"لعجار "أو كما يطلق عليه البعض تسمية"النقاب"قطعة قماش كانت ترتديها النساء قديما لتغطية الوجه دون العينين، في إطار عادات وتقاليد تحفظ للمرأة حشمتها ووقارها ،وهو يصنع باستخدام أدوات بسيطة إلا أن صناعته تحتاج إلى خبرة ودراية كي يخرج التصميم بأفضل صورة، ويمنح المرأة الراحة أثناء ارتدائه إلا انه اندثر وتلاشى عبر الزمان وبات يستعمل فقط عند التصديرة العروسة. لطيفة مروان فيما مضى كان لعجار من أهم الأمور التي لا تستطيع المرأة استغناء عنها ، فهي امتداد لعاداتنا وتقاليدنا، الا انه ومع مرور الوقت بات يعد من الأزياء التقليدية التي كانت ترتديها المرأة لتغطية وجهها، وفق العادات والتقاليد القديمة التي تقتضي بأن تغطي الفتاة وجهها عند البلوغ أو عقد القرآن، بهدف الستر والوقار. اما اليوم فقد اقتحم " لعجار "قاعات الحفلات بقوة وبات من أهم الاكسسورات التي لا تستغني عنها العروس يوم زفافها. أخذنا الفضول للبحث عن محالات لصناعة لعجار وإيجاد محل لبيع الألبسة التقليدية، فوجدنا عدد معتبر من المحلات متخصصة في الصناعات التقليدية والخياطة والطرز باليد، وكم كانت دهشتنا للكم الهائل للمقبلات على شراء لعجار ليس لارتدائه بصفة يومية وإنما لارتدائه ليوم واحد فقط أثناء التصديرة، وكأنه الحنين للأصالة ورغبة من المرأة في أن تتمسك بتراثها من جديد. ففي سياق حديثنا مع أحد الباعة قال إن الطلب على لعجار شهد تصاعدا كبيرا في الآونة الأخيرة من قبل العرائس اللواتي يعتمدنه لتعبير على الحشمة كغطاء يلف وجههن وقت الخروج من بيت الأهل إلى بيت الزوجية، ليضيف أن بعضهن يعتمدن على كرائه نظرا لاقتصار استعماله على تلك الفترة الزمنية، فهو حاليا كالبرنوس، فكثيرات يستأجرنه و قليلات من يشترينه ليبقى ذكرى في خزانتها و تورثه لبناتها وحفيداتها". تتنافس في السنوات الأخيرة العرائس على عرض أجود لعجار يرتدينه مع "الكاراكو" أي اللباس العاصمي المحض لتعبير على خصوصية المرأة العاصمية، وقت دخولهن قاعة الحفلات، فكلما كان أجود كان أبهى على قامتها و زادها فخامة في مشيتها، و كانت البداية محتشمة ولكن مع الغيرة النسوية شاع ارتداؤه في هذه المناسبة، ومثلما صرحت لنا السيدة ( نورة 40 سنة) " مر على زواجي بضع سنوات وفي يوم زفافي ارتديت الفستان الأبيض، ولكن عندما أرى الآن العروسات الحايك ولعجار تتملكني الغيرة والحسرة لأنني لم أستعن بلباسنا الأصيل الذي يفيض عراقة. أما السيدة حفصة فقد أكدت ان لعجار لم يندثر قط بل ما زال يستهوي فتيات اليوم على الرغم من العولمة والعصرنة الا ان الأصالة تبقى هي الأصح والابقى، فلا غنى عنه في أعراسنا كما ان البرنوس والحايك ولعجار تقول محدثتنا رمز الحشمة والطاعة وان المرأة التي تخرج من بيت والدها وهي ترتديه دليل أنها بنت ذات جذور عريقة وهي أصيلة أصالة اللباس الذي ترتديه. ويبقى لعجار من الموروث القديم الذي كانت حواء لا تستغني عنه وتتفن في صناعته بأيديهن بأشكال وألوان وأنواع عديدة، وهو يعتبر مفردة تراثية قديمة ارتبطت بزينة المرأة وملابسها