عرفت أسعار المواد التجارية بشتى أنواعها تذبذبا كبيرا خصوصا في ملابس الجنسين، مما جعل أصحاب المحلات التجارية يستغلون تزاحم وتسابق المتسوقين ويعمدون إلى رفع الأسعار، من خلال تخفيضات وهمية في أسعار يعلنها بعض أصحاب المحلات لجذب الزبائن وبيع السلع من خلال لافتات وهمية دونت عليها عبارات مختلفة منها «صولد.. تخفيض الأسعار»، استغلالا لأحوال الطقس المتغيرة هذه الأيام. ارتفاع للأسعار رغم لافتات «الصولد» في جولة قادت «السياسي» إلى بعض محلات بيع الألبسة المتواجدة بالعاصمة،استغربنا وللوهلة الأولى من لافتات كتب عليها solde تصدرت واجهات معظم المحلات، واقتربنا من بعض المواطنين قصد معرفة سبب التوافد الكبير على هذه المحلات، حيث أكدت المواطنة أمينة ربة بيت وأم لثلاثة أطفال أن لافتات solde التي وضعها الباعة في واجهات محلاتهم لم تعرف انخفاضا في الأسعار، مشيرة إلى أن سعر الحذاء يقدر ب0022 دج وهذا بعد وضع التخفيض مما زاد من حيرتها من سعر الحذاء قبل وضع اللافتات التي تبرز تخفيضا ب04 بالمائة، وأضافت أمينة أن حديث الباعة أصبح معروفا فالحجة المقنعة التي يراها الباعة مناسبة للحصول على المشتري وهو إبراز ماركة الحذاء أو الحقيبة أو غيرها من الملابس وإعطاء مبلغ خيالي ليثبت نسبة تخفيض السعر، كما أشار المواطن خالد، موظف بمركز البريد وهو أب ل5 أطفال أن أسعار الملابس حالياً لا تشجّع على الشراء، فكافة الأصناف تتسم بارتفاع أسعارها مما يضطره إلى الاكتفاء بشراء أقل عدد من القطع للموسم الحالي، مضيفا أن الأسعار لم تنخفض رغم توجه العديد من الباعة لوضع لافتات solde، مشيرا إلى أن «هروبه» لشراء الملابس المستعملة من محلات بيع «الشيفون» لم يعطه أي نتيجة إذ أن هذه الأخيرة عرفت أيضا ارتفاعا رهيبا للأسعار. ارتفاع الأسعار أثار غضب الكثير من المواطنين الذين وصفوه ب«غير المنطقي»، حيث أكد المواطن رابح أنه لم يعد يحتمل ارتفاع الأسعار في كل مناحي الحياة، مواد غذائية واستهلاكية ومواد بناء، لتأتي أسعار الملابس وتكمل الناقص. وأشارت المواطنة حكيمة أن هذه التخفيضات، غالبا ما تكون غير حقيقية، حيث توضع كلمة تخفيضات فقط لجذب الزبائن، بينما الأسعار هي ذاتها لم تتغير وحتى إن تغيرت فالفارق بسيط، مشيرة إلى أن بعض التجار يدعي بأن التخفيضات بلغت نصف السعر من أجل جلب الزبائن فقط. التجار يستغلون الفترة الحالية لتسويق السلع أشار عديد التجار للصعوبات والخسائر الباهظة التي عانوا منها في هذه الفترة الشتوية التي لم يحصلوا فيها على الأرباح التي يحقّقها معظمهم خاصة في فترة البرد، حيث أكد جمال، صاحب محل بيع الأحذية والحقائب، أن الفترة الماضية لم تشهد إقبالا كبيرا من طرف المواطنين نظرا لاستقرار الجو، لكن التقلبات التي وقعت خلال الأيام الأخيرة جاءت مع نهاية فترة الشتاء وهي فرصة للعديد من التجار لبيع سلعهم وتحقيق أرباحهم، ومن جهته، أضاف سعيد، صاحب محل الملابس الجاهزة للنساء، أنه يستعد لتحضير وشراء ملابس خاصة بفترة الربيع وهذا ما جعله يغتنم فرصة بيع الملابس الشتوية خلال هذا الأسبوع.
بولنوار يؤكد: «بعض التجار يجهلون المعنى الحقيقي للصولد أكد الحاج الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، أن قضية صولد متعارف عليها في جميع الدول، إلا أن له شروطا ومقاييس تطبّق عليه، مضيفا أنه من غير المعقول أن تكون هذه اللافتة موضوعة في واجهة المحلات طيلة فترة السنة، حيث أكد بولنوار أن هذه الظاهرة يستغلها خاصة تجار الملابس والأحذية وأيضا في محلات بيع الأجهزة الكهرومنزلية، خصوصا مع موجات البرد التي شهدتها ولايات الوطن خلال هذه الفترة وباعتبار أنه لا يوجد الطابع الإلزامي لهؤلاء التجار فلا يمكن منعهم من وضع هذه اللافتات، كما أشار الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين إلى أن استغلال التجار لبيع سلعهم بوضع لافتة مكتوب عليهاصولد يعتبر نوعا من الغش والحيل التي يستعملها الباعة مشدّدا في ذات السياق على ضرورة وعي المواطنين، أي أنه ليس بمجرد قراءتهم للافتة يتوجهون مباشرة للشراء، وكشف بولنوار أن بعض التجار يجهلون المعنى الحقيقي لصولد ، كونهم يستخدمونه بالمعنى الذي يجدونه مناسبا للبيع، إذ أن معظمهم يقارن أسعار بيع بعض المحلات المجاورة له بأسعاره ويختار السعر الذي يراه مناسبا له، وأفصح نفس المتحدث أن المعنى الحقيقي لصولد هو أن ينقص التاجر من أرباحه أي أن السلعة الكبيرة التي تكون لديه يبيعها بسعر منخفض.