في كل مرة تسقط فيه ورقة من أوراق التاريخ الجزائري، إلا وأظهرت السلطة عمق الانفصام الذي تعاني منه هذه السلطة في سياساتها تجاه التاريخ وتجاه الرموز الوطنية.. نقول هذا الكلام، لأن هرع السلطة لتأميم جنازة الراحل المجاهد الفذ والمناضل الشهم، والإنسان المحترم، أيت احمد، يتناقض وسياساتها مع الرجل طيلة مسيرته النضالية، فهذه السلطة التي هي امتداد للسلطات السابقة وللنظام الباقي المتبقي المتجدد، كثيرا ما ضيقت على الراحل أيت احمد، بل وسجنته، ووصفته بأقبح الأوصاف لمجرد انه يناضل من اجل العدالة والحرية والديمقراطية… لكن اليوم السلطة ذاتها وبرموزها تعترف أن أيت احمد كان مناضلا وله مبادئ وهو شريف؟ فلماذا تفوت هذه السلطة الفرصة للاستفادة من الأحياء قبل الأموات؟ ألم تفعل نفس الأفعال القبيحة مع الراحل حكيم الجزائر عبد الحميد مهري، الم تفعل ذلك مع الراحل بشير بومعزة، مع مشاطي…..الخ أن المتتبع لسلوك السلطات المتعاقبة، يكتشف أن حالة الانفصام بلغت أوجها وان أعراضها لم تعد مخفية على سلطة تنهى عن الشيء وتأتي بمثله. في الواقع، لقد ضيعت الجزائر المستقلة الفرصة بل الفرص للاستفادة من أبناءها البررة، من خبراتها التي عاشت وماتت دون أن تستفيد منها الأجيال… فهل ينطبق علينا المثل الذي يقال في القطة أنها تأكل أبنائها؟