"جلبت معي كلّ أفراد عائلتي إلى تونس كي لا أشعر بالغربة في رمضان"... = كيف يقضي بلايلي أوّل رمضان خارج الجزائر؟ == أقضيه في ظروف رائعة، لأني اصطحبت معي عائلتي إلى تونس كي لا أشعر بالغربة في هذا الشهر الكريم، لا ينقصني شيء كثير، إلى درجة أني أشعر وكأني أصوم في أرض الوطن. = أكيد أنك لا تطيق فراق "الشيبانية" والوالد؟ == "ما نصبرش" صراحة، "الشيبانية إلى جانبي والوالد وإخوتي أيضا، أشعر وكأني في وهران، وأتمنى بقاءهم معي ليس فقط في رمضان، بل حتى بعد رمضان. = ألا تفكّر الوالدة في تزويجك لأن اللاعب عندما يتغرّب لا بد له أن يكمل نصف دينه؟ == (انفجر ضاحكا).. لا، ليس بعد لا زلت صغيرا، أعتقد أني بعد سنتين أو ثلاث سأكمل نصف ديني، أما الآن فلم يحن موعد ذلك بعد. = تواجد العائلة إلى جانبك لا يجعلك تفتقد لأيّ شيء، أليس كذلك؟ == مع ذلك أفتقد إلى أجواء "الحمري"، أجواء "الباهية" وهران، لاسيما بعد الإفطار. أفتقد لأصدقائي الذين كبرت معهم، لا شيء ينقصني هنا، لكن فراق الحيّ الذي تتربّى فيه والأصدقاء الذين تكبر معهم صعب للغاية... وعلى كلّ حال لن أطيل "وندير دورة". = إلى أين؟ == إلى وهران، بعد لقاء النجم الساحلي سأحلّ بوهران ولو ليوم أو يومين.. "الله غالب ما نصبرش على الحمري"، ومن المستحيل أن ينقضي رمضان دون أن أقضي يوما أو يومين مع الأحباب. = كسول بلايلي أم نشيط؟ == كسول إلى درجة لا يمكنك تصوّرها. اليوم فقط لا أدري لماذا نهضت باكرا (الحوار أجري أمس)، أنا متعوّد على النهوض على الرابعة والنصف أو الخامسة. = ما هو توقيت الإفطار في تونس؟ == الثامنة إلا ربع، أفطر قبلكم بالجزائر. لماذا لا تأتون عندي هنا كي تربحوا ربع ساعة (مازحنا ضاحكا).. = هل تتذكر كم كان عمرك لمّا صمت لأوّل مرّة؟ == كان في عمري تسع سنوات، وأتذكر أنّ الوالد هو من أجبرني على الصيام، قال لي:"يا بني راك تكبر ولا بدّ أن تصوم مثلما يصوم الأطفال في سنّك"، فلبيت رغبته وصمت، لكني تعذّبت كثيرا. طوال النهار لا أنظر لشيء سوى إلى المطبخ والساعة، ولقد عانيت وتعذبت قبيل الآذان. = هل من عادات تقام لما يصوم الصغير؟ == "قلّشوني" وأعدوا لي مائدة لوحدي مجهزة بمختلف الأطباق الشهية، وفي نهاية المطاف لم آكل كثيرا، لأني نمت مباشرة بسبب الدوار الذي أصابني في رأسي. = أسرد لنا حكاية عن يوم أفطرت فيه عمدا كسائر أقرانك؟ == كم هي كثيرة المرّات التي أفطرت فيها عمدا، أتذكر مرّة أني أفطرت في سنّ 11 عمدا، تربّصت لوالدتي الذي غادرت المنزل وتوجّهت إلى السوق، ففسح لي المجال في البيت لأفعل ما أريد. توجّهت للثلاجة، أكلت حتى شبعت ومسحت فمي، وتظاهرت لها ولوالدي وكأني لا زلت صائما. = كيف تظاهرت لهم؟ == كنت من حين لآخر أسألهم عن موعد الإفطار، وأكرّر سؤالي: "أنا جوعان.. علاقداش نفطروا"، وتصوّر أن شقيقي الأصغر يكرّر ما فعلته أنا يوم كنت صغيرا، يتظاهر لنا بالصيام، وما أن نغفل عنه يأكل ويشرب حتى يشبع. = لو خيّرناك بين الصيام في تونس والجزائر، ماذا ستختار؟ == لا شيء ينقصني هنا، تونس "هايلة" وجميلة وأناسها كرماء ومضيافون، والاختلاف الوحيد يكمن في أن الأجواء ليلا بعد الإفطار أحبذّها في وهران بالطبع، لأني أقضي تلك الأوقات رفقة أصدقائي. = ما هو طبقك المفضّل؟ == الزيتون بالدجاج وأضيف له من عندي قليلا من البطاطا المقلية. =الشربة فريك أم فارميسال؟ == نحن في وهران نحبّ الحريرة. = بالبوراك أم بالبريك؟ == "صاحبي" البوراك.. وأتناول 5 حبات "نورمال". = تفضّل أطباق الوالدة أم أطباق طباخين آخرين؟ == حتى عندما أتزوّج سأبقى أفضّل أطباق والدتي. = حمود بوعلام أم كوكا كولا؟ == كوكا كولا. = ما هو مشروبك المفضّل في تونس؟ == أكيد أنّ من زار تونس من قبل يعرف مشروب "بوڤا" المنعش، إنه مشروب رائع. = زلابية أم قلب اللوز؟ == زلابية، وهي متوفّرة هنا في تونس مثلما يتوفر قلب اللّوز أيضا، لكن ينقصني "البرقوق" فقط، ولا بدّ لهم أن بعثوا لي بكمّية منه. = قهوة أم شاي؟ == قهوة. = لبن أم رائب؟ == لا أحبّهما معا، لأني أشعر بانتفاخ في بطني عندما أتناولهما. =عندما يؤذّن المؤذن لصلاة المغرب أين تكون؟ == أين تريدني أن أكون؟ على المائدة أحسب الدقائق دقيقة بدقيقة وثانية بثانية، إلى غاية منحنا الضوء الأخضر لنصلي ونفطر "ونشبعوا الكرش". = "يغلبك رمضان أم تغلبوا"؟ == دائما ما ينتصر عليّ، يغلبني ويهلكني.. يا أخي صدقني أني وعندما تصل الساعة السابعة، لا أفارق المائدة، ولا تكفّ عيناي عن النظر إلى الساعة. = الصيام بالنسبة لك عبادة لله أم صوم عن الأكل والشرب وفقط؟ == صحيح أني أجوع كثيرا وأحبّ الأكل، لكن الصيام بالنسبة لي عبادة لله، هو شهر التقرّب من خالقنا، هو شهر الصلاة والدعاء، والحمد لله أني أواظب على صلاتي. = وصلاة التراويح؟ == لا أصليها لأني مُلزم بالتدريبات في ذلك الوقت. = تفضّل التدريبات ليلا أم نهارا؟ == أفضلها ليلا بعد الإفطار، لكننا هنا في الترجي نتدرّب من حين لآخر نهارا على الحادية عشر. = سبق للاعبين مثل كريم غازي وداود بوعبد الله أن تلقيا ضغوطات ليفطرا لما لعبا في الترجي من قبل، فهل واجهت نفس الموقف حتى الآن أم لا؟ == في الحقيقة لم أواجه أي مشكل، لكننا تطرّقنا إلى هذا الموضوع واتفقنا عليه. = أحك لنا ما الذي حدث بالضبط؟ == قبيل لقاء جمعية الشلف اقترب منا المدرّب نبيل معلول وسألنا، من سيصوم اليوم؟ رفعت يدي أنا ولاعبان اثنان، وإن كان قد تحدّث مع زميلي وقال لهما: "في العام الماضي أفطرتما وهذا العام تصومان"، إلا أنه لم يحدّثني بتاتا. = لم يطلب منك الإفطار لأن الفريق كانت تنتظره مباراة مهمة؟ == صراحة لا، لم يطلب مني الإفطار، ولم يقل لي شيئا. نبيل معلول يعرف أني أرفض أن أفطر حتى لو كلفني ذلك عدم لعب المباراة، وأتذكر أنه قال كلمة مليحة. = وهي؟ == قال: "لن أجبر أحدا على الإفطار، لكن من يصم عليه أن يفرحني فوق الميدان". = وهذا قمت به أنت شخصيا؟ == نعم، صمت يومي، أفطرت في الموعد وأدّيت ما عليّ لما دخلت الميدان أمام الشلف. = هل ستصوم أمام النجم الساحلي؟ == سأصوم بصفة عادية. = ماذا لو تجبر على الإفطار؟ == لا، لن أفطر مهما كلفني الأمر. المدرب نبيل معلول مدرب متفّهم، ولن يجبرني على الإفطار، هو حملنا المسؤولية نحن من نصوم، وقال لنا كلّ واحد يصوم يفرحني فوق الميدان، ومثلما أفرحته أمام الشلف سأسعده أمام النجم الساحلي في سوسة الأسبوع المقبل. = قلق أنت أم هادئ؟ == هادئ جدّا. = تسامح من لا تتفق معهم؟ == نعم، أسامحهم جميعا ومن أخطأنا معهم يسامحونا هم أيضا. = هل تتبنّى طفلا يوما ما في سبيل الله؟ == لم لا؟ الأطفال اليتامى في حاجة لمن يرعاهم، ولم لا أتبنى طفلا يتيما في سبيل الله. = ما هو العمل الخيري الذي تحلم بالقيام به؟ == أحلم ببناء مسجد في وهران، في "الحومة". = ما يقلقك في الجزائريين خلال هذا الشّهر؟ == "الزعاف والدبزة"، ما إن تحلّ الساعة السابعة تبدأ "السنيما" وتحضر منازلات للملاكمة في مختلف الأحياء. أنا شخصيا صرت أعرف أن الساعة السابعة هي موعد "الدبزة" في مختلف الأحياء، وصرت أخرج لأتفرّج على المنازلات. = هل حضرت منازلات بين الناس في تونس في ذلك التوقيت؟ == لا، صدّقني منذ قدومي لم أحضر اشتباكا بين "التوانسة"، وقلت لوالدي "هنا ڤاع ما يدّابزوش". = ما هو عيبك في رمضان؟ == "فنيان"، أنهض على الخامسة مساء. = لمن تكثر بالدعاء في هذا الشهر؟ == للفقراء، المساكين، اليتامى، المرضى، المرحوم قاسم بليمام وجدتي التي اشتقت لها.. "ربي يطول في عمرها". = أمنيتك في هذا الشهر؟ == أن يحقق فريقي مولودية وهران لقبا، وأن يهدى اللقب إلى روح أبينا الروحي قاسم ليمام، وأن أتلقى دعوة من "حليلوزيتش" مستقبلا. = ما رأيك في ظاهرة رمي القمامة من شرفات المنازل؟ == "ربي يهدي" أصحابها، من يقم بهذا التصرف عليّه أن يكفّ عنه، لأن ذلك يعطي صورة سيّئة عنه، والنظافة تعطي صورة جيّدة عنه. = رأيك في من يفرطون في استعمال السرعة؟ == أنصحهم بأن يقودوا سياراتهم في هدوء، وأن يفكروا في سلامة أرواحهم وسلامة أرواح الآخرين.. " و الحريرة ما راحاش تهرب.. يلحقوا بيها". = أنت تفرط في استعمال السرعة؟ == قليلا، ولا أتعدّى 100 كلم في الساعة لأن "الرادار" منتشر في كلّ الطرقات بتونس، لقد وفروا لي سيارة "ميڤان" من آخر طراز، إلا أني أسير في هدوء. = سبق أن تشابكت في رمضان؟ == لا في رمضان لا في "الفطار"، أنا مسالم ومسامح، حتى في المباريات أتعرّض لاستفزازات وأتمالك نفسي. = من تفضّل على المائدة؟ == "الشيبانية" الوالد وكافة العائلة. = "كارطا، دومين"؟ == أفضل لعبة الدومين.. وعلى كلّ هذه الأمسية سيكون لي موعد مع الوالد وشقيقيّ. = من يفوز أنت أم الوالد؟ == أنا طبعا، أفوز عليه كلّ يوم، وهو يسعى إلى الأخذ بثأره في كل مرّة دون أن يتمكن من ذلك. = تتجوّل في المطبخ؟ === من الساعة السادسة إلى موعد الإفطار أقوم بجولات عدّة. = برنامجك المفضّل؟ == برنامج الفكاهة الذي يبث على القناة الثالثة وبطله "مصطفى غير هاك". = ممثلك المفضّل؟ === الجمعي ولخضر، أحبّهما معا وأتابع كلّ برامجهما على القنوات الجزائرية التي لا أفرط فيها. = فخامته بوتفليقة أمامك ما تقول له؟ == "ربي يطول في عمرك، وصحّ رمضانك وصحّ فطورك كل يوم". = متشوّق ليلتحق بك بونجاح؟ == بونجاح أخي، تربينا وترعرعنا سوّيا في "الحومة" في وهران، وأنا متشوّق لالتحاقه بي، سأساعده كي يتأقلم هنا معي، وأعتقد أنه يملك كلّ مواصفات اللاعب الذي بإمكانه أن يذهب بعيدا في مشواره الاحترافي، وتواجده معي "ينحّيلي الوحش". = لاسيما عندما يلتحق جابو؟ == سيكون قريبا مني هو الآخر، وسنتبادل الزيارات فيما بيننا. = "صحّ فطورك" يوسف.. == "صحّ" فطوركم وفطور كلّ الجزائريين. ---------------------------