أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم الاثنين بتبسة أن الجزائر تمكنت من تصور وتنفيذ سياسات لتطوير مواردها من المحروقات بفضل "تحكمها التام" فيها من دون أن تتنازل "قيد أنملة" عن سيادتها الوطنية على هذه الموارد. وشدد رئيس الجمهورية --في رسالة له بمناسبة الذكرى المزدوجة لتاسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات تلاها نيابة عنه المستشار محمد علي بوغازي-- أنه الى جانب المجهودات الجمة التي بذلتها الدولة في اقتناء التجهيزات وبناء المنشات الصناعية وتكوين الكفاءات والمهارات فقد "وفقنا في اقامة اشكال من الشراكة المفيدة مع شركات اجنبية وفي تكييف نصوصنا التشريعية مع ذلك كلما اقتضى الامر لكن دون التنازل قيد أنملة عن سيادتنا الوطنية على مواردنا الطبيعية". واستطاعت الجزائر بفضل ذلك --يضيف بوتفليقة-- أن "تحقق انجازات مشهودة في الكشف عن احتياطات ضخمة من المحروقات وتطوير واستغلال حقول هامة من الغاز والبترول وتمييع ومعالجة الغاز وتكرير البترول وبناء شبكة نقل مترامية الاطراف مدعمة بانابيب غاز عابرة للقارات وذلك بالتزامن مع تكوين وتوظيف عشرات الالاف من الشباب في هذا القطاع". وفي هذا الصدد أشاد رئيس الجمهورية بعمال واطارات المؤسسة الوطنية "سوناطراك" على ما يحققونه من نجاحات متوجها بالإكبار الى الرواد منهم والذين كانت لهم يد طولى في تاسيسها وترسيخ اركان صرحها حسبه بحيث "تأتى لها ان تتطور وتتوسع طيلة خمسين سنة وتصبح بحق شركة نفطية ذات حجم دولي". كما هنأ بالمناسبة المؤسسة الوطنية "سوناطراك"بخمسينيتها وبكل ما حققته من انجازات ومكاسب. وترحم الرئيس بوتفليقة ايضا ب"اسم الشعب الجزائري على ارواح كل العمال والنقابيين وتقنيي الامن الذين وافاهم اجلهم وهم في الميدان يؤدون واجبهم في تشغيل وصيانة وحماية منشاتنا البترولية والغازية" مضيفا أنه ينحني "بخشوع امام ارواح كل ضحايا الارهاب الهمجي من العمال الاجانب الذين ازهقت ارواحهم في مركب تيقنتورين سائلا الله جل وعلا أن يتغمد بواسع رحمته البطل الشهيد محمد امين الاحمر". ومن جهة أخرى أكد رئيس الجمهورية أن "لا احد ينكر أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين منظمة نقابية راشدة فاعلة لا تفرط في احقاق التطلعات الاجتماعية ولا في النهوض بواجبات المواطنة وحماية استقرار البلاد". وأشاد في هذا السياق بالدور "البناء" الذي تلعبه المركزية النقابية ضمن الثلاثية من حيث أنها "اطار للحوار والتشاور والى تجاوبها مع تطور عالم الشغل (...)"