أكد رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، أن تغيير الصورة النمطية للعمل البرلماني ككل ولعمل مجلس الأمة بشكل خاص يجب أن يواكب ما ستثمره تدابير الدستور القادم، وأوضح انه بيت الجزائر الكبير الذي يعكس بكل شفافية حالنا وإصرارنا على المضي قدما إلى الأمام دعما للتنمية في جميع مجالاتها . وأضاف عبد القادر بن صالح في كلمته التي ألقاها أمام عقب مصادقة أعضاء مجلس الأمة بالأغلبية على أعضاء مكتب الرئيس، بعدما وافقت المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي على التنازل عن مقعد في مكتب المجلس لصالح كتلة حزب جبهة التحرير الوطني، الذي رفع حصته إلى مقعدين، أن مجلس الأمة هذا الفضاء الدستوري الحاضن لانشغالات وتطلعات الأمة ينبغي أن يتكرس كفضاء لمأسسة طموحاتنا الكبيرة في الارتقاء بالجزائر إلى غد واعد مشرق"، وأكد بالقول "الموقف يحتم علينا الإشادة بروح المسؤولية التي طبعت عملية توزيع المهام في جميع مراحلها في كامل الشفافية والديمقراطية"، وأن الواجب يقتضي تثمين المنهج التشاوري الذي تبنته العائلات السياسية كمسلك للتوصل إلى توافق يعزز الانسجام ضمن الهيئة ويعزز روح الفريق الواحد يعد "علامة مسجلة " في تجربة مجلس الأمة" . وأضاف بن صالح أن "الحقيقة تفرض أن مخاض التوصل إلى هذا التوافق اخذ بعض الوقت وهذا يعد أمرا عاديا في حياة هيئة تكاد تكتمل تركيبتها "، وأشار إلى أن "ما يستوجب علينا هو توصل الأطراف المعنية إلى اتفاق تم فيه تغليب المصلحة العليا للدولة والوطن مما رفع عاليا سقف الالتزام الذي تحلت به المجموعات البرلمانية خلال كافة مراحل عملية التشاور حول توزيع المهام في أجهزة وهياكل المجلس"، واعتبر ان "هذه النتيجة تؤدي إلى القول "أن تعد الألوان السياسية ضمن مجلسنا هوبالواقع رافدا للتعدية وإضاءة مرجوة لتراكمات الممارسة الديمقراطية في بلادنا" . وفي نفس السياق قال بن صالح "انه لابد أن يكون مجلس الأمة هيئة داعمة للإصلاحات المؤسساتية يتوجب أن يكون عبر خارطة من ابرز عناوينها المبادرة والانفتاح على المحيط وملامسة تطلعات المواطنين والمواطنات والقبول بآراء بعضنا البعض حيث قال "فلتكن إسهاماتكم وأعمالكم داخل الهيئة أولى مؤشرات الارتقاء بالعمل البرلماني وليكن التنوع والتعدد الموجود محرك حقيقي للتغيير الذي يفضي إلى النجاعة"، داعيا جميع التشكيلات السياسية بمجلس الأمة إلى "الخروج من ضيق جلباب الانتماء الحزبي وعباءة الانتماء المناطقي إلى شساعة البرنوس الجزائري الذي يملك بالرغم من تعدد ألوانه بحسب منطقة حياكته كل المواصفات الجامعة للانتماء إلى الوطن الواحد وهو الانتماء للجزائر" . وفي الأخير قال بن صالح "إن أجهزة وهياكل المجلس هي هيئات لجميع أعضاء المجلس ومن هذا المنظور احسب أن عملا كبيرا ينتظرنا سواء تعلق الأمر بالدراسة المعمقة والمستفيضة للنصوص القانونية المحالة على المجلس أومن خلال ممارستنا في تواصل الهيئة وتفاعلها مع المحيط بنجاعة اكبر من خلال الزيارات الميدانية التي سنبرمجها بالتنسيق مع الهيئة التنفيذية مستقبلا ".