“ليس الحكم من أقصانا، بل طريقة تعاملنا مع اللقاء.. وينقصنا تحضير نفسي كبير” “بوڤرة، حليش ويبدة أحسن العناصر في هذه الدورة والتدعيم ضروري قبل المونديال” “المنتخب الوطني لو يواجه البرازيل سيلعب دون عقدة” --------------------------------- مرتبة رابعة أنهى بها الجزائريون مشاركتهم في دورة أنغولا، ما تقييمك لمردودهم خلال “الكان“؟ المرتبة الرابعة هي مرتبة مشرّفة، خاصة عندما نعرف أننا لم نتمكن من الوصول إلى هذا الدور أو إحتلال هذه المرتبة منذ 20 سنة كاملة، وهو ما يعني أننا حققنا إنجازا في حدّ ذاته. أما عن المردود، فقد كان مقبولا على العموم، حيث عرف تذبذبا في بعض الأحيان... فقد لعبنا مباريات قوية بمستوى عالمي وأخرى إرتكبنا فيها أخطاء بدائية، وهذه هي كرة القدم... لا يُمكن أن يدوم الحال أو يستقرّ على وضع معيّن.. المهم الدورة كانت في غاية الأهمية بالنسبة لنا وساعدتنا كثيرا سواء في تطوير لعبنا أو في كشف عيوبنا التي يجب علينا تصحيحها في أقرب وقت ممكن. على كل حال، يُمكن إعتبار دورة أنغولا بمثابة درس للكرة الجزائرية يجب أن نستفيد منه، خاصة أنه ما زال أمامنا دورة أخرى سنلعبها وهي كأس العالم، بينما العديد من المنتخبات لن تلتقي إلاّ بعد سنة من الآن. ما هي هذه الايجابيات والسلبيات التي سجلتها في هذه الدورة؟ هناك العديد منها، سأبدأ بالإيجابيات: أعتقد أن لعبنا 6 لقاءات متتالية في ظرف قصير هو إيجابي للغاية وهو الأمر الذي كنا نبحث عنه منذ مدة طويلة، لأن منتخبنا منتخب فتيّ ولم تتح للاعبيه الفرصة للعب الكثير من اللقاءات معا، ولحسن الحظ خلال كأس إفريقيا تمكنوا من اللعب جنبا إلى جنب، منهم من يلعب لأول مرّة ومنهم من لم يتعوّد على أجواء المنتخب بعد، وهذا أمر إيجابي للغاية ويُحسّن مستوى المنتخب، خاصة على مستوى قاعدة اللعب. الأمر الإيجابي الآخر هو أننا اكتشفنا أننا نملك منتخبا بإمكانه تحقيق أشياء كثيرة في المستقبل لو نعطي له الوقت الكافي، يُضاف إليه أمر إيجابي آخر وهو عودة الجزائر إلى مصاف الكبار على مستوى القارة السمراء بعد أن غابت لفترة طويلة. أما السلبيات فأعتقد أن الجانب الذهني لمنتخبنا ككل كان النقطة السلبية، فلاعبونا لا يعرفون كيف يتعاملون مع بعض الظروف، فلو نتمعّن جيّدا نجد أننا ضيّعنا الكثير بسبب سوء التركيز أو بسبب أخطاء ساذجة، إضافة إلى فقداننا أعصابنا في الكثير من الأحيان وهو أمر غير مقبول. أما من الجانب التقني والتكتيكي فقد وجدنا بعض السلبيات والتي لا أريد الحديث عنها لأنه لا يحق لي ذلك، فلست مدربا حتى أنتقد هذه الأشياء، لكني متأكد أن الطاقم الفني لاحظ هذه الأمور وسيصحّحها في أقرب وقت. بصفة عامة هذه هي الأمور التي لاحظناها خلال هذه الدورة، لكن هناك شيء مهم للغاية يجب أن نذكره. ما هو؟ لقد وجدنا في منتخبنا شيئا مهما للغاية وهو أنه عندما يريد الفوز على منتخب ما يفوز، وعندما يواجه منتخبات قوية يقدّم مستويات راقية، فأنا متأكد أن المنتخب الوطني لو يواجه البرازيل سيلعب دون عقدة وسيقدّم مباراة قوية للغاية، إنه أمر إيجابي وسلبي في الوقت نفسه: فهو من جهة يُبيّن لنا أننا قادرون على رفع التحدّي في أصعب الأوقات وأننا قادرون على تحقيق نتائج جيدة، لكن بالمقابل يوضّح لنا عدم نضج لاعبينا من الناحية الذهنية لأننا يجب أن نفكر بهذه الطريقة في كلّ المباريات ونعطي قيمة إلى كل اللقاءات التي يجب أن نلعبها، والتي يجب أيضا أن نفكر في أداء لقاءات بطولية وليس فقط في المباريات الكبيرة. ما الذي ينقصنا حتى نلعب دائما بنفس وتيرة اللقاءات الكبيرة؟ الأمر متعلق بالذهنيات، ولا علاقة له بالجانب التقني أو التكتيكي، فرغم بعض النقائص في هذا الجانب والذي يجب أن يصحّح في أقرب وقت، لكن الشيء الناقص هو النضج في الذهنيات، هذا ما يعني أنه ينتظرنا عمل نفسي كبير، فبكل صراحة، العمل في المنتخب الوطني يتطلب أن نكون نفسانيين أكثر من شيء آخر، فلا تنقصنا أشياء كثيرة من هذا الجانب لكن يجب تحضير اللاعبين من الناحية النفسية وتهيئتهم لمثل هذه الأمور. هل تعتقد أن هذا هو السبب الكبير في خسارتنا أمام المنتخب المصري؟ بالضبط، قبل لقاء كوت ديفوار كنت متأكدا أننا سنؤدّي لقاء كبيرا وهو ما حدث فعلا، وكنت أنتظر نفس ردّ الفعل أمام المنتخب المصري، لكن لمّا وقفت على الحالة النفسية للاعبين وطريقة رؤيتهم للقاء عرفت أن الأمر سيكون صعبا علينا، فبعد أن نقدّم لقاء قويا نعود ونرتكب نفس أخطاء اللقاءات السابقة. لهذا قلت لك إنه يجب أن نركز على الجانب النفسي لتحضير اللاعبين. إذن حسبك خسارة مصر ليس سببها الحكم؟ لا، ليس الحكم الذي جعلنا نخسر برباعية، بل طريقة تعاملنا مع اللقاء هو الذي جعنا نخسر بتلك الطريقة، فقبل أن نخسر مع مصر برباعية خسرنا أمام مالاوي بثلاثية وكنا ب11 لاعبا... يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا، لم نعرف كيف نتعامل مع اللقاء وكنا غائبين من الناحية النفسية، وهو ما سبّب لنا تلك الخسارة. نريد أن توضّح لنا رأيك أكثر؟ سأشرح لك. لو نلاحظ كل المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم كلها لا تفوز كثيرا بلقب كأس إفريقيا عندما تتأهل، وهذا لأنها لا تبحث عن هذا اللقب كثيرا وعن التألق في كأس إفريقيا، بل تبحث عن التأهل إلى كأس العالم من أجل “البريستيج“ ومن أجل الظهور، بينما المنتخب المصري يملك تشكيلة من المحليين، لكنه دائما يلعب من أجل الفوز بكأس إفريقيا... فرغم أنه لم يتمكن من التأهل إلى كأس العالم 20 سنة إلاّ أنه فاز بكأس إفريقيا 3 مرات متتالية. هذا ما يوضح أن عقلية اللاعب وأهدافه وكيفية تحضيره في لمثل هذه الأمور تلعب دورا كبيرا.. والآن هناك شيء مهمّ للغاية أريد أن أوضحه. تفضّل... هذه المرّة جئنا من أجل التحضير ل “المونديال“ وتحسين أدائنا وما إلى ذلك، لكن في كأس إفريقيا القادمة “واحد ما يقولي ما نلعبش على الكأس”، يجب أن نجعلها هدفنا في المرّة القادمة، وهكذا سنتمكن - بإذن اللّه- من تحقيق لقب آخر للجزائر. ماذا عن التشكيلة الحالية، هل أنت راض عن التركيبة البشرية ل “الخضر”؟ سأقول رأيي كجزائري عاد وليس كناقد: نملك تشكيلة جيدة، لكن هناك بعض النقائص هنا وهناك، هذه الأمور يجب تصحيحها سواء بجلب بعض اللاعبين من أجل تقديم الدعم اللازم ل “الخضر” أو بتحضير اللاعبين الموجودين حاليا. من هم اللاعبون الذين تراهم يستحقون دعوة من المدرب سعدان؟ أنا أتساءل لماذا دائما نفكر في كيفية التدعيم ولا نفكر في كيفية إستغلال اللاعبين الذين نملكهم ولم نوظفهم جيّدا أو لم نضعهم في إطار جيّد يتيح لهم فرصة إبراز قدراتهم... لا يمكن أن أقول لك إني أريد اللاعب فلان أو علان من أجل تدعيم “الخضر”، بل أتمنى أن يتحمّل المدرب الوطني مسؤوليته ويكون حازما في مثل هذه الأمور. يجب أن نكون مستعدين للتضحية بلاعب ما أو إشراك هذا اللاعب لأنه الأجدر بالدخول، لا يجب أن نفكر بالعاطفة أو نفضّل أشياء معينة، يجب أن نكون مستعدين لإشراك أيّ لاعب يقدّم الإضافة دون أي حسابات أخرى. من هو أحسن لاعب بالنسبة لك خلال دورة أنغولا؟ لن أختار أحسن لاعب بل أحسن ثلاثة لاعبين، في رأيي هم: بوڤرة، يبدة وحليش، الذين يستحقون لقب أفضل لاعب جزائري خلال هذه الدورة. ماذا عن “المونديال“، هل تعتقد أنه يمكننا تحقيق شيء ما؟ بطبيعة الحال، إذا صحّحنا أخطاءنا قبل انطلاق هذه الدورة وهو أمر ممكن جدا، لأنها ليست أمورا سيئة، يجب التركيز خاصة على التحضير النفسي للاعبين حتى يعرفوا كيف يتعاملون مع اللقاءات. أعتقد أن هناك بعض المباريات ستبقى عالقة في ذهن اللاعبين وستفيدنا كثيرا، أولها مباراة مصر في الجزائر، مبارتا القاهرة وأم درمان، مباراتا مالاوي وكوت ديفوار، هذه المباريات لو نعرف كيف نستخلص دروسها سنذهب بعيدا في “المونديال“ولم لا الوصول إلى الدور ربع النهائي.