يخطئ من يعتقد أن همّ المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش كان تفادي مواجهة منتخب مصر فقط في الدور الفاصل... إذ أكدت مصادرنا أنه كان يمنّي النفس بتفادي منتخب آخر هو منتخب إثيوبيا المتأهل عن جدارة واستحقاق لهذا الدور الحاسم، وقد يفسّر البعض تخوّف البوسني من مواجهة هذا المنتخب بقوته على أرضه وللنتائج الجيدة التي حققها حتى الآن، أو الوجه المشرّف الذي ظهر به في نهائيات كأس إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا، وقد يستغرب البعض الآخر التخوّف من منافس يعتبر الحلقة الأضعف تاريخيا مقارنة بمنتخبات الأربعة الأخرى المتأهلة معه (الكامرون، مصر، السنغال وبوركينافاسو)، غير أنّ مخاوف البوسني حسب مصادرنا تعود لارتفاع إثيوبيا عن سطح البحر، وهو أمر كان يتوقّع البوسني أن يعيق لاعبيه ويمنعهم من اللعب بطريقتهم أو بالإرادة والحرارة التي يريدها في مباراة فاصلة كهذه. الارتفاع عن سطح البحر يصعّب التنفّس على اللاعبين والمعروف عن إثيوبيا أنها من بين البلدان الإفريقية التي ترتفع كثيرا عن سطح البحر، إذ يصل ارتفاعها إلى 3000 متر في بعض المناطق، فيما ترتفع العاصمة أديسا بابا عن سطح البحر بقرابة 2000 متر، واللعب في ارتفاع كهذا من الناحية العلمية صعب جدا لأن ذلك يقطع الأوكسجين عن اللاعبين ويصعّب عليهم التنفّس، وهو ما جعل حليلوزيتش يتخوف من أن القرعة توقع الجزائر أمام إثيوبيا، لأنّ الارتفاع عن سطح البحر وصعوبة التنفّس كانا سيؤثران سلبا على مردود لاعبيه وعلى النتيجة النهائية لمباراة الذهاب. ...وينقص 20 % من لياقتهم البدنية كما أنّ هذا الإرتفاع عن سطح البحر ينقص علميا 20 % من لياقة اللاعبين البدنية، والبوسني كان في غنى عن ذلك في ظل النقص البدني الذي يعاني منه أغلبية لاعبيه بسبب غيابهم عن أجواء المنافسة الرسمية مع فرقهم الأوروبية منذ انطلاق الموسم، فما بالك لو أنّهم يلعبون في ظل تلك اللياقة المنهارة في إثيوبيا وتحت تأثير ارتفاع كبير عن سطح البحر، أكيد أنّ لياقتهم ستتدهور أكثر والخوف حينها سيكون من تكبّد خسارة قد تعصف بمنتخبنا مثلما كان عليه الحال عندما خسر في إفريقيا الوسطى بسبب تأثير الظروف المناخية. لهذا السبب تألّقت إثيوبيا أمام كل منافسيها حتى الآن والظاهر أن قوة إثيوبيا وصحوتها هذه السنة لم تكن السبب الوحيد الذي جعلها تأتي على الأخضر واليابس في مجموعتها، بل أنّ الظروف المناخية أيضا ساهمت في صعودها إلى هذا الدور الفاصل، بعدما تمكّنت من التغلب على كل ضيوفها في دور المجموعات، محققة أكبر المفاجآت بوصولها إلى هذا الدور، وهو الظرف الذي لا ندري إن كان سيخدمها مجددا في الدور الحاسم أمام منتخب كوت ديفوار القوي جدا والمرشح للتواجد في البرازيل. المناخ يساعد منتخبنا في بوركينافاسو وعكس إثيوبيا فإن الارتياح هو السائد بعد الإعلان عن مواجهة منتخبنا لنظيره البوركينابي، لأنّ العوامل المناخية في هذا البلد ورغم الرطوبة المرتفعة بعض الشيء، ستكون في مصلحة منتخبنا المتعوّد على أجواء هذا البلد بحكم أنه واجه منتخب مالي من قبل هناك، ورغم خسارته يومها إلا أنّ خسارته لم تكن لها أي علاقة بالظروف المناخية، بقدر ما كان إهدار الفرص السانحة للتهديف في المرحلة الأولى من اللقاء سببا رئيسيا في الخسارة إضافة إلى هشاشة محور الدفاع يومها.