عادة مجددا ظاهرة اختطاف الأطفال الصغار لتتصدر قائمة الأحداث الوطنية وباتت حديث العام والخاص، لاسيما بعد اختطاف الرضيع ليث من مستشفى قسنطينة ،أجواء من التوتر والآسى والشعور بالتذمر والغليان لدى الجزائريين الذين طالبوا السلطات بضرورة الاسراع واتخاذ الاجراءات الردعية اللازمة ==لطيفة مروان اختطاف واغتصاب وثم قتل هي ظاهرة من الظواهر التي انتشرت حديثا في مجتمعنا و أصبحت مبعث قلق بل واصبح هاجس المواطنين، ظاهرة بالغة الغرابة لتحي في الاذهان قضية مقتل الطفلة شيماء من المعالمة بطريقة وحشية من طرف ابناء الجيران و"سوندس " وقبلهم "ياسين " لتعيد لذاكرة ذكرياتها التي لا طالما ارادت ان تتناساها من كثرت خوف الاولياء ان تطالهم ايادي الغدر فلذات اكبادهم ،باتوا يرفضون ترك أطفالهم يلعبون بالقرب من مقر سكناهم، خوفا من أن يد المختطفين الغادرة ويلقون نفس مصير الطفلان هارون وابراهيم و الطفلة شيماء وياسر وايمن وحنان والقائمة ما زالت طويلة . فلم تعد جريمة اختطاف الأطفال ترتبط بطلب فدية من عائلة الضحية، وإنما تعدتها إلى جرائم أخرى أكثر فظاعة، تكون نهايتها في الغالب الاغتصاب، اوسرقة الأعضاء وأخيرا القتل، ما ضاعف من قلق الأولياء الذين أضحوا يصطحبون صغارهم إلى المدرسة. غير أن الاختطاف أخذ بعدا آخر في المجتمع، لأن المختطفين أصبحوا يترصدون الأطفال بالقرب من منازلهم، ولنا أن نتذكر في هذا المقام قصة الطفل ياسر بن عمران، الذي مازال اختفاؤه يطرح الكثير من التساؤلات منذ جوان الماضي ، الذي اختطف من أمام منزل جده بحي فايزي ببرج البحري في العاصمة، عندما ذهبت والدته لأداء واجب العزاء لوالدها إثر وفاة عمها والامر سيان لسندس التي قتل من طرف زوجة عمها التي تسكن بالبيت ذاته واما شيمان فحالها لا يختلف كثيرا عن حال الاطفال الذين سبقوه فقد سرقت من امام البيت لتجدها عائلتها جثة هامدة بمقبرة دويرة . تكرار مسلسل اختطاف الأطفال في الجزائر، جعل المختصين وحقوقيين في مجال حقوق الطفل يدقون ناقوس الخطر، خاصة أنها أخذت بعدا دوليا، بعد أن ثبث تورّط شبكات في المتاجرة بالأعضاء وتهريبها للخارج. وفي هذا السياق، قال عرعار عبد الرحمان ل "الحياة العربية " إن هذه الظاهرة أصبحت تشكل خطرا على المجتمع الجزائري، وتتطلب اتخاذ إجراءات خاصة وصارمة، لأنها جريمة ليست انسانية ، مؤكدا أنه لا توجد أرقام دقيقة بخصوص عدد الأطفال ضحايا الاختطاف في الجزائر، داعيا إلى ضرورة وضع بطاقة تقنية وطنية لكل من ارتكب جريمة ضد الأطفال سابقا، مع تعديل قانون العقوبات من أجل تشديد العقوبة ضد الخاطفين. كما اشار الى الخط الاخضر الذي سخرته الشبكة للابلاغ عن المختطفين ، مشيرا الى ان الجزائريين لابد ان يتمتعوا بثقافة التبليغ لفك شفرات الظاهرة كما حثّت ليلي فلالي عضوة بجمعية اولياء التلاميذ ل "الحياة العربية "، على ضرورة تجنيد الأطفال لتفادي وقوعهم في أيدي المختطفين، ومدهم بالنصائح حول عدم اصطحابهم والحديث مع أشخاص لا يعرفونهم مثلا، إلى جانب تصنيف هذا النوع من الجرائم ضمن أولويات تكافحها الدولة، وتجهيز أجهزة الأمن بشريا وماديا من أجل إجراء بحوث وقائية قبل وقوع الجريمة للاشارة لا تزال القضية محل تحقيق من قبل مصالح الأمن و قد وُضعت أجهزة الكاميرا في زوايا تسمح بمراقبة و تصوير جميع مصالح المستشفى و كذلك الشوارع المحيطة به، بحسب ما أكده مدير المستشفى الجامعي و يأتي ذلك ضمن التدابير المتخذة من قبل خلية الأزمة التي يرأسها المدير و المشكلة عقب حادثة اختطاف الرضيع "ليث" من داخل مصلحة التوليد مؤخرا ، و رغم كونها خطوة متأخرة و كان تطبيقها قبل أسبوع فقط، ليساعد في القبض على خاطفي الطفل "ليث