بعد الحديث عن الأسماء الجديدة في الفريق وما أصبحت تصنعه فوق الميدان ومساهمة هذه الأسماء في تحقيق النتائج الإيجابية للجمعية، أصبح حديث العام والخاص في الشلف يدور حول المدرب مزيان ايغيل وما يصنعه مع فريقه الجديد جمعية الشلف، فالمدرب لم يكتف بتحقيق النتائج الايجابية التي كان يحلم بها أنصار الفريق فحسب بل تمكن في ظرف وجيز جدا (شهران) من إعادة الروح إلى الفريق والطابع الاستعراضي الذي افتقده منذ رحيل المدرب بلحوت قبل موسمين رغم المجهودات الجبارة التي بذلها المدربون السابقون حاج منصور، عمراني وصايب وحتى سليماني الموسم الماضي. 13 نقطة في الرصيد وبلوغ 25 نقطة عند نهاية الشطر الأول وارد لم يسبق لفريق جمعية الشلف منذ صعوده إلى قسم الكبار جمع الرصيد الحالي 13 نقطة كاملة من أصل 18 ممكنة، وهذا بعد الوصول إلى تحقيق أربعة انتصارات كاملة وتعادل، وكان الانتصار الذي حققه رفقاء سوداني أمام مولودية العلمة بمثابة بداية التحول خاصة بعد أن عرف الفريق كيف يقف في وجه الشبيبة بملعبها ويطيح في الجولة الأخيرة ببطل الموسم الماضي مولودية العاصمة، هذه الحصيلة لم يتمكن الشلفاوة من بلوغها الموسم الماضي حتى بعد مرور الجولة ال 13 والفوز على اتحاد العاصمة، لينهي الفريق يومها الشطر الأول من الموسم بصعوبة كبيرة برصيد عشرين نقطة فقط، وهو مرشّح هذا الموسم لبلوغ حصيلة 25 نقطة على الأقل في حال تمكن الفريق من إبقاء نقاط بومزراڤ بالشلف. 2-0 الحراش والبليدة، 5-0 العلمة و1-0 المولودية والبقية تأتي يبدو أن المدرب ايغيل عاد إلى الساحة الكروية والى الشلف بالذات ليس من أجل رد الاعتبار لنفسه أو الإشراف على العارضة الفنية للفريق فقط بل من أجل البروز معها ودخول تاريخ الأرقام القياسية وجعل اسمه يرتبط بالنتائج الثقيلة والمميزة، فبعد أن فك عقدة الحراش وأطاح بها بثنائية نظيفة، أكد سيطرة الجمعية على اتحاد البليدة وفاز عليها بملعبها وبثنائية نظيفة كذلك ليأتي الدور بعد ذلك على مولودية العلمة التي سجل ضدها فوزا تاريخيا بخماسية نظيفة، وأخيرا تمكن من تلقين القبائل درسا في الواقعية بفضل حنكته في التدريب من خلال الخطة التي انتهجها أمام هذا الفريق الكبير، والأمر نفسه تكرر أمام بطل الموسم الماضي مولودية العاصمة، وبالنظر إلى الوجه الطيب والمستوى الذي ظهرت به التشكيلة الشلفية رغم النقائص التي يعانيها الفريق خصوصا في الدفاع ليس من المستبعد أن تسترجع الجمعية هيبتها وتصبح الأندية التي تواجهها تسعى إلى تفادي أثقل نتيجة والبحث عن تخفيف الأضرار مثلما حدث موسم (2005-2006) مع المدرب عمراني عندما تمكّن المهاجمون من تسجيل 45 هدفا مقابل تلقي الدفاع ل 26 هدفا فقط. نزعة هجومية فريدة ودفاع صلب رغم أن الجمعية كانت مقبلة على منعرج أكثر من حاسم خاصة بعد الهزيمة القاسية التي تكبدها الفريق في لقاء جولة الافتتاح أمام شبيبة بجاية واستقبال الفريق الشبح اتحاد الحراش، إلا أن ايغيل الوحيد الذي لم يكن خائفا على الإطلاق ووضع ثقة كبيرة في لاعبيه مطبقا خطة هجومية من البداية والاعتماد في كثير من المرات على ثلاثة مهاجمين، وبعد نجاحها في البليدة أعاد تطبيق نفس الخطة أمام مولودية العلمة وبفعالية أكثر عندما يلعب الفريق داخل قواعده، ليؤكد المدرب ما قاله عند التحاقه بالفريق في بداية الأمر ويؤكد أن التعداد الشلفي كان بحاجة فقط إلى من يستغل مواهبه، فمسعود مثلا الذي يعتبر الهداف المثالي للبطولة في المواسم الخمسة الأخيرة ظل يبحث عن فرصة معانقة الشباك في الجولات السبع الأخيرة من بطولة الموسم الماضي ولم يجدها إلا عند التحاق ايغيل بالفريق، ايغيل لم يكتف بتحريك القاطرة الأمامية بل أعاد التوازن إلى وسط الميدان وأعاد الهيبة إلى الدفاع، عندما نجد الظهيرين زازو وسنوسي بأداء أكثر من رائع وعبد السلام كأنه ولد من جديد دون نسيان التألق اللافت للظاهرة غربي صبري في الوسط الدفاعي. ميشال: "الشلف كانت ذكية بفضل تكتيك ايغيل" ما يفعله ايغيل مع الشلف أعجب به حتى التقنين، فالمدرب ألان ميشال مباشرة عقب نهاية لقاء فريقه مع الشلف اعترف بقوة الجمعية وقال بالحرف الواحد أن الشلف فازت اليوم بفضل ذكاء المدرب ايغيل الذي تمكن من تطبيق تكتيك محكم استطاع من خلاله التحكم في سير مجريات المباراة. اللاعبون: "إيغيل حرّرنا ونستحق لعب الأدوار الأولى معه" وإذا كان تحقيق الإجماع عند الطاقم الإداري أمرا مفروغا منه فإن تحقيق ذلك عند اللاعبين لن يكون سهلا على الإطلاق بالنظر إلى رغبة كل واحد في اللعب أساسيا، إلا أن ايغيل تمكن في ظرف وجيز أن يكتسب حب لاعبيه الذين أصبح هو الآخر يحبهم، حيث أجمعت غالبية العناصر التي حدثناها عقب نهاية مباراة المولودية على أنها تحررت وأصبحت تلعب دون أي ضغط منذ مجيء المدرب ايغيل، وقال البعض أن الفريق يستحق لعب الأدوار الطلائعية مع هذا المدرب الكفء الذي يبذل مجهودات كبيرة في التدريبات. ايغيل: "رسالتي أصبحت تصل سريعا إلى فكر اللاعبين" وعن سر العودة القوية لفريقه وتألق كامل المجموعة دون استثناء ركز المدرب ايغيل في جوابه على قوة لاعبيه ورغبتهم في تحقيق التدارك في أسرع وقت ممكن، ايغيل بكل تواضع قال: "صراحة الفضل الكبير لكل هذه النتائج يعود إلى اللاعبين، حيث أصبحت رسالتي تصل فكرهم بسرعة كما أصبحوا يلعبون بكامل إمكانياتهم الحقيقية، لأنني أشرح لهم في كل مرة أن كرة القدم هي لعبة تتطلب المتعة والإبداع ومن لا يمتع ويبدع وهو يلعب المباراة لا يمكنه الظهور بالوجه اللائق". "سنلعب دائما ورقة الهجوم دون نسيان التركيز في الدفاع" وفي رده على طريقة اللعب التي يفضلها مستقبلا مع الفريق وما هي الطرق التي يركز عليها وهل يفضل لعب ورقة الهجوم أو الاكتفاء بتعزيز المنطقة الخلفية قال ايغيل: "كل مباراة لها خصوصياتها وتحتاج إلى خطة معينة، فمثلا أمام العلمة وجدنا أنفسنا أمام حتمية مواصلة اللعب الهجومي إلى آخر دقيقة من دقائق المباراة، والعكس تماما أمام شبيبة القبائل التي لعبنا معها الشوط الثاني بحذر كبير خوفا من وصولها إلى شباكنا في أي لحظة، لهذا فإن الأكيد أنني أريد دوما الدخول في اللقاءات بكل قوة ولا أحب أن اترك المبادرة للفريق المنافس واترك لاعبي يكتفون بالتفرج، بل من الضروري أن ندخل المباراة بعقلية الفوز سواء عندما نلعب بالشلف أو خارجها". ======================= ايغيل يواصل الاعتماد على نفس التشكيلة المتتبع للقاءات جمعية الشلف منذ انطلاق الموسم يقف على نقطة مهمة تتمثل في اعتماد الطاقم الفني على نفس التشكيلة ونفس العناصر التي وضع ثقته فيها من البداية باستثناء الثنائي مكيوي ومحمد رابح اللذين اتيحت لهما فرصة اللعب في المباراة الأولى أمام شبيبة بجاية، ليصبح التعداد الأساسي للجمعية معروفا عند كل متتبع للفريق وهو المشكّل من الحارس غالم والظهيرين زازو وسنوسي، أما في محور الدفاع فهناك القائد زاوي سمير إلى جانب ملولي وفي الوسط عبد السلام إلى جانب غربي ومسعود وجديات في الوسط الهجومي، أما في الهجوم فيبقى يعتمد على سوداني وسوڤار، وأكثر من هذا فحتى العناصر البديلة التي أصبح يقحمها المدرب ايغيل في الأنفاس الأخيرة من اللقاءات هي نفسها، ونعني بها بن طوشة وعلي حاجي. ... هذه التشكيلة انهزمت تقريبًا في جميع اللقاءات الودية والغريب في الأمر أن العناصر الأساسية التي أصبحت تصنع أفراح الشلفاوة مع بداية هذا الموسم هي العناصر نفسها التي لم تكن محظوظة على الإطلاق في الخرجات الودية التي لعبها الفريق الصائفة الماضية تحضيرا لهذا الموسم، حيث كانت في كل مرة تخرج متأخرة في النتيجة أو متعادلة على أكثر تقدير، أما العناصر البديلة فهي التي كانت تصنع الفارق وتقود الفريق الى تحقيق النتائج الطيبة، والجميع يتذكر التعادل مع فريق التكوين المهني في أول مباراة تحضيرية خلال تربص المغرب، وكذا التخلف بواقع هدفين لصفر أمام فريق يوسوفية برشيد وبهدف واحد أمام راسينغ الدارالبيضاء، وكذلك أمام وداد بوفاريك. حارس الأواسط يعاقب بأربعة لقاءات والثلاثي الآخر مهدّد بعقوبة قاسية أصدرت لجنة الطاعة التابعة للرابطة الوطنية عقوبة الحرمان من اللعب في أربعة لقاءات كاملة في حق الحارس الثاني (عبروس حوسين) لأواسط جمعية الشلف في حين يقترب الحارس الأول (حمزاوي عمار) من استنفاد عقوبته المقدرة بسنة كاملة. عبروس نال البطاقة الحمراء في مباراة فريقه مع شبيبة القبائل رفقة الثلاثي الدولي للفريق جوبة جلول، نورة عز الدين وبوطيبة نور الدين، وهو الثلاثي الذي سيكون على موعد نهار الغد للمثول رفقة سكرتير الفريق ربيع بن عربية أمام هذه اللجنة والاستماع لأقوال اللاعبين بعد الاتهامات الخطيرة التي أصدرها في حقهم حكم المباراة. بياڤا يحرم من متابعة لقاء فريقه أمام المولودية رغم محاولاته العديدة لإقناع الساهرين على النظام في ملعب بومزراڤ بأنه لاعب في صفوف جمعية الشلف، مُنع الكامروني بياڤا بوول أيميل من دخول الملعب ومتابعة لقاء فريقه أمام مولودية العاصمة، حيث انتظر طويلا أمام باب الملعب حتى نهاية الشوط الأول ولم يتمكن من ذلك وعاد إلى نزل الكرة الحديدية أين يقيم رفقة مواطنه مونڤولو. يومان للراحة والعودة إلى التدريبات سهرة الغد بعد المجهودات الكبيرة التي بذلها لاعبو الجمعية وبقائهم في الشلف لأزيد من عشرة أيام خاصة أن الفريق لعب ثلاثة لقاءات في ظرف أسبوع واحد، فضّل المدرب ايغيل منح لاعبيه يومين للراحة والابتعاد كلية عن ضغط المنافسة، وضرب لهم موعدا للعودة إلى التحضيرات واستئناف العمل سهرة الغد بملعب بومزراڤ لمباشرة الاستعداد للخرجة القادمة التي لا تقل أهميتها هي الأخرى عن اللقاءات الأخيرة للفريق خاصة أنها ستقود الجمعية إلى سعيدة لمواجهة المولودية المحلية المتواجدة في أفضل الأحوال مع بداية هذا الموسم.