شُيعت ظهر أمس جنازة مرحوم الكرة الجزائرية وشيخها عبد الحميد كرمالي في جو مهيب، إذ كان الحزن يخيم على حي بومرشي حيث يقطن الشيخ بعد أن فقدت الجزائر أحد معالمها الكروية التاريخية... وقد وري كرمالي الثرى في مقبرة سيدي الخير وسط حضور حشود كبيرة وأجواء حزينة بكت بحرقة لفراق شيخ الكرة الجزائرية الذي منح الجزائر كل ما عنده، ومنح الجزائر لقبها القاري الوحيد واستحق بفضل إنجازاته أن تكون له جنازة شهيد. الجنازة كانت في أجواء رسميّة ولم يكن يعقل أن تمر جنازة الشيخ كرمالي بشكل عاد على كل محبي الكرة الجزائرية والمسؤولين عندنا، إذ حظي المرحوم بجنازة تليق بمقامه بعدما سار به مشيّعوه في موكب رسمي بقيادة الدرك الوطني الذي رافق الموكب من بومرشي إلى مقبرة سيدي الخير، وقد حمل نعش المرحوم أعوان الحماية المدنية وكان مغطى بالعلم الوطني الذي سُلم فيما بعد لشقيقه. شخصيات حكومية حاضرة والولاّة على رأس القائمة وقد عرفت الجنازة حضور شخصيات رسمية كثيرة أبت إلا أن تكون حاضرة في توديع أحد الأشخاص الذين ساهموا في رفع العلم الوطني عاليا في الساحة الدولية والقارية، وكان على رأس الحضور وزير الجالية بلقاسم ساحلي وكذا الأمين العام للداخلية عبد القادر وعلي، وهو والي سابق في سطيف سنوات التسعينات، إلى جانب ولاة العديد من ولايات الشرق على غرار والي سطيف، والي البرج، والي بجاية، والي باتنة ووالي قسنطينة. وجوه كروية عديدة حاضرة كما ساهمت جنازة المرحوم في لم شمل العائلة الكروية بجميع أجيالها السابقة والحالية، إذ حضرت العديد من الشخصيات الكروية المعروفة والتي كانت لها علاقة مباشرة بالمرحوم، وكان محي الدين مفتاح أول الملتحقين بالجنازة، قبل أن يلتحق كل من عصاد، نور الدين سعدي، رئيس اللجنة الأولمبية بيراف وكذا العديد من رؤساء الاندية على رأسهم حناشي، هرادة، عليق، رجراج المناجير العام لشبيبة بجاية وحتى رؤساء الرابطات الوطنية، بينما كانت "الفاف" ممثلة في شخص وليد صادي. إدارة الوفاق قامت بالواجب ورغم الحزن الشديد الذي عاشته مدينة سطيف والفريق ككل بسبب رحيل الشيخ كرمالي، إلا أن إدارة الوفاق لم تنس القيام بالواجب بما أن المرحوم كان في عائلتها، إذ قامت الإدارة بتخصيص 30 عونا لتنظيم الأمور في الجنازة وتسهيل حركة المرور، وحتى لاعبو الأشبال تنقلوا بزي الفريق ليعطوا الجنازة صبغة رسمية وأن الأمر يتعلق بأحد أعمدة الوفاق السطايفي. حتى الحافلات خُصصت لنقل المشيّعين إلى المقبرة كما حاولت إدارة الوفاق تسهيل الظروف لكل من حضر الجنازة والوقوف إلى جانب عائلة المرحوم، ولم ينس المسيرون أن يخصصوا حتى الحافلات لنقل الناس الذين حضروا صلاة الجنازة في مسجد بومرشي ونقلهم إلى مقبرة سيدي الخير التي تبعد بحوالي 5 كلم، وقد انطلق الموكب من المسجد على الساعة الواحدة زوالا. إدارة أهلي البرج أرسلت حافلة الفريق حتى إدارة الجيران أهلي البرج كانت في الموعد وقامت بالواجب، إذ أرسلت حافلة الفريق لتكون تحت التصرف وحملت معها بعض المعزين من البرايجية، والذين أصروا على تعزية عائلة المرحوم وحضور الجنازة لاعبو فريق جبهة التحرير كلّهم حضروا كان الحزن الشديد باديا على كل من عرف المرحوم، لكن الأشد تأثرا بعد عائلته كانوا لاعبي فريق جبهة التحرير الذين كانوا بمثابة عائلته الثانية، وقد حضر هؤلاء الجنازة على غرار زوبا، معوش، مخلوفي وسوكان وكان الحزن والأسى باديين عليهم بعد فقدان رفيق الدرب وأحد المؤسسين لفريق الجبهة وأحد أهم المساهمين في صناعة تاريخ الكرة الجزائرية. أعراب وحمّار مباشرة من التدريبات إلى المقبرة بالمقابل كان أعراب وحمار حاضرين صبيحة أمس في الحصة التدريبية لوفاق سطيف قبل أن يتوجّها مباشرة من الملعب إلى مقبرة سيدي الخيّر وكانا في الصفوف الأولى، وقد عزّيا عائلة الفقيد لكن في النهاية وجدا أنّ الناس تعزيهما أيضا لأن الشيخ كرمالي من عائلة الوفاق. زكري اتصل من السودان المدرب زكري الذي يعتبر الشيخ عبد الحميد كرمالي رحمه الله من بين المدربين الذي تأثر بهم تأسف كثيرا على عدم مقدرته على حضور الجنازة، لكنه رغم هذا اتصل ب "الهداف" وبلّغ تعازيه لعائلة الفقيد وأكّد أنه كان يتمنّى الحضور لكن الأمر شبه مستحيل مع كل المسؤوليات مع فريقه وكذا قلة الرحلات الجوية. بلحوت تأسّف على عدم حضوره بسبب انشغالات في بلجيكا تلقت "الهداف" العديد من الاتصالات من شخصيات كروية معروفة لأجل تقديم تعازيها لأسرة الوفاق وكان على رأس هذه الشخصيات المدرب بلحوت الذي أصرّ على أن يوجّه رسالة تعزية لعائلة الفقيد مؤكدا أنه تعذر عليه الحضور بسبب انشغالات في بلجيكا، وقال: "أقدّم تعازي الخالصة لعائلة الفقيد وكل العائلة الرياضية الجزائرية لأنّ الجزائر فقدت معلما هاما في تاريخ الكرة الجزائرية". تغطية إعلامية كبيرة وقنوات تلفزيونية كثيرة حضرت وعرفت الجنازة تغطية إعلامية غير مسبوقة وحضرها عدد كبير من الصحفيين وكانت القنوات الفضائية حاضرة بكثرة سواء الجزائرية أو الأجنبية على غرار "أم. بي. سي" التي أخذت شهادات من الذين عرفوا المرحوم. لاعبو الوفاق منذ الستينات حضروا ولم تفوّت عائلة الوفاق الفرصة وسجّلت حضورها في هذا الحدث لتودع الراحل كرمالي، وكان العديد من اللاعبين السابقين للوفاق منذ سنوات الستينات حاضرين في هذه الجنازة سواء الذين لعبوا مع كرمالي أو الذين لعبوا تحت قيادته على غرار عبد الله ماتام، صالحي، سرار وآخرين.