بعد أن حققت تشكيلة مولودية سعيدة الفوز في “الداربي“ الصعب أمام اتحاد بلعباس الذي لعب بملعب 13 أفريل، كان لزاما علينا أن نعود إلى ما حصل في هذا اللقاء لتوضيح الإيجابيات والسلبيات التي برزت بشكل جلي كقضية طرد اللاعب عاتق الذي قيل عنه الكثير بعد نهاية اللقاء وكذا مستوى لاعبي المولودية الذين أظهروا وعلى غير العادة إرادة قوية برزت لأول مرة هذا الموسم ووثقوا في حظوظهم في الفوز حتى آخر دقيقة من اللقاء. عاتق جنّب المولودية هدفا محققا بعد أن طرد الحكم دوالة اللاعب السابق لاتحاد بلعباس والحالي لمولودية سعيدة عاتق بسبب تلقيه إنذارين صبّ بعض أنصار المولودية جام غضبهم على هذا اللاعب واعتبروا أنه تعمد الطرد أمام فريقه السابق، لكن الحقيقة يجب أن تقال فبعد أن أعدنا مشاهدة “الداربي“ الأخير تأكدنا أن تدخل عاتق على المهاجم العباسي كان في محله وكان أفضل بكثير من توغل المهاجم العباسي داخل المنطقة مما يعطيه فرصة تسجيل الهدف، فلو كان الأمر كما اعتقد الكثيرون بتعمّد عاتق مساعدة فريقه السابق لكان من الأفضل أن يترك اللاعب يتوغّل أو يقوم بعرقلته داخل المنطقة ليحصل الاتحاد على ركلة جزاء. بسباس اعترف بخطئه وأهدى الفوز ل عاتق وحتى نزيل اللبس عن هذا الأمر اتصلنا بعد نهاية اللقاء بالمدافع بسباس فأكد لنا أنه يتحمّل مسؤولية ما حصل ل عاتق باعتبار أنه ارتكب خطأ على مقربة من منطقة العمليات وهو ما سمح لمهاجم الاتحاد بالاستحواذ على الكرة والتقدّم نحو دحماني، وأشار بسباس إلى أنه يهدي الفوز على الاتحاد ل عاتق معترفا بأنه سبب تلقيه للبطاقة الحمراء وأردف قائلا: “قلت لزميلي ما بين الشوطين إنني السبب في حصوله على البطاقة الحمراء وطلبت منه أن يمسحها فيّ، أعتقد أن طرد عاتق كان محفزا لنا في الشوط الثاني بدليل أننا فزنا وغطينا النقص العددي وكما يقال رُبّ ضارة نافعة، ربما لو لم يطرد عاتق لما حققنا الفوز الذي أهديه لزميلي عاتق“. عاتق لا يُلام وتفهّم رد فعل الأنصار وعقب اللقاء تحدثنا مع عاتق الذي بدا متأثراً جدا بطرده ومع ذلك فقد تفهّم رد فعل الأنصار وأكد أن الجميع كان يعيش على أعصابه خاصة أن اللقاء يمثل أحد المفاتيح المهمة لتحقيق الصعود، مؤكدا أنه كان يأمل إكمال اللقاء رفقة زملائه لكن الحكم كان قاسيا في قراره، ويبقى أن نشير إلى أنّ رد فعل بعض الأنصار كان قاسيا على اللاعب الذي فعل المستحيل وتحدّى الإصابة حتى يشارك في “الداربي“ وأدّى ما عليه طيلة فترات الشوط الأول ونجح في استرجاع الكثير من الكرات وتنظيم اللعب في وسط الميدان. بختاوي غطى غياب معيشي بامتياز استطاع المدافع المحوري بختاوي أن يغطي بامتياز غياب المدافع معيشي الذي حرمته الإصابة من المشاركة، حيث كان بختاوي أحد أحسن العناصر في أرضية الميدان بدليل أن كل تدخلاته سواء داخل المنطقة أو خارجها كانت ناجحة، والأكثر من ذلك أن بختاوي الذي يعرفه الأنصار بقوة تدخلاته وخشونته الزائدة عن اللزوم لم يُظهر أي انفعال ولعب بهدوء شديد لدرجة أنه لم يرتكب أي خطأ على مهاجمي الاتحاد، وهذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على أن تراجع مستوى بختاوي في المباريات السابقة كان سببه إشراكه في منصب غير منصبه الحقيقي. دحماني كان في راحة ويبقى الحارس الأساسي كان الحارس دحماني الذي اختاره الطاقم الفني للمشاركة في “الداربي“ بدلا من شويح مرتاحا في أغلب فترات اللقاء خاصة في الشوط الثاني بسبب التكتل الدفاعي الذي اعتمده لاعبو الاتحاد وكذا التنظيم الجيد للدفاع السعيدي الذي كسّر أغلب هجمات الاتحاد. وتجدر الإشارة إلى أن دحماني سيبقى الحارس الأساسي في الفترة القادمة وذلك بعد التقرير الذي دوّنه الحكم دوالة ضد شويح والذي سيحرمه من لعب المباريات القادمة وهو ما سيفسح المجال لإبقاء التنافس حول الحراسة محصورا بين دحماني وبن شريف. دلالو يُنهي مرحلة الفراغ وتمورة ينتفض كانت التغييرات التي أجراها مدرب المولودية حموش في الشوط الثاني في محلها بدليل أن نتائج إقحام دلالو وتمورة ظهرت جليا بعد دقائق قليلة من مشاركتهما، فالأول أنهى مرحلة الفراغ التي عانى منها في الآونة الأخيرة وبرز بقوة وكان له الفضل في إهداء الفوز لزملائه بفضل كرته العرضية المتقنة التي جاء على إثرها الهدف، بينما نحج الثاني في تسجيل هدف في منتهى الروعة وفي الوقت المناسب برأسية محكمة سكنت شباك الحارس زايدي. الفوز ب 10 لاعبين سيبقى في التاريخ قد يكون للفوز الذي حققه رفقاء عاتق أمام بلعباس الفضل في تحقيق المولودية للصعود وذلك لأنها تجاوزت أصعب وأهم مواجهة في البطولة، أضف إلى ذلك أن التاريخ يشهد أن المواجهة الأخيرة للفريقين في القسم الثاني مكّنت المولودية من تحقيق الصعود والعودة لحظيرة القسم الأول بعد فوزها على الاتحاد بهدف اللاعب السابق حمدون، لكن النقطة التي سيحفظها تاريخ المواجهات بين الجاريين هو أن “الصادة“ فازت ب 10 لاعبين فقط وفي الدقائق الأخيرة من اللقاء ولقّنت الاتحاد درسا لا يُنسى في الرغبة في الفوز. الفوز لم يغط الأخطاء والتدارك في بسكرة ضروري ورغم الأهمية البالغة للفوز الذي حققته التشكيلة السعيدية والإيجابيات التي برزت في الشوط الثاني والتي تتعلق أساسا بالإرادة القوية التي تحلى بها السعيديون ورغبتهم في الفوز، إلا أن اللاعبين مطالبون بوضع الأرجل على الأرض لأنهم حققوا الفوز بصعوبة بالغة وبدون إقناع وبأداء لم يرق لمستوى تطلعات الأنصار، كما يجب على الطاقم الفني أن يتدارك الأخطاء الكثيرة التي برزت بشكل واضح في الشوط الأول كاللعب العشوائي والتسرّع ويحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه قبل لقاء بسكرة القادم الذي سيكون فرصة حقيقية ل “الصادة“ حتى تضع أول قدم لها في القسم الأول. خزينة الفريق تتدعم ب 500 مليون سنتيم منح والي سعيدة مبلغ 500 مليون سنتيم لإدارة الفريق خلال الحفل الذي أقيم بمقر الولاية والذي كرمت فيه السلطات المحلية فريق كرة اليد للإناث وبعض اللاعبات المشاركات في دورة كأس أفريقيا التي أقيمت بالقاهرة، وعقب الحفل كان لنا حديث مع رئيس الفريق الخالدي الذي قال: “في البداية أشكر الوالي والسلطات المحلية على اهتمامها بالفريق وأود أن أشير إلى أن الجميع يعلم بأن القيمة التي منحت لنا غير كافية لكن الوالي أكد لنا أن هذا المبلغ ما هو إلا البداية ونحن كإدارة للفريق لدينا الثقة الكاملة في أن السلطات المحلية ستدعم الفريق هذا الموسم، ومع ذلك لا زلت أناشد رجال الأعمال والمقاولين في سعيدة بالتقرب من الإدارة ومساعدة الفريق خاصة في هذه الفترة التي تحتاج فيها المولودية لكل أبنائها”. الاستئناف جرى أمس أجرت تشكيلة مولودية سعيدة حصة الاستئناف مساء أمس بملعب براسي، وأشرف على الحصة مدرب المولودية حموش الذي سيسعى خلال الحصص القادمة لتهيئة لاعبيه حتى يكون الجميع جاهزا للقاء بسكرة القادم.