تجري أشغال لترميم مسجد قصر صفيصيفة العريق (100 كلم جنوب غرب النعامة)، من أجل إعادة الاعتبار وتثمين هذا المعلم الأثري والديني العتيق والمحافظة على قيمته التاريخية، حسب ما أفاد القائمون على هذه المبادرة. ويتولى حرفيون من المنطقة وباستخدام أدوات بناء تقليدية محلية مصنعة وبحسب التقنيات والطرق القديمة، التي اعتمدت في بناء مختلف أزقة ومباني القصر القديم لصفيصيفة أشغال إعادة الاعتبار للمسجد العتيق المشيد وسط القصر، وهي العملية التي بادر بها المجلس الشعبي البلدي لصفيصيفة وجمعيات تراثية وثقافية محلية وقدامى السكان المحليين، كما أشار ممثل جمعية "تنانت" لحماية تراث القصر الطاهر بوزار. وبعد هجرة أغلب سكان القصر المحيط بالمسجد وتدهور وتآكل عدة جوانب منه، أخذ سكان المنطقة تحت إشراف شيوخها زمام المبادرة لإنقاذ المسجد ومدرسته القرآنية ومنارته باعتباره تحفة تاريخية لا تزال مقصدا للسياح والطلبة وزاور الأضرحة القديمة المتواجدة بمحيطه. وساهمت البلدية في إنقاذ هذا الصرح الديني، الذي شيد منذ أكثر من 10 قرون من طرف أهل البلدة وساعدهم في ذلك حينها توفر يد عاملة متخصصة ومواد محلية كالطين والجبس والحجارة والحلفاء وشجر الصفصاف، وقاموا بتدخلات ببعض أجزاء هذا المعلم التاريخي التي تآكلت وظهرت عليها تشققات، بفعل عوامل الطبيعة وقلة الصيانة الدورية، كما أضاف من جهته رئيس بلدية صفيصيفة نقاز جديد. وتسعى جمعية تيفلوين إغارماون بصفيصيفة، من جهتها، وبإمكانيات متواضعة إلى صيانة والحفاظ على ذاكرة المنطقة والاعتناء بالآثار التي تركها الأجداد بالقصر القديم لصفيصيفة عبر انشاء متحف صغير، فضلا عن البحث في تاريخ وتراث منطقة تنانت، وهي التسمية القديمة لصفيصيفة، مثلما أوضح من جهته ممثل الجمعية شيخ محمد بن يعقوب. وساهم سكان صفيصيفة في وقت سابق، في ترميم ساحة للصلاة تابعة لمسجد القصر العتيق لإقامة الحضرة الصوفية والأعراس والوعدات (وعدة سيدي الحاج بن عجالة ووعدة سيدي أحمد بن عيسى من الجهة الشرقية).