استعاد وداد بن طلحة توازنه بعد تحقيقه فوزا ثمينا خارج ميدانه نهاية الأسبوع المنصرم أمام ترجي مستغانم، وجاء هذا الانتصار الأول من نوعه منذ بداية مرحلة الإياب بعد أكثر من شهرين ونصف من المعاناة مع النتائج المخيبة للآمال، وهو الفوز الذي من شأنه أن يسمح لأشبال ياحي بالتخلص من الضغط النفسي وتحقيق “الديكليك” الذي كان الهدف الأول والأخير في لقاء الجمعة الماضي، وكان لأصحاب الزي الأصفر والأسود ما تنموا حيث عادوا بثلاث نقاط سيكون وزنها من ذهب خلال بقية المشوار لاسيما أنها مكنتهم من العودة إلى الواجهة وبعثت أمل إنهاء الموسم في مرتبة مشرفة في نفوس الأنصار واللاعبين من جديد. الوداد كان الأفضل وطرد بولعراس زاد من حلاوة من الإنجاز وعكس المواجهات السابقة، فإن أشبال ياحي خالفوا أمسية أول أمس كل التوقعات التي كانت تصب في مصلحة أصحاب الأرض، حيث ظهروا بوجه طيب في معظم فترات اللقاء الذي سيره رفاق القائد دغماني بذكاء شديد من خلال التمركز الجيد في خطي الدفاع ووسط الميدان لسد المساحات الشاغرة في وجه لاعبي المنافس والحد من خطورة مهاجميه مع الاعتماد على الهجمات المعاكسة والسريعة التي أثمرت إحداها هدف الفوز في الأنفاس الأخير من زمن الشوط الأول عن طريق آيت حملات، وهو الهدف الذي زاد من عزيمة وإصرار عناصر الوداد في الشوط الثاني على العودة بنتيجة إيجابية، وقد كانت أحسن بكثير من المنافس من خلال الانتشار الجيد فوق أرضية الميدان بالرغم من النقص العددي عقب طرد بولعراس في (د68)، وهو الأمر الذي زاد من حلاوة إنجاز أول أمس الذي لم تقتصر إيجابيته على حصد النقاط الثلاث، بل امتدت إلى الطريقة التي تمكن بها الفريق من الفوز أمام منافس حقق انطلاقة قوية في بطولة الموسم الحالي. ياحي تفوق على هدان تكتيكيا في الشوط الثاني كما كشفت مواجهة أول أمس أمام مستغانم عن دهاء وحنكة المدرب حسين ياحي الذي استطاع وبتشكيلة شابة كسب الرهان والتفوق على هدان تكتيكيا خصوصا في الشوط الثاني الذي كانت توحي فيه كل المؤشرات بعودة “الحواتة” في النتيجة وتحقيق الفوز بالنظر إلى معطيات اللقاء وتباين مستوى وطموحات التشكيلتين لاسيما عقب طرد بولعراس، إلا أن ياحي قام بإحداث تغييرات في محلها من خلال تعزيز محور الدفاع بخدمات خالد بوزار الذي زاد من صلابة خط الدفاع وتنشيط وسط الميدان بإقحام شراقة الذي ساعد زملاءه بفضل جاهزيته البدنية والفنية كثيرا في كسب معركة وسط الميدان وإجهاض محاولات المنافس في بدايتها، وهو ما مكن الوداد في الأخير من كسب ثلاث نقاط لم تخطر على بال أشد المتفائلين من الأنصار. الفوز في هذا الظرف أفضل هدية للأنصار ومعلوم أن الوداد ومن بداية الشطر الثاني من الموسم يمر بفترة فراغ رهيبة بفعل توالي النكسات، كان آخرها الانهزام وبطريقة مخزية أمام سعيدة في عقر الديار في الجولة السابقة والذي كان وقعه شديدا على الأنصار الذين لم يهضموا الطريقة التافهة التي ضيع بها أشبال ياحي فرصة العودة نحو الواجهة بالرغم من المؤشرات العديدة التي كانت توحي بقدرة رفاق القائد دغماني على حسم الأمور لصالحهم، وعلى هذا الأساس فإن اللاعبين لم ينتظروا الكثير للتكفير عن ذنبهم وتقديم أفضل هدية لأنصارهم الغاضبين من خلال أدائهم البطولي أمام مستغانم ونجاحهم في افتكاك النقاط الثلاث التي ستكون كفيلة برد الاعتبار لرفاق سليماني وتسمح بتلميع صورة الفريق التي تضررت كثيرا. ...”ومليح للمورال” قبل بلعباس وإضافة إلى اعتبار أن الفوز أمام “الحواتة” سيكون كفيلا بإعادة البسمة التي افتقدها عشاق الفريق لأسابيع عديدة بفعل توالي الإخفاقات، فإنه من جهة أخرى سيرفع معنويات كل اللاعبين ويحفزهم أكثر على بذل كل ما بوسعهم للعودة بنتيجة إيجابية في الخرجة الصعبة و الثانية على التوالي المرتقبة نهاية الأسبوع المقبل أمام اتحاد بلعباس، وفي حال نجاح أشبال ياحي في كسب الرهان أمام “المكرة” والعودة بنتيجة التعادل على الأقل، فإن ذلك من شأنه أن يفتتح أفاقا جديدة أمام اللاعبين ويعزز من حظوظ الفريق أكثر في بلوغ أهدافه بإنهاء الموسم في مرتبة مشرفة بالنظر إلى فارق النقاط الضئيل بين الوداد وأندية وسط الترتيب. سليماني من “الكبار” وآيت حملات يسجل هدفه الأول وبغض النظر عن الوجه الطيب الذي كشف عنه جميع اللاعبين، فإن الفضل الكبير في الفوز يعود بالدرجة الأولى إلى الحارس الشاب هارون سليماني الذي شارك أساسيا للمرة السادسة على التوالي، وأدى ابن براقي لقاء في القمة وأنقذ مرماه من عدة أهداف محققة كادت تقلب الأمور رأسا على عقب. وقد نال الحارس السابق لجميعة براقي عرفان الطاقم الفني ورفاقه نظير الجهود الجبارة التي بذلها أمام “الحواتة”، كما استطاع الظهير الأيسر للوداد تاكفاريناس آيت حملات أن يخطف الأنظار بأدائه الرائع في مواجهة أول أمس، وسبب عدة متاعب لدفاع مستغانم من خلال تحركات الكثيرة وتوغله ومخالفاته المباشرة التي أثمرت إحداها هدف الفوز في (د46)، وهو الهدف الأول لابن عين الحمام بألوان الوداد منذ التحاقه بالفريق في صائفة الموسم الماضي قادما من وداد بوفاريك.