لا حديث في جيجل سوى عن مواجهة الغد أمام شباب بلوزداد، التي يصنفها المختصون في خانة المواجهات المحلية بحكم توفر الفريق العاصمي على قاعدة جماهيرية يُشكّل الجواجلة السواد الأعظم منها، ناهيك عن رئيس النادي محفوظ قرباج وكذا بعض مساعديه الذين ينحدرون بدورهم من عاصمة “الكورنيش”. وإدراكا منها لأهمية مواجهة الغد أمام أبناء لعقيبة دخلت النمرة مباشرة بعد لقاء الجولة 19 من بطولة مابين الجهات ضد هلال شلغوم العيد في تربص مغلق تحضيرا للقاء الغد الذي يكتسي أهمية بالغة بالنسبة للفريق الجيجلي وكذا أنصاره الذين يراهنون على هذه المواجهة لاسترجاع الذكريات الرائعة لفريقهم أو بالأحرى ذكريات السبعينيات يوم كانت النمرة تصول وتجول ببطولة القسم الأول الى جانب منافسها لنهار الغد والذي لم يلتق به النمور في إطار رسمي منذ موسم 72/73 أي منذ 37 سنة بالتمام والكمال. “النمرة” تُحضّر بكامل التعداد ورغم أن الكأس ليست من أولويات الفريق الجيجلي الذي يركّز أكثر في تأشيرة الصعود الى القسم الثاني بحكم احتلاله للمركز الثاني في سلّم ترتيب بطولة مابين الجهات إلا أن ذلك لا يعني تماما بأن تشكيلة الثنائي بوريدان وأبركان ستكون لقمة سائغة في فم البلوزداديين بدليل العزيمة التي يبديها لاعبو النمرة في التدريبات وإصرارهم على رفع التحدي أمام بطل النسخة الفارطة من السيدة المدلّلة، علما أن التشكيلة الجيجلية تحضّر لمواجهة بلوزداد بكامل عناصرها بعد تعافي الأسماء المصابة، وهو ما أراح أكثر المدربين أبركان وبوريدان الذي أكد لنا بأنه سيعتمد على نفس التشكيلة التي لعبت اللقاءات الأخيرة من البطولة وذلك عملا بالقاعدة المعروفة التي تقول بأن الفريق الذي يفوز لا يجب أن يغيّر. التذكرة ب 60 دينارا والملعب سيكون مكتظًا وتماشيا مع التحضيرات المكثفة التي تقوم بها النمرة خصيصا لمواجهة الغد تعرف معاقل أنصار الفريق الجيجلي بدورها حركة غير عادية من خلال الاستعدادات المكثفة لمحبي النمرة وتحضيرهم للافتات والأغاني التي ستدوي دون شك في أرجاء ملعب الشهيد حسين رويبح، علما أن إدارة هذا الأخير قد حددت سعر تذكرة الدخول ب 60 دج فقط أي بزائد 10 دنانير عن ثمن التذاكر العادية التي اعتاد أنصار النمرة اقتناءها لمشاهدة لقاءات فريقهم في إطار البطولة، وهو ما يعني بأن الدخول الى الملعب سيكون في متناول جميع الأنصار، وأن مدرجات ملعب “بيازا أو بو الرمل” كما يحلو لأنصار النمرة تلقيبه ستكون مكتظة عن آخرها مثلما يحلم بذلك مسؤولو النمرة الذين عملوا كل ما بوسعهم من أجل أن تكون مباراة الغد بمثابة عرس حقيقي بين ناديين لم يلتقيا منذ قرابة الأربعة عقود. بوالرمل جاهز مائة بالمائة ومرحبًا بأنصار بلوزداد وعلى ذكر ملعب بو الرمل الذي أثيرت حوله ضجة كبيرة بدعوى عدم جاهزيته لاحتضان لقاء من هذا الحجم الى درجة أن اللجنة التي أوفدتها الرابطة الوصية لمعاينته لم تتوان في المطالبة بنقل المواجهة الى ملعب آخر، تأكد بأن كل ما قيل بشأن هذا الملعب لم يكن سوى زوبعة في فنجان وأن هذا الأخير جاهز بنسبة مائة بالمائة لاحتضان الداربي الجيجلي بين النمرة وشباب بلوزداد، خاصة بعد إزالة الحفر العميقة التي أقامتها الشركة المكلّفة بتثبيت أعمدة الأضواء الكاشفة وسد الثغرات التي كانت موجودة على مستوى المدرجات الجديدة التي تجري الأشغال بها منذ مدة طويلة قصد رفع طاقة استيعاب الملعب الى 40 ألف متفرج، وهو ما يفسر الدعوة التي وجهها مسؤولو ملعب جيجل لأنصار بلوزداد من أجل الحضور بكثافة الى عاصمة الكورنيش مؤكدين بأن هؤلاء سيجدون كل الرعاية في جيجل ولن يمسهم أي مكروه. قرباج لن يُشجّع أي فريق وسيجلس بين دكتي الإحتياط وفي سياق متصل بمباراة الغد بين النمرة وضيفها شباب بلوزداد خص رئيس الفريق العاصمي محفوظ قرباج أول أمس الأربعاء إذاعة جيجل بحديث مطول حول هذه المباراة، أكد من خلاله بأن المباراة ستكون استعراضية بالدرجة الأولى بين فريقين لم يلتقيا منذ مدة طويلة وكانت تجمعهما أكثر من قصة سنوات السبعينيات يوم كانت النمرة في أوج عطائها. وأضاف قرباج بأنه سيدخل أرضية ملعب جيجل وقلبه منشطر إلى نصفين (نصف جيجلي وآخر بلوزدادي) لأنني أشعر -يقول قرباج- بأن شباب جيجل هو كذلك فريقي ولا يختلف كثيرا عن بلوزداد طالما أنه يمثل مسقط رأسي وهو ما يجعلني -يستطرد قرباج- أفكر في الجلوس رفقة مراقب المباراة أو بالأحرى بين دكتي الاحتياط حتى لا أتهم بتشجيع فريق على حساب الآخر.