حققت جمعية الشلف فوزا مستحقا أمام ضيفها إتحاد العاصمة مساء أول أمس جعلها تتنفس قليلا وتبتعد تدريجيا عن منطقة الخطر التي بقيت فيها لمدة طويلة، وقد عرف الشلفاوة كيف يستثمرون في لعب اللقاء المتأخر ليعمقوا الفارق عن أصحاب المؤخرة الى 10 نقاط كاملة على بع ويبدو أن زملاء القائد زاوي سمير يسيرون بخطوات ثابتة لتأكيد ما عقدوا عليه العزم منذ مدة وهو أنهم "حالفين ما يطيحوش". شوط أول للنسيان مع كوارث "طراوري" وقد أجمع كل من تابع اللقاء أن الشوط الأول يجب أن يوضع في خانة النسيان، لأن الشلف لم تفعل أشياء كثيرة يمكن ذكرها، وحتى الفرص التي أتيحت لها تفنن المهاجم الموريتاني "المامي طراوري" في تضييعها، إلى درجة لم يفهم فيها ولا أحد في المدرجات سبب الاعتماد عليه وترك الشبان في كرسي الاحتياط، خاصة لما نعلم أن طراوري ضيع أكثر من ثلاث فرص حقيقية للتهديف بطريقة تؤكد أنه بعيد كل البعد عن الآمال التي علقت عليه، ومستواه بعيد جدا على أن يلعب في بطولة الرابطة المحترفة الأولى الجزائرية. الاتحاد فاز بمعركة الوسط كما يجب عدم إغفال السيطرة المحكمة التي فرضها لاعبو اتحاد العاصمة على منطقة وسط الميدان، حيث فاز الثنائي كودري - تجّار بمعركة الوسط، ما سمح لفريقهما من شن ضغط رهيب على منطقة الشلف، وكاد المهاجمان فرحات ودحام في العديد من المناسبات من قلب موازين اللقاء وحسم التقدم لصالح فريقهما، لكن ولحسن الحظ أن للشلف حارس كبير اسمه محمد غالم صد كل محاولات العاصميين. بن شوية لم يفرض أي ضغط على لاعبيه وكانت الشلف قد استفاقت في ربع الساعة الأخير من الشوط الأول الذي ضيّعت فيه أكثر من فرصة سانحة للتسجيل، أبرزها رأسية طراوري على مرتين، وهي اللقطات التي لم يعتقد أشد المتشائمين أنها ستضيع نظرا لسهولتها، غير أن الموريتاني تفنن في تضييعها.. المدرب بن شوية لم يلم لاعبه بل حاول رفع معنوياته بدليل أنه لم يخرجه مباشرة بعد انطلاقة الشوط الثاني ومنحه فرص أخرى لعله ينجح فيما فشل فيه سابقا، لكن للأسف تواصلت مهازل طراوري، وفي مقابل ذلك عرف بن شوية كيف يتحدث مع لاعبيه في فترة ما بين الشوطين، حيث طلب منهم أن يلعبوا مثلما لعبوا في ربع الساعة الأخير من الشوط الأول، كما أنه لم يمارس أي ضغط عليهم، ما انعكس إيجابا عليهم في الشوط الثاني. مسعود يعيد الثقة إلى الشلفاوة ويُحرّر الجميع وقد سار الشوط الثاني مثل سابقه من حيث الحذر من الجانبين، لكن مع تسجيل استفاقة طفيفة وسط الشلفاوة، خاصة مع دخول حدوش وعلي حاجي، لا سيما حاجي الذي فوّت على نفسه فرصتين من ذهب لقتل اللقاء، لكن التجسيد كانت من هداف الفريق و"سلاك الواحلين" محمد مسعود الذي نجح في اللحظات الأخيرة من قلب الموازين وتحرير الشلفاوة بهدف أكثر من رائع في الوقت المبدد من اللقاء، قاد به فريقه إلى فوز ثمين وكبير بعد توزيعة دقيقة من زازو سمير. الأنصار رددوا مباشرة: "دراهم حداد أدّاهم الواد" وردد الأنصار الذين كان حضورهم معتبرا في مباراة أول أمس مباشرة بعد هدف "شوشو" الشلفاوة مسعود في (د90+3) عبارة: "دراهم حداد أدّاهم الواد" في إشارة من الأنصار إلى الميزانية الضخمة التي رصدها رئيس النادي العاصمي لفريقه من أجل نيل اللقب، ولكن النادي الشلفي الذي حرمهم العام الماضي من لقب البطولة سيحرمهم مرة أخرى من مركز الوصافة هذا العام. فرحة عارمة في غرف حفظ الملابس وحضرنا في نهاية المباراة لفرحة عارمة في غرف حفظ ملابس الشلف، حيث هتف الأنصار مطولا بحياة مسعود، كما قاموا بتهنئة مدير عام الشركة صبايحية وكل أعضاء المجلس الذين حضروا، وهتف الأنصار مطوّلا بحياة المدرب بن شوية الذي عرف كيف يعيد فريقه من بعيد، إلى درجة كاد معها أن يذرف دموع الفرحة وهو يتأهب للحديث مع مختلف وسائل الإعلام، وقد غنى الأنصار مطولا في غرف حفظ الملابس: "باي باي عمي حداد". كبير أكد إمكاناته والشلف تحسنت منذ قدومه ومن جانب آخر فقد أكد المدير الفني الجديد للشلف، لمين كبير بدوره على قدراته في عالم التدريب، بدليل أن الشلف تحسنت كثيرا منذ إشرافه على الجمعية، انطلاقا من الجولة الخامسة من مرحلة العودة، حيث أصبح يلعب بخطة واضحة ويطبق كرة قدم حديثة، كان من نتائجها تسجيل أربعة انتصارات من ضمن 5 لعبها الفريق، بل كادت أن تكون الحصيلة خمسة على خمسة لو أحسن الفريق التعامل مع الفرص التي أتيحت له في باتنة، أين لعب الفريق أفضل مباراة خارج قواعده منذ انطلاق الموسم... والأكيد أن "الخير مازال القدام". زاوي: "الفوز رد على من شكك في قوة الشلف" أوضح القائد سمير زاوي أن الفوز على اتحاد العاصمة سمح لفريقه بالتنفس قليلا والابتعاد أكثر عن منطقة الخطر التي هددتهم لوقت طويل، وقال زاوي: "وجدنا صعوبات بالغة للتغلب على منافسنا اتحاد العاصمة، الذي أثبت أنه تنقل الى الشلف ليس في ثوب الضحية وإنما من أجل تأكيد ما حققه في الجولات السابقة سواء في البطولة، الكأس أو المنافستين العربية والإفريقية، ولكن بفضل إصرارنا وتركيزنا الكبير نجحنا من التغلب عليه.. أقول إن الفوز أحسن رد على من شكك في قوة الشلف وحرص لاعبيها على تشريف ثقة الادارة والأنصار". بن شوية: "آمنا بالفوز إلى آخر لحظة والبقاء صار قريبا" ومن جانبه أوضح المدرب محمد بن شوية أن فريقه بقي صامدا ولم يتأثر بضغط المباراة ولا بقوة المنافس، حيث قال في هذا الشأن: "التشكيلة لعبت مباراة قوية وبقيت مركزة كثيرا على اللقاء حتى آخر دقيقة، وهذا أمر ايجابي يؤكد أن شخصية الفريق وطريقته في مواجهة الصعاب ما تزال قائمة، بدليل أننا لم نيأس وبقيت التشكيلة مركزة كما ينبغي على المباراة والحمد لله أن مسعود فعلها ونجح في اختراق الجدار الدفاعي الذي فرضه المنافس على مرماه.. النتيجة ستسمح لنا بلعب ما تبقى لنا من لقاءات براحة لأن البقاء صار قريبا بعد هذا الفوز". ابراهيم س. ===== سلامة لعب دون خطأ في غير منصبه اللافت للانتباه في مباراة الاتحاد أن لاعب الوسط الدفاعي في الأصل سلامة خير الدين لعب دون خطأ في غير منصبه على الجهة اليسرى من الدفاع، حيث دافع جيدا وساعد الخط الأمامي من حين إلى آخر، وقد كانت له حتى فرصة تغيير النتيجة في (د37) بارتماءة رأسية جميلة، إثر فتحة زازو، غير أن الدفاع أبعدها إلى الركنية، وينتظر أن يواصل بن شوية الاعتماد على ابن سيد عبد الرحمن في غير منصبه. زاوي دخل في مناوشات مع كودري ويعتذر له دخل القائد سمير زاوي مثلما ذكرناه في عدد أمس في مناوشات مع لاعب وسط اتحاد العاصمة، كودري في منتصف الشوط الأول، حيث أعاب قائد التشكيلة على كودري استعماله الخشونة وتماديه في ضرب سلامة خير الدين، وهو ما لم يتقبّله زاوي ورد على تصرفات كودري من خلال حركات بالأيدي وقد أبى زاوي من خلال يومية "الهدّاف" إلا أن يعتذر لكودري من التصرف الذي بدر منه والذي كان في لحظة غضب، بحكم أن النتيجة وقتها كانت متعادلة. زاوش عانى من شد عضلي، لكن لن يمنعه من الاستئناف عانى محمد زاوش مع اقتراب نهاية المباراة من شد عضلي أكمل معه الدقائق المتبقية إلى غاية (د90) بصعوبة، وقد أكد لنا زاوش أن الشد العضلي الذي عانى منه لن يمنعه من استئناف التدريبات مع زملائه مساء يوم السبت، بداية من الساعة السادسة مساء على ملعب محمد بومزراق، تحسبا لمباراة وفاق سطيف القادمة. 6 ملايين منحة الانتصار أمام "سوسطارة" رصدت الإدارة الشلفية منحة مضاعفة للاعبيها نظير الفوز أمام اتحاد العاصمة (المنحة العادية مقابل الفوز داخل الديار 3 ملايين)، حيث سيكون نصيب كل لاعب 6 ملايين سنتيم، ينتظر أن يستفيدوا منها بعد استئنافهم التدريبات، وتحديدا قبل المباراة القادمة أمام وفاق سطيف. للإشارة، فإن الإدارة حددت قيمة المنحة أمام "سوسطارة" في غرف حفظ الملابس بعد انتهاء المباراة، تماما مثلما حدث أمام الحراش والبرج. بن طوشة معاقب أمام سطيف وكل مرة مشكلة في الوسط تحصل المدافع الأوسط معمر بن طوشة مساء أول أمس أمام الاتحاد على البطاقة الصفراء الرابعة له منذ انطلاق الموسم، ما يعني أنه سيكون معاقبا أمام وفاق سطيف في المباراة القادمة، ويتضح جليا أن الشلف باتت تواجه مشكلة في محور الوسط في كل مباراة، خاصة مع الغياب المتواصل للاعب محمد أمين سعيدون وكذا زميله المدافع سعيدي الياس، ففي الوقت الذي سيستعيد خدمات عوامري وفرحي أيوب أمام سطيف، فإنه سيفتقد جهود بن طوشة. بن شوية أكد للإدارة عدم حاجته إلى طراوري كشفت مصادر مقربة من بيت الجمعية أن المدرب محمد بن شوية أكد في حديث جمعه مع رئيس المجلس صبايحية بعد مباراة الاتحاد عدم حاجته إلى المهاجم الموريتاني "المامي طراوري" الذي كشف عن ضعف مستواه ومحدوديته ليس فقط في مباراة "سوسطارة"، وإنما أيضا في اللقاءات الودية السابقة، ناهيك على التصرف الذي قام به تجاه الأنصار عندما طلب منه المدرب الخروج من الملعب، موضحا في نفس الوقت (بن شوية) أن مستوى الموريتاني محدود ولا يمكنه تقديم الإضافة المنتظرة. التشكيلة تستفيد من ثلاثة أيام راحة بالنظر الى تأجيل مباراة الشلف أمام مضيفها وفاق سطيف لحساب الجولة 26 من بطولة الرابطة المحترفة الأولى ال تاريخ لاحق، فإن الطاقم الفني الشلفي قرر منح عناصره ثلاثة أيام راحة (الأربعاء، الخميس والجمعة) على أن تكون العودة الى التدريبات مساء يوم السبت بداية من الساعة السادسة مساء بملعب محمد بومزراق. ==== مسعود يهنئ نور الدين بابنته ملاك ويهديها الهدف تقدم هداف الجمعية، محمد مسعود لصديقه نور الدين بتهنئة خاصة على اثر ازديان فراش هدا الأخير بابنة بهية الطلعة اختار لها من بين الأسماء "ملاك"، وقد تصادف مولد "الكتكوتة" الصعيرة بتسجيل مسعود لهدفه الثامن، الذي أبى الا أن يهديه لصديقه نور الدين، ويقول له ألف مبروك والهدف هو هدية خاصة ل"ملاك" و"ما تنساناش الطمينة". ===== مسعود: "قلناها ونعيدها غير الشلف اللّي ما تطيحش" حققتم فوزا صعبا أمام إتحاد العاصمة، ما تعليقك؟ لعبنا تحت ضغط شديد، بفعل الوضعية الصعبة التي كنا نمر بها والتي أملك الشجاعة لأقول إنه ربما ليس هناك أسوأ منها منذ سبع سنوات كاملة لعبت فيها للشلف، ولهذا كان التزاما علينا أن نفوز مهما كلف الأمر وهو ما تحقق في الأخير. اتضح أن الاتحاد أحكم سيطرته على منطقة الوسط وبادر بالهجوم، بينما استفاقتكم لم تكن سوى في ربع الساعة الأخير من الشوط الأول، هل من تعليق؟ دخلنا المباراة وفي أذهاننا أن نسجل هدف السبق الذي يسمح لنا باللعب بارتياح وتأكيده فيما بعد، فإذا بنا نجد مقاومة وصلابة لدى المنافس، ومع الضغط ومرور الدقائق صعبت علينا المهمة، لكننا لم نقطع الأمل بل بقينا مركزين على المباراة وكلنا أمل في صنع الفارق، كما لا أخفي عنك أننا تأثرنا في بادئ الأمر، قبل أن يتحسن مردودنا في ربع الساعة الأخير من الشوط الأول الذي خلقنا فيه أكثر من فرصة سانحة للتسجيل.. من حسن الحظ أن التجسيد جاء ونجحنا في النهاية من حسم نتيجة المباراة لصالحنا، بعد أن كانت تسير الى التعادل. دخلتم بإرادة أقوى في الشوط الثاني، ولم تتأثروا برد العاصميين ولا بقوة هجومه، إلى ماذا يرجع ذلك؟ يرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى إيماننا بقدراتنا، خصوصا أننا وضعنا في أذهاننا أن الخروج بالتعادل لن يفير شيئا في جدول الترتيب، بل ستصعب علينا المهمة أكثر فأكثر، يضاف إلى ذلك النصائح القيمة التي قدمها لنا المدرب بن شوية في فترة ما بين الشوطين.. بن شوية عرف كيف يتحدث معنا وكيف يحفزنا ويخفف الضغط الذي اشتد بعد أخذ المنافس ثقته بالنفس ومحاولاته المتكررة لمباعتتنا.. طلب منا أن نلعب بالطريقة نفسها التي لعبنا بها أمام باتنة والبرج وأيضا الحراش وكما لاحظتم "ربي ما فيه عير الخير وجات في الأخير في الصواب". رغم أن مسعود ضيّع هدفا لا يضيّع في بداية الشوط الثاني، إلا أنكم لم تتأثروا وواصلتم الضغط، ما تعليقك؟ أي مهاجم بإمكانه أن يضيع ما ضيعته أنا أو زملائي، ولكن لحسن حظي أنني تداركت بسرعة وسجلت هدف الفوز في وقت حساس جدا من المباراة الذي حررنا وأزاح عنا ضغطا شديدا، خصوصا وأننا كنا متأكدين وقتها أننا سنحسم المباراة لمصلحتنا. هدفك كان غاليا وقدت به الشلف للخروج من منطقة الخطر. فرحتي كانت عارمة بالهدف الذي سجلته لعدة اعتبارات، أولا لأنه هدف الفوز الذي حررنا به الأنصار، ثانيا لأنه جاء بعد مشاكل كثيرة حدثت في الفريق، وصلت الى حد التشكيك في قدرات الفريق وقدرته على الابتعاد عن منطقة الخطر، وثالثا لأنني أجبت على من ظلموا الفريق وقالوا إن الشلف ستسقط.. ورغم أهمية الهدف بالنسبة إليّ، إلا أنه لم يكن يهمني من يسجل بقدر ما كان يهمنا جميعا الفوز بالنقاط الثلاث. الفوز من شأنه أن يرفع معنوياتكم فيما تبقى من جولات مرحلة العودة، أليس كذلك؟ هذا الانتصار وإن يرفع معنوياتنا، فإنه يدفعنا إلى العمل أكثر فيما تبقى من مباريات لنهاية الموسم التي سنتعامل معها مباراة بمباراة.. أشكر بالمناسبة الأنصار الذين وقفوا معنا وقفة رجل واحد، وأهدي هدفي بوجه خاص الى صديقي "محمد الريحة"، وكذا الى نور الدين بمناسبة ازديان فراشه بابنة سماها على بركة الله "ملاك". في الأخير، ستواجهون وفاق سطيف في الجولة القادمة والتي لم يعرف تاريخها بعد، ماذا تقول؟ أعرف ما معنى مواجه فريق قوي مثل وفاق سطيف الذي أكيد لن يسهل مهمتنا، بل في نظري الخسارة الثقيلة التي مني بها في العاصمة أمام شباب بلوزداد سيسعى جاهدا لمحوها، وهذا معناه أن المباراة ستكون قوية بين الفريقين مثلما جرت عليه العادة في كل موسم.. كل ما أتمناه أن تكون هذه المباراة التي من السابق لأوانه الحديث عنها بمثابة عرس كروي كبير والأفضل هو الذي يفوز.