازل عن سيادتها الوطنية على هذه الموارد. وشدد رئيس الجمهورية --في رسالة له بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات تلاها نيابة عنه المستشار محمد علي بوغازي-- أنه إلى جانب المجهودات الجمة التي بذلتها الدولة في اقتناء التجهيزات وبناء المنشات الصناعية وتكوين الكفاءات والمهارات فقد "وفقنا في إقامة أشكال من الشراكة المفيدة مع شركات أجنبية وفي تكييف نصوصنا التشريعية مع ذلك كلما اقتضى الامر لكن دون التنازل قيد أنملة عن سيادتنا الوطنية على مواردنا الطبيعية". واستطاعت الجزائر بفضل ذلك --يضيف بوتفليقة-- أن "تحقق انجازات مشهودة في الكشف عن احتياطات ضخمة من المحروقات وتطوير واستغلال حقول هامة من الغاز والبترول وتمييع ومعالجة الغاز وتكرير البترول وبناء شبكة نقل مترامية الأطراف مدعمة بأنابيب غاز عابرة للقارات وذلك بالتزامن مع تكوين وتوظيف عشرات الآلاف من الشباب في هذا القطاع". وتابع رئيس الجمهورية عبد العزيز بالقول "أن برنامج عمل السلطات العمومية تم توجيهه صوب تحسين مؤشرات التنمية البشرية من خلال تلبية الحق في الاستفادة من العلاج والسكن والتربية والتعليم ومن الماء الشروب". كما يقوم برنامج العمل -يضيف رئيس الدولة- على "تحسين قدرة المواطن الشرائية بفضل الزيادات المتتالية في أجور العمال ومنح التقاعد بالإضافة إلى دعم المواد والسلع الواسعة الاستهلاك". ومن منطلق الحرص على الحفاظ على القدرة الشرائية للعمال وترقيتها أكد رئيس الجمهورية في رسالته على أنه "تم إدراج إلغاء المادة 87 مكرر من القانون المتعلق بعلاقات العمل في إطار تشاوري مع الشركاء الاجتماعيين تحسبا للنص عليه ضمن قانون المالية لسنة 2015 ". وحسب الرئيس بوتفليقة فإنه من شأن المقاربة الجديدة هذه "أن تتيح تعزيز الأجر الأدنى المضمون وتحسين مداخيل العمال المنتمين للفئات المهنية الدنيا" مضيفا بأن نفس هذه المقاربة "ستضفي على المؤسسات مزيدا من المرونة لتحسين مكافأتها لمردودية العمال وللظروف الخاصة لمنصب العمل". وقال انه "على الدولة أن تستمر في تنفيذ البرامج الموجهة لتشجيع الإستثمار وترقية التشغيل والحد من البطالة لا سيما لدى الشباب من خريجي المعاهد والجامعات مع الإعتناء بتكوين اليد العاملة من أجل الرفع من كفاءتها وتكييف معارفها مع التطورات التكنولوجية ومتطلبات سوق العمل".