حمّل مدرب شباب قسنطينة رواس مهاجميه مسؤولية تعثر الفريق في آخر جولة عندما فرض عليه التعادل الإيجابي هدفا في كل شبكة من طرف ضيفه نادي بارادو وهي النتيجة التي قلّصت كثيرا من فرص رفقاء مجوج في المنافسة على اللقب، خاصة بعدما تعمّق الفارق بينه وبين صاحبة الريادة المولودية السعيدية إلى 7 نقاط كاملة، ما صعّب من المأمورية التي أصبحت شبه مستحيلة حيث يلزم الفريق معجزة لتحقيق الصعود. هذا، وقد بدا رواس في قمة الغضب من المستوى الذي ظهرت به عناصره في تلك المباراة خاصة على مستوى الخط الأمامي والذي وصفه بالضعيف وغير القادر على التماشي وتطلعات النادي الساعي إلى لعب الأدوار الأولى، كما أبدى استغرابه من سذاجتهم في التعامل مع الكرات التي تصلهم إذ لم تشكّل خطرا على مرمى الضيوف. “كان بإمكاننا إنهاء المرحلة الأولى بثلاثية كاملة“ وقال روّاس إن فريقه كان قادرا على قتل مباراة الجمعة الماضي في شوطها الأول بتسجيل ثلاثة أهداف، بالنظر إلى عدد الفرص التي أتيحت للخط الأمامي خاصة تلك التي وجد فيها المهاجمون أنفسهم في وضعية سانحة للتسجيل بعد انفرادهم في أكثر من مناسبة بالحارس، لكنها لم تجسد كلها إلى أهداف بسبب التسرع ما فوّت على الفريق فرصة إنهاء هذه المرحلة لصالحه بفارق مريح يمكنه من لعب الشوط الثاني بأكثر راحة ويكتفي بعدها بتسيير ما تبقى من وقت بطريقة ذكية للظفر في الأخير بالنقاط الثلاث، لكن العكس هو الذي حدث. “لم نستثمر في قصر قامة وسط دفاع بارادو“ وأضاف روّاس: “لاحظ الجميع قصر قامة وسط دفاع بارادو وهو ما حاولنا استغلاله، حيث طلبت من لاعبي عدم التسرع لأنه لا تزال 45 دقيقة كاملة وهو وقت يبقى كافيا للتسجيل مع الاعتماد على الكرات الطويلة خاصة بعد أن تلقينا هدفا مباغتا مع بداية المرحلة الثانية، لكن وما عدا المخالفة التي سمحت لنا بمعادلة النتيجة لم يطبق اللاعبون فوق أرضية الميدان ما أكدته بين الشوطين لأنهم حاولوا اختراق دفاع بارادو بالكرة، وهو ما لم يكن ممكنا بالنظر إلى اعتماد المنافس على خطة دفاعية محضة وتكتله بعدد معتبر من اللاعبين في منطقته، الأمر الذي صعب كثيرا مهمتنا للإطاحة به“. “نقص الفعالية أصبح مشكلا“ شرح محدثنا أسباب تذبذب نتائج الفريق بالعقم الهجومي، حيث قال: “لقد أصبحنا نعاني مشكلا في الهجوم لم نجد له حلا بالرغم من تجريب العديد من الحلول لكن الأمر نفسه يتكرر في كل مرة، حيث يتم تضييع عدة فرص وهو ما وقف عليه الجميع في مباراة بارادو التي لم يتمكن فيها لاعبيّ من تحويل سيطرتهم على أغلب فترات اللعب إلى أهداف، ما كلفهم خسارة نقطتين في غاية الأهمية قد تكونان أحد الأسباب المباشرة في خروج أصحاب اللونين الأخضر من سباق الصعود“. “نفتقر إلى رأس حربة حقيقي“ بالرغم من وجود عدة لاعبين في الخط الأمامي، إلا أن المسؤول الأول عن العارضة الفنية أكد أن تشكيلته تفتقر إلى رأس حربة حقيقي يملك حسا تهديفيا عاليا يستطيع من خلاله ترجمة الفرص التي تتاح له إلى أهداف وإكمال العمل الذي يقوم به المدافعون ولاعبو الوسط إلى أهداف التي هي لغة كرة القدم الحديثة لأن السيطرة لا تعني شيئا عندما لا تسجل. “ضيف لا يتحمّل وحده مسؤولية الهدف“ رفض المدرب تحميل حارسه مسؤولية الهدف الذي تلقاه الفريق، بالرغم من أن ضيف لم يغلق زاويته جيدا، لأنه لولا تهاون المدافعين –قال روّاس- لما وجد لاعب بارادو نفسه وجها لوجه أمام الحارس لذلك يجب أن لا نقسو عليه لأن لديه إمكانات كبيرة وقدم الكثير للنادي ويجب عدم تحميله مسؤولية التعثر لمجرد هفوة وحيدة بل علينا –يضيف روّاس- أن نعترف أننا لم نكن جميعا في المستوى. “أملك 16 لاعبا فقط جاهزين“ وفي رده حول استفسارنا عن السبب الحقيقي الذي جعله يعتمد على العناصر نفسها في كل مباراة، بالرغم من عدم تقديمها الكثير، أرجع المدرب روّاس ذلك إلى عدم وجود البدائل والحلول الكفيلة بتعويض اللاعبين الذين يشاركون من باب أنه يمتلك حوالي 16 لاعبا فقط جاهزين للمنافسة وقد تم منحهم جميعا فرصة كافية لإثبات إمكاناتهم الفنية داخل الميدان. وفي السياق نفسه، أكد المدرب أن هذا التعداد غير كاف للمنافسة على اللقب لأنه في حالة الإصابات والعقوبات يضطر إلى الاستعانة بعناصر من الأواسط لا يكمن إجبارها على منح الإضافة لافتقارها إلى عامل الخبرة في التعامل مع مثل هذه المواقف. “أمر رائع أن تملك مدافعين يسجلون“ على عكس خط الهجوم، أبدى المدرب رضاه التام عن المستوى الذي يظهر به المدافعون في المنافسة حيث أرجع الفضل في صمود الفريق وحفاظه على بصيص من الأمل في مواصلة الصراع على المرتبة الأولى إلى خط الدفاع. كما عبّر عن سعادته بالأهداف التي يسجلها المدافعون في الوقت الذي لم يقدر لاعبو الخط الأمامي على القيام بالدور الأساسي وهو الوصول إلى المرمى، وقال في هذا الشأن: “إنه أمر رائع أن يكون في تشكيلتك لاعبون يسجلون أهدافا كثيرة وحاسمة في تحديد النتيجة النهائية للمباريات”، وهو الأمر الذي قد يرفع معنويات لاعبي الخط الخلفي خاصة أن رئيس الفريق أثنى عليهم بعد نهاية لقاء بارادو ويدفعهم إلى بذل مزيد من المجهودات في باقي المشوار للظهور بوجه أفضل خاصة أن لقاء الداربي على الأبواب ولم يعد يفصل عنه سوى أيام قليلة“. “إصابتا بوقوس ومجوج لا تدعوان إلى القلق“ لن تحرم الإصابة التي تعرض لها الثنائي بوقوس - مجوج في اللقاء الأخير من المشاركة في المباراة القادمة أمام مولودية قسنطينة بعد أن أثبتت الفحوص الأولية عدم خطورة الإصابة. هذا، وقد أصيب الأول (بوقوس) على مستوى الكاحل ومنعته الآلام من إكمال تلك المواجهة ليخرج اضطراريا بعد مرور 10 دقائق من بداية الشوط الثاني. أما مجوج، فقد حدث له انتفاخ على مستوى اليد اليمنى بعد احتكاك مع أحد المدافعين وتطلب ذلك إجراء بعض الأشعة، وبهذا تبددت مخاوف اللاعبين من تخلفهما عن لقاء الموسم في مدينة الجسور المعلقة.