استغللنا تواجد المدرب الأسبق للمنتخب المغربي ‘'عمر فليب تروسيي'' بمناسبة مباراة المغرب أمام النيجرأول أمس لنحاوره عن بعض القضايا الخاصة بالمنتخب الجزائري و''الداربي'' المنتظر في مارس القادم. صرحت في صحيفة قطرية مؤخرا أنك اشتقت للعودة إلى الميادين، هل يعني ذلك أنك تنوي العمل في ناد أو منتخب معين؟ نعم، تعلم أنني وضعت حدا للعمل في الميادين منذ ثلاث سنوات بعدما تفرغت لمشروع في اليابان يخص تطوير اللعبة في جزيرة ‘'أكيناوة''، صحيح أنه عمل مختلف ولكنه يسمح لي بالاحتكاك بالميادين، وذلك من خلال النصائح والتوجيهات لتطوير هذا المشروع، وهي مخالفة لضغط الميدان... لقد افتقدت الرهانات وأقول إنني افتقدت الميدان وهو ما يعني أنني قريب من تدريب ناد، حيث تلقيت عرضا لتدريب ناد صيني والقرار النهائي سيكون في الأيام الثمانية القادمة. في فترة ما، كنت مرشحا لتدريب ‘'الخضر''، ما هو سبب عدم اتفاقك مع روراوة؟ كنت مرشحا لتدريب الجزائر هذا أمر منطقي، وهي قناعة منطقية وأعلم أنني أتشرف لأنني رشحت لهذه المهمة. ولكنه اتصل بك. لا، لدي علاقات ودية مع السيد روراوة، صحيح أنه كان يريد في وقت ما أن أشرف عن المنتخب الجزائري، وكان هناك اتصالان، الأول في 2002 والثاني بعدها بقليل حيث حضر رئيس الرابطة بنفسه ليتفاوض معي ولكن لا شيء حدث بعد ذلك. ما هي آخر مرة التقيت فيها روراوة؟ لقد كان ذلك قبل شهرين، واحتفلنا سويا بعيد الأضحى حيث تبادلنا التهاني بالنظر إلى علاقتي الطيبة معه، وهو آخر لقاء لي مع رئيس الاتحاد الجزائري. ولكنك لا تستبعد إشرافك مستقبلا على المنتخب الجزائري، أليس كذلك؟ إنها فرضية لا يمكن استبعادها، أن أكون مدربا للمنتخب الجزائري شرف كبير لي، إنه بلد الكرة منذ عدة أجيال وقد كسبتم عدة لاعبين كبار والكرة في هذا البلد بصدد التطور، حيث هناك احتراف في نواد جزائرية على غرار الاتحاد، كما أن المنتخب أنهى كأس العالم ولا يزال في مشوار السباق للتأهل لكأس أمم إفريقيا، والإشراف على ‘'الفنك'' يشرفني، مازلت شابا وعمل كبير ينتظرني في المستقبل وأتمنى أن تتاح لي الفرصة للعمل في الجزائر. وهل يمكننا رؤيتك في منصب مدير فني مثلا؟ أتمنى أن تتاح لي هذه الفرصة، لأنني عندما أصل إلى سن معينة سأقاسم بعض الأفكار من خلال التجربة التي أمتلكها في الميادين من خلال مفاهيم لها نجاعة في الجزائر، حيث هناك مجالين الأول يخص النخبة التي تتشكل بنسبة 90 من المائة من لاعبين محترفين موجودين في أوربا، أما الجانب الثاني فيتمثل في الواقع الجزائري من خلال تطوير المرافق والتكوين، مشروع الاحتراف في هذا البلد يتطلب سياسة طويلة المدى بتكوين المدربين، تنظيم الفرق وميزانية كبيرة لتكوين الشبان. بقليل من التأخر، هل تابعت مواجهات ‘'الخضر'' في المونديال الأخير؟ نعم، تابعت المواجهات التي خاضها المنتخب الجزائري في مونديال جنوب إفريقيا لأنه كان يضم حارس مرمى (يتكلم عن مبولحي) كان متواجدا في مرسيليا لما كنت أنا هناك، كما أنني أخذته بنفسي إلى اليابان ليجري تجربة احترافية هناك، يمكن القول إنه كانت لدي لمستي الخاصة في المنتخب الجزائري. وما رأيك في النتائج الذي سجلها؟ حسب رأيي، مشوار المنتخب الجزائري في كأس العالم حتى وإن كان قصيرا نوعا ما إلا أنه كان حسنا للغاية، فكان هناك حماس وإرادة داخل التشكيلة التي حققت التأهل بعد مشوار شاق وطويل وحققت فوزا تاريخيا في المواجهة الفاصلة أمام المنتخب المصري في السودان، لكن بعدها تولد نوع من الضغط على اللاعبين خاصة في منافسة كأس إفريقيا ولم يحسن البعض تقييم مردودهم فيها رغم أنهم قدموا مشوارا جيدا وتمكنوا من الوصول إلى المربع الذهبي، وفي عودة سريعة للمواجهات التي لعبها المنتخب في كأس العالم فقد ظهر بمستوى أفضل من منافسة كأس إفريقيا خاصة في المقابلة الأولى التي دخل فيها بقوة أمام المنتخب السلوفيني، إلا أن الحارس في الأخير ارتكب خطأ فادحا، ولم يتمكن من تحقيق نتيجة إيجابية، لا أعلم ما حدث بالضبط لأنني لم أكن داخل المجموعة إلا أنني أظن أن تلك التشكيلة كان لزاما عليها نسيان التأهل لكأس العالم والمشوار الطيب الذي قدمته في كأس إفريقيا والدخول بأكثر عزيمة في مباريات كأس العالم، واليوم المجموعة تجد بعض الصعوبات لتحقيق الانطلاقة من جديد لأنه حدث كسر بين المنتخب والجماهير، ربما الكسر حدث داخل المجموعة إلا أنه رغم ذلك اللاعبون مصرون على المواصلة ورفع التحدي ومواجهة الصعاب لأنهم محترفون وينشطون في أعرق الأندية الأوروبية، رغم تسجيلهم لبعض التعثرات كخسارتهم أمام منتخب إفريقيا الوسطى المغمور الذي ولد ضغطا شديدا على اللاعبين والمنتخب الذي تنتظره مواجهة مهمة والتعثر فيها يعني عدم المشاركة في كأس إفريقيا المقبلة... أنا متأكد، إن تمكن ‘'الخضر'' من تحقيق نتيجة إيجابية أمام المغرب فسيعودون إلى الواجهة. أتظن أن بن شيخة قادر على قيادة المنتخب لتحقيق الانتصارات من جديد؟ أكيد، حسب رأيي سيتمكن بن شيخة من تحقيق ذلك فلاشك أن له القدرة على غرس الروح الوطنية وروح الانتصارات في اللاعبين، وكذلك إحداث روابط قوية بين اللاعب المحلي والمغترب لأنه يحسن مخاطبة الجميع وكل اللاعبين لديه سواء، ولا يخفى على أحد أن هناك بعض الاختلاف بين اللاعب المحلي والمغترب، وذلك أمر طبيعي وتعاني منه مختلف المنتخبات الأخرى مثل المغرب، تونس أو فرنسا، فغالبا ما تجد اللاعبين المغتربين في طرف والمحليين في طرف آخر، لكن المنتخب الفرنسي مثلا عندما فاز بكأس العالم كل تلك الاختلافات زالت، كما أن على رئيس الاتحادية تحمل مسؤولية قراراته والسياسة التي ينتهجها، فهو يعتقد أن كل شيء سيكون على أحسن ما يرام لكن يمكن أن يحدث عكس ذلك، وحينها لابد من غربلة التشكيلة ودعوة لاعبين جدد لضخ دماء جديدة في المنتخب، لكن لحد الآن لم يحدث هذا. كيف تقيم المواجهة الأخيرة التي جمعت اتحاد العاصمة بالملعب المغربي؟ كانت مواجهة حسنة على العموم وتمكن اتحاد العاصمة من الفوز فيها، ولاشك أن المدرب الجديد «رونار» راض إلى حد بعيد عن المستوى الذي ظهرت به عناصره في تلك المواجهة. ماذا تقول عن اختيار ‘'رونار'' تدريب الاتحاد؟ لاشك أنه أحسن الاختيار لتوليه العارضة الفنية لأحد أعرق الفرق الجزائرية، حيث سيقدم الكثير لفريقه الجديد لأنه مدرب شاب تلقى التكوين من ‘'كلود لوروا''، كما أن له تجربة في الميادين الإفريقية إذ سبق له أن قاد المنتخب الغاني والزامبي كذلك في كأس إفريقيا، كما أن لديه شخصية قوية ونظرة ثاقبة في مجال التدريب والقدرة كذلك على إيصال مختلف الرسائل وتحفيز اللاعبين حتى يقدموا أحسن ما لديهم في الميدان، كما أن في اتحاد العاصمة هناك رئيس يملك الكثير من الطموحات ولاشك أنهما سيكونان ثنائيا قويا سيعيد النادي إلى الواجهة.