فضل الناخب وحيد حليلوزيتش إجراء بعض التغييرات على التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني في المباراة التي تفوق فيها "الخضر" على حساب البينين بنتيجة (3-1) سهرة أول أمس... وكان رفيق زهير جبور من بين العناصر التي منحها التقني البوسني الفرصة بعدما غاب عن كأس أمم إفريقيا الأخيرة بسبب خيارات فنية، وهو الذي لعب آخر مباريات أساسيا أمام رواندا على ملعب "تشاكر" قبل حوالي 9 أشهر كاملة، لكن هدّاف أولمبياكوس الذي يملك 21 هدفا في رصيده هذا الموسم لم يتمكن من زيارة الشباك عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني مرة أخرى، وبالتالي إرتفعت حصيلته في الصيام عن التسجيل في اللقاءات الرسمية إلى 812 دقيقة. 4 سنوات و15 مباراة متتالية دون أي هدف في الوقت الذي يتألق فيه صاحب 29 عاما مع ناديه اليوناني، تتواصل عقدته مع "الخضر" حتى إن إستعاد ثقة الطاقم الفني، إذ تعتبر مباراة البينين التي إحتضنها ملعب "تشاكر" سهرة أول أمس رقم 15 على التوالي التي يعجز فيها جبور عن الوصول إلى الشباك، ويعود آخر هدف رسمي لمهاجم أيك أثينا السابق بألوان المنتخب الوطني إلى لقاء مصر ب البليدة في (د77) وبالتالي فإن جبور صائم منذ حوالي 4 سنوات كاملة (منذ جوان 2009)، وكانت المباريات الرسمية التي شارك فيها ولم يسجل كالآتي: زامبيا (ذهابا وإيابا)، رواندا، سلوفينيا، الولاياتالمتحدة، تانزانيا، إفريقيا الوسطى، المغرب (ذهابا وإيابا)، إفريقيا الوسطى، رواندا، مالي، غامبيا، ليبيا وأخيرا البينين. إكتفى بتسجيل 3 أهداف في اللقاءات الودية ومنذ تسجيله الهدف الثالث في شباك عصام الحضري في إطار ثاني جولات التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأسي العالم وإفريقيا 2010، لم يستطع لاعب أولمبياكوس فعل أي شيء تقريبا مع "الخضر" واكتفى بتسجيل 3 أهداف في لقاءات كانت كلها ودية، الأول في شباك الأوروغواي عندما قاد المنتخب لفوز تاريخي على ملعب 5 جويلية الأولمبي، الثاني أمام الغابون في لقاء لعب أيضا في 5 جويلية بعد نهاية مونديال جنوب إفريقيا والأخير في شباك النيجر في لقاء جرى شهر ماي الفارط، وأصبح جبور لا يحظى بالثقة بسبب صيامه الطويل عن التهديف، غير أن حليلوزيتش منحه فرصة جديدة في لقاء البينين. تجربة طويلة، 21 لقاءً رسميا وهدفان فقط في الحصيلة يُعد مهاجم أولمبياكوس أحد أقدم العناصر الحالية في تشكيلة "الخضر"، إذ كان جبور قد لعب أول مبارياته بألوان الجزائر سنة 2006، عندما استدعاه جون ميشال كافالي إلى المباراة الودية أمام الغابون التي لعبت ب فرنسا، ورغم أن صاحب 29 عاما غاب بعدها لمدة عامين، سجل عودته من الباب الواسع سنة 2008 مع المدرب رابح سعدان، لكنه لم يترك لمسته طيلة الفترة التي حمل فيها ألوان "الخضر"، وذلك لأن أرقامه متواضعة جدا بالمقارنة مع عدد مبارياته، حيث ظهر 21 مرة في اللقاءات الرسمية موقعا هدفين فقط كانا أمام ليبيريا ومصر، بينما يملك 5 أهداف باحتساب اللقاءات الودية خلال 30 مباراة دولية. أرقام سليماني تفضحه وتضعه في موقف محرج وقد يرجع جبور سبب صيامه عن زيارة الشباك في وقت سابق إلى الخطة المنتهجة والتي كان يطبقها على وجه الخصوص سعدان، لكن المعطيات تغيرت الآن ولا توجد أي حجة أمام مهاجم أولمبياكوس، وإذا قارنا بين أرقامه وأرقام إسلام سليماني، فإننا نلاحظ فرق كبير بينهما، حيث سجل مهاجم شباب بلوزداد 5 أهداف في 9 مباريات رسمية وبالضبط في 653 دقيقة، كما أن سليماني نجح في توقيع هدف في مرمى البينين رغم دخوله كبديل لمدة ربع ساعة فقط، بينما لم يستطع جبور فعل أي شيء طيلة 74 دقيقة، ليوضع صاحب 29 عاما في موقف محرج ولن يجد هذه المرة أي مبررات خاصة وأن المنتخب الوطني طبق خطة هجومية بحتة. سنه 29 عاما وإلى متى لن يستغل كل هذه الفرص؟ يبدو أن خريج مدرسة أوكسير يسير تدريجيا لأن لا يترك أي بصمة مع المنتخب الوطني، وذلك بعدما بلغ هذا اللاعب سن 29 عاما (من مواليد 1984)، حيث تمر السنوات والمباريات دون أن يستغل الفرصة الكثيرة التي تمنح له، ولن يصبر عليه أحد بكل تأكيد خلال المواعيد المقبلة في ظل تألق سليماني صاحب 24 عاما وقدوم مهاجم جديد هو نبيل غيلاس الذي يبلغ 22 عاما فقط، بالإضافة إلى إمكانية إقتناع إسحاق بلفوضيل بالمجيء في المستقبل، ومنذ ذلك الحين قد لا يجد جبور مكانا له مع "الخضر" وقد يندم على الفرصة الكثيرة التي لم يستغلها، رغم الثقة التي حظي بها من طرف سعدان، بن شيخة وأخيرا حليلوزيتش.