لم يمرّ تألق أحمد فلاح حارس مولودية وهران وبالأخصّ في منافسة الكأس دون أن يلفت إليه الأنظار، كما أن ظهوره المنتظم مع “الحمراوة” في اللقاءات الأخيرة أمر جعله يُدوّن.. حسب مصادر أكيدة، في قائمة الحراس المرشّحين بقوة ليكونوا في قائمة مباراة المغرب القادمة، مستغلا تراجع مستوى زماموش الحارس الثالث في المنتخب في المباريات الأخيرة مع فريقه، إضافة إلى تزكية مدربي الحراس كاوة وبلحاجي ل “ابن السوڤر”، بعد أن كانت ملاحظتهما إيجابية للغاية عن قيمته، في انتظار الكلمة الأخيرة للمدرب الوطني بن شيخة. مستوى زماموش تراجع وفرض التفكير في حارس آخر وحسب مصادرنا، فإن اجتماعات الطاقم الفني بمساعديه في المدة الأخيرة تطرقت إلى مستوى كلّ اللاعبين في المدة الأخيرة ومن ذلك الحراس، حيث جاء في الحديث عن الحراس تراجع مستوى زماموش في المباريات الأخيرة، وارتكابه بعض الهفوات بشكل لا يساعده في التواجد في قائمة ال 23 المقبلة قبل مباراة المغرب، خاصة أن المدرب الوطني أصرّ على معياري المنافسة والمستوى في القائمة المقبلة، مع إقصاء العاطفة في الخيارات. بلحاجي وكاوة أجمعا على اسم فلاح وحسب مصادر دائما، فإن الحديث عند مستوى الحراس سجّل اطمئنان الجميع على مردود الحارس الأول مبولحي في فريقه “كريليا سوفيتوف”، وحتى شاوشي. وبعد أن أكد الحارسان السابقان كاوة و بلحاجي تراجع مستوى زماموش منذ عودته من كأس إفريقيا للمحليين، اقترحا اسم الحارس فلاح أحمد باعتبار المستوى الذي يقدّمه من مباراة لأخرى، وانتظام الوجه الذي يظهر به، بشكل جعله يطرق أبواب المنتخب الوطني ويُقيّد في القائمة الأولية. بن شيخة تحفّظ في وقت ما على سلوكه ولم يوافق بن شيخة أو يُعارض اسم فلاح تاركا المباريات القادمة التي ستكون كثيرة تحكم على قيمته، غير أن مصدرا مقرّبا من المدرب الوطني كشف أنه تحفظ في وقت ما عن ضمّه للمنتخب الثاني (المحليين) بسبب تصرّفاته وبعض خرجاته، كما أن بن شيخة فكّر في ضمّه جديا غير أنه تفاجأ به يفقد مكانته الأساسية لصالح الحارس غول، ما جعله في ذلك الوقت - يقول مصدرنا- في حيرة ويفكّر بعده في الحارس غالم، قبل أن يسقطه من حساباته بعد مباراة بلوزداد التي عاينه فيها بعد تسبّبه في هدفين دخلا شباكه. وهي المعطيات كلّها التي تعني أن بن شيخة يعرف فلاح وله فكرة عن سلوكاته وحتى عن مستواه. أفضل حارس حتى الآن، وفي 2009 نال اعتراف رئيس الجمهورية ويبقى الأكيد أن فلاح حتى الآن يبقى أفضل حارس في البطولة في المباريات الأخيرة، مستغلا تراجع أغلب مستوى الحراس، كما ساعد ثبات مستواه مولودية وهران في التقدّم بثبات في البطولة، والوصول إلى نصف نهائي كأس الجزائر. حيث يراهن “الحمراوة” على العودة إلى ساحة التتويجات. وليست المرّة الأولى التي يكون فيها فلاح حاسما في هذه المنافسة (الكأس)، ففي 2009 قاد شباب بلوزداد بتألقه إلى التتويج، ونال اعتراف رئيس الجمهورية شخصيا عندما صعد لتسلّم ميداليته، كما صدّ 7 ركلات جزاء في مشوار المنافسة من أصل 15 سُدّدت نحو مرماه. هذا لا يكفي ومُطالب بالثبات في مستواه ويبقى أن الحارس فلاح أمام مسؤولية أخرى وهي النجاح في الحفاظ على ثبات مستواه، لأن ذلك من شأنه أن يوصله إلى المنتخب الوطني دون المرور عبر بوابة المحليين، حيث حالت الظروف أكثر من مرّة في عدم التحاقه بمنتخب نخبة البطولة الوطنية، لاسيما بسبب عدم حفاظه على مكانته الأساسية في مولودية وهران، غير أن بقاءه في هذا المستوى لن يجعل حائلا يقف في طريقه ليكون ثالث حراس المنتخب الوطني. المسيرة لم تكن سهلة من السوڤر وفلاح عانى لينجح ول أحمد فلاح قصة طويلة، فابن 28 سنة (من مواليد 14 نوفمبر 1982) مرّ بظروف صعبة من الناحية الاجتماعية، تربّى يتيم الأب، كما اشتغل صغيرا لإعالة أسرته في مدينة سوڨر، وحمل ألوان الأكابر وعمره 19 سنة، قبل التحاقه بنادي الرغاية عام 2005، وبعد موسم فقط من التألق خطفه الرئيس يحيى حساني وحوّله إلى شباب بلوزداد، وهناك لقي منافسة شرسة مع الحارس الدولي آنذاك أوسرير، غير أنه فرض نفسه في المباريات التي لعبها، وتمكن من قيادة الشباب للتتويج بلقب كأس الجمهورية 2009. وقد صرّح المدرب حنكوش بعد اللقاء: “على كل لاعب أن يمنح فلاح منحة التتويج بالكأس”. والتحق فلاح هذا الموسم بمولودية وهران (وقع لموسم واحد)، بحثا عن اكتساب المنافسة أين يوجد بصدد تأدية موسم رائع في انتظار التأكيد. مستوى حراس البطولة يؤكّد وجود أزمة عميقة ولم يستطع أيّ حارس في البطولة الوطنية لفت الأنظار هذا الموسم (عدا فلاح في المباريات الأخيرة)، ما يؤكد وجود أزمة تكوين سبق أن طرحتها “الهداف” في أحد أعدادها، ولو لم يكن الأمر كذلك لما صرّح المدرب الوطني بن شيخة في ندوة صحفية سابقة أنه لو اعتمد على معيار المستوى، فإن حارس مولودية سعيدة مروان كيال هو الأحقّ بالاستدعاء بالرغم من بلوغه 38 سنة، في وقت تراجع كثيرا مستوى سدريك وحتى دوخة، وباتت أغلب الفرق لا تعتمد على حارس واحد في مبارياتها، لعدم انتظام المستوى في غياب التكوين والشباب الصاعدين.