بعدما ضم لاعبا واحدا وغير معروف ليساعده على إنهاء ثماني سنوات بلا أي لقب سيدخل أرسين فينغر مدرب أرسنال العام الأخير من عقده مع النادي اللندني وسخط المشجعين الواضح يجعل من الصعب توقع ما يمكن أن يحدث. ورغم تكهنات واسعة رشحت أرسنال بضم مهاجمين مثل جونزالو هيغوايين، وين روني ولويس سواريز، فإن فينغر لم يضف لتشكيلته إلا لاعب منتخب فرنسا للشباب يايا سانوجو من أوزير نادي الدرجة الثانية الفرنسي، وهي صفقة انتقال حر قبل أن يبدأ مشواره في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم على أرضه أمام أستون فيلا غدا السبت. ويأتي هذا رغم إعلان واضح من النادي بأن فينغر الذي نجح في إبقاء أرسنال ضمن الأربعة الكبار في إنجلترا رغم ظروف صعبة عديدة مؤخرا يملك المال الكافي للمنافسة في سوق الانتقالات مع مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلسي. لكن بينما أنفق سيتي وتشيلسي بمدربيهما الجديدين الكثير من المال في محاولة لاستعادة اللقب من يونايتد، فإن فينغر وجد عرضه البالغ قيمته 40 مليون جنيه استرليني وجنيه واحد (61.9 مليون دولار) لضم سواريز مهاجم ليفربول مرفوضا، في حين اختار هيغوايين الانتقال إلى نابولي رغم أن أرسنال كان في وضع جيد لضمه من ريال مدريد على ما يبدو. وفي ظل الفشل في الاستفادة من خطط إدارة النادي بالإنفاق في سوق الانتقالات فإن كثيرين يخشون أن سعي أرسنال للفوز باللقب الرابع عشر له في الدوري الإنجليزي قد انتهى قبل حتى أن يبدأ. وصرح راي بارلور لاعب وسط ارسنال السابق الذي لعب تحت قيادة فينجر ل رويترز في مقابلة في سنغافورة: "في هذه اللحظة وبالتشكيلة التي نملكها ربما تكون المهمة شاقة." وأضاف: "لو استطاعوا ضم سواريز ولاعب وسط وربما مدافع فستكون تشكيلة معقولة، لأننا نملك عددا من اللاعبين الجيدين جدا مثل كازورلا، ويلشير ووالكوت." وتابع: "ارسين فينغر بحاجة ملحة الآن لشراء لاعبين يستطيعون أن يجعلوا من تشكيلته فريقا أفضل، وليس لاعبين مثل دنيلسون، بندتنر، الشماخ وغيرهم." وانشغل فينغر منذ نهاية الموسم الماضي بإبعاد أمثال هؤلاء اللاعبين الذين تحدث بارلور عنهم فكان دنيلسون والشماخ من 27 لاعبا تركهم أرسنال إما بالاستغناء أو البيع أو الإعارة. لكن شراء لاعبين هو ما تحتاجه لرفع مستوى فريق اقتنص المركز الرابع في الدوري في اليوم الأخير من الموسم، لكنه لم ينافس مطلقا على اللقب وتعرض لهزيمة مذلة في كأس رابطة الأندية الانجليزية على يد فريق برادفورد سيتي المنتمي للدرجة الرابعة في ديسمبر الماضي. وأثارت تلك الهزيمة عاصفة من الانتقادات في وجه فينغر، خاصة بينما لم يكن تصريح المدرب البالغ من العمر 63 عاما بأن إنهاء الموسم وسط الأربعة الأوائل في الدوري يعادل الفوز باللقب مرضيا للجميع. وأرسنال بلا أي لقب منذ فوزه بكأس الاتحاد الانجليزي في 2005 ولم يحرز لقب الدوري الممتاز منذ تسع سنوات، وفشل فينغر في الحصول على الدعم الذي اعتاد عليه من المشجعين. لكن رغم المشاكل المتصاعدة يرجح أن تبدأ المفاوضات لتجديد عقد فينجر قبل نهاية العام ويقول بارلور الذي خاض 466 مباراة مع أرسنال في مسيرة امتدت 16 عاما مع النادي وانتهت في 2004 إنه لا يوجد بديل أفضل. وقال بارلور: "من يمكنه أن يرفع المستوى بعد أرسين فينغر؟ خلال السنوات السبع الماضية قام بعمل مبهر ليكون الفريق ضمن الأربعة الكبار في ظل تواضع المبالغ التي أنفقها مقارنة بإنفاق المنافسين." وتابع: "أتمنى لو أن لدى فينغر 100 مليون جنيه أن يذهب وينفقها كلها وأن يحقق نتيجة جيدة لأنه مدرب هائل. هذا بلا شك. لعبت معه ثماني سنوات وأعرف ما الذي يجلبه للفريق لكنه بحاجة لهؤلاء اللاعبين." وتبدو مسابقتا كأس رابطة الأندية الانجليزية وكأس الاتحاد الإنجليزي الهدفين الأقرب ل أرسنال لينال ألقابا ويسعد بعضا من مشجعيه الذين يحلمون بلقب في الدوري. وقال بارلور عن لقبي الكأس: "إنه لقب على أي حال. المشكلة أن بعض هؤلاء اللاعبين لم يفز بأي لقب ولو فازوا بلقب فسيرغبون في المزيد. لدى مانشستر يونايتد نهم هائل للفوز بالألقاب ولقد اعتادوا على ذلك." لكن هل سيكون هذا كافيا ليبقى فينغر الذي فاز مع أرسنال بثلاثة ألقاب الدوري وبأربعة في كأس الاتحاد الانجليزي منذ انضمامه إليه في 1996؟ قال بارلور: "أعتقد أنه سيبقى لكن الفريق يحتاج لتقديم موسم جيد."