مع نهاية الدور التصفوي الثاني، بات من المعلوم أن عشرة فرق ستكون معنية بلقاءات السد التي ستقام منتصف أكتوبر المقبل ومنتصف نوفمبر الذي يليه ذهابا وإيابا ، الفرق العشرة قسمت إلى تصنيفين الأول والذي يضم كلا من كوت ديفوار ، غانا ، نيجريا ، تونس والمنتخب الوطني والتصنيف الثاني الذي يضم كلا من مصر ، السنغال ، الكاميرون ، إثيوبيا وبوركينا فاسو ، الكاف اعتمدت نظام القرعة بين التصنيفين وبإطلالة على فرق التصنيف الثاني نجد أنها فرق قوية جدا ولا يمكن أن نختار أيا منها نود لقاءه في الفاصل . إثيوبيا فريق قوي متجانس ومن الخطأ الظن فيه غير ذلك من الفرق الخمسة التي يمكن أن يقابلها المنتخب الوطني قد يرى جل المتتبعين أن المنتخب الإثيوبي هو الأنسب ليكون بوابتنا نحو المونديال البرازيلي لكن من الخطأ جدا الظن بذلك لأن هذا المنتخب لم يتأهل بالصدفة إلى هذا الدور ومن دون شك لديه مقومات ترشحه للتأهل عن المنطقة الإفريقية ، المنتخب الإثيوبي احتل الصف الأول في مجموعة ضمت جنوب إفريقيا ، بوتسوانا وإفريقيا الوسطى وهي منتخبات قوية سجلت نتائج كبيرة في آخر سنتين . ملعب أديس أبابا يرتفع ب 2400 متر عن سطح البحر وأعاق كل زواره هناك نقاط قوة المنتخب الإثيوبي وعلى قلتها إلا أنها ذات دفع كبير لمجموعة اللاعبين وأهمها ظروف الملعب المناخية، حيث بات من المستحيل الفوز على المنتخب الإثيوبي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، حيث سيكون من الصعب على الزوار التنفس براحة عكس المنتخب المحلي المتعود على مثل هذه الارتفاعات ، يذكر أن عدائي منتخب إثيوبيا جلهم من هذه المناطق، فبعد التدرب على مثل هذه الارتفاعات وبنسبة قليلة من الأكسجين يجدون أنفسهم أكثر راحة في المناطق المنخفضة وهو ما ينطبق أيضا على لاعبي المنتخب . هذا وقد عانت فرق ومنتخبات كثيرة من الارتفاع في لقاءاتها سواء مع سان جورج في المنافسات القارية أو المنتخب الإثيوبي في المنافسات الأممية. جل لاعبيهم من فريق سان جورج وهو ما يعني التجانس الكبير بينهم نقطة قوة ثانية في منتخب الإثيوبي، ظهرت من خلال التجانس الكبير بين خطوط المنتخب بالرغم من مقابلتهم لمنتخبات كبيرة جدا ، المنتخب الإثيوبي حقق خمسة انتصارات كاملة في التصفيات الإفريقية وتعادل وحيد ومن دون شك، فنتائجه ليست فقط بسبب الارتفاع عن سطح البحر وحسب بل بسبب وجود لاعبين ممتازين ومتجانسين أيضا ، المنتخب الحالي يضم تسعة من لاعبي فريق سان جورج المحلي بالإضافة إلى محترفين خرجا ما يجعل المجموع 11 يضاف إليهم ستة لاعبين من نادي ديديبيت وهو رقم كبير جدا ساعد المدرب كثيرا في الاستفادة من التجانس بين المجموعة . مصر تبقى مصر ولو كانت في التصنيف الثاني الفريق الثاني الأكثر تداولا لدى الجماهير الجزائرية هو المنتخب المصري، فإذا كان البعض يفضل إثيوبيا لضعفها فإن البعض الآخر يفضل مصر لما يحمله اللقاء الداربي من معطيات داخل أرضية الميدان وخارجه ، لقاءات مصر والجزائر دائما ما حملت الندية والقوة حتى لو كان الفرق في المستوى كبيرا والتاريخ حافل بمثل هذه المناسبات وآخرها لقاء أم درمان أين كان الفراعنة المرشح الأقوى قبل أن يقلب أشبال الشيخ سعدان الطاولة ، الأمر قد يتكرر لكن علينا الحذر لأن مصر تبقى فريقا قويا حتى لو جار الزمان عليها ووضعها في التصنيف الثاني . أم درمان أكبر نقاط قوة المصريين قد يستغرب البعض من أن أم درمان قد تكون نقطة قوة للمنتخب المصري لكن بنظرة بسيطة نجد أن الأمر صحيح ، إذ الكل يريد الانتقام من دون شك من الجزائر رياضيا في حال وقوعنا معهم في اللقاء الفاصل ، الفراعنة سيحالون الرد على ما وضع في أم درمان والتأهل للمونديال كما سبق وفعلت الجزائر معهم في 2009 ، مواجهة الجزائر بمصر عرفت تجاذبات كثيرة قبل أربع سنوات وهو ما زاد من الشحن الجماهيري الذي تولدت عنه حسرة كبيرة بعد الإقصاء لم يتجرعها المصريون بعد . منتخبهم متجانس وهو مزيج بين الخبرة والشباب المنتخب المصري الحالي وإن اختلف كثيرا عن منتخب 2009 برحيل بعض من ركائزه إلا أنه استطاع الحفاظ على الركائز الأخرى وفي مقدمتهم أبو تريكة ، أحمد فتحي ، وائل جمعة ، عمر زكي وغيرهم بالإضافة إلى تدعيم المنتخب ببعض الأسماء الشابة في صورة محمد حجازي نجم فيورنتينا والمتألق محمد صلاح مهاجم بال بالإضافة إلى نجم الأهلي الرائع وليد سليمان ، التغييرات في المنتخب المصري كانت محسوبة وهذا ما أدى بالمنتخب للحفاظ على قوته المعهودة ولو أنه عرف بعض الهزات نتجت عنها غيابه عن كأسين لإفريقيا وهذا بسبب الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة في البلاد . الأسود الجموحة عادت لتزأر من جديد المنتخب الثالث من بين منتخبات الصف الثاني هو المنتخب الكامروني ، ولو أنه فقد كثيرا من قوته في السنوات الأخيرة إلا أنه يبقى من الفرق الإفريقية الأكثر قوة ، الأسود الجموحة ورغم الهزات تبقى دائما قوية ودليل ذلك الأسماء الكبيرة الشابة التي يضمها المنتخب الحالي مثل إيكوتو لاعب توتنهام ، ماتيب لاعب شالك ، شيدجو مدافع مرسيليا جاك داوغاري مهاجم هامبورغ ونجم البارصا وآرسنال سابقا سونغ ألكسندر ، نقطة قوة أخرى قد برزت في الأيام الأخيرة وهي اعتزال إيتو مهاجم تشيلسي حيث يعتبر إيتو من نقاط ضعف الفريق ومشتته بشكل دائم ومختلق المشاكل الكبير ، رحيل إيتو قد يعيد الاستقرار للمجموعة ويزيد من قوتها وتماسها وهو ما لن يكون في صالح الجزائر عند مقابلتهم . السينغال تحدت العقوبات، حققت التأهل وما زالت قوية أسود ثانية ، سيكون من المرجح ملاقاتها في اللقاء الفاصل وهي أسود التيرانغا المنتخب السينغالي ، رفقاء موسى سو ورغم العقوبات التي تعرض لها منتخبهم بعد لقاء كوت ديفوار في التصفيات الإفريقية إلا أنهم استطاعوا لملمة أوراقهم وحققوا التأهل بشكل رائع ، السينغال ورغم ابتعاده رفقة الكامرون عن الأضواء في السنتين الأخيرتين إلا أنه يبقى من أبرز القامات الإفريقية ونتائجه في بداية الألفية دليل قوي على ذلك ، يذكر أن المنتخب السينغالي غير جلده بالكامل واستعان بلاعبين جدد وشبان واستغنى في المقابل عن جيله الذهبي الذي تراجعت نتائجه بشكل وكبير وهي السياسة التي يبدو أنها قد آتت أكلها في انتظار ختام المشوار بتأهل لمونديال البرازيل. بوركينا فاسو نائب بطل القارة ونتائجه في التصفيات تؤكد قوته الفريق الأخير في التصنيف الثاني والذي من المحتمل أن تقابله الجزائر هو المنتخب البوركينابي ، هذا الأخير ورغم ابتعاده بشكل كبير عن التألق في العقدين الأخيرين إلا أنه عاد بقوة في السنة الأخيرة واستطاع أن يتأهل لنهائي كأس إفريقيا للأمم بلاعبين شبان ينشطون في أقوى الدوريات الأوربية ، نتائج استمرت مع التصفيات الإفريقية بعد أن حققت الخيول البوركانبية تأهلا صعبا في مجموعة متوازنة ضمت كلا من الكونغو ، الغابون والنيجر ، حيث حقق أربعة انتصارات في أول أربعة لقاءات أمنت له التأهل بشكل مباشر إلى اللقاء الفاصل ، نقطة قوة أخيرة يمكن أن نستشفها من منتخب بوركينا فاسو هو قوة تأثير المدرب بول بيت على المجموعة وسيطرته الكبيرة ولكن بليونة وهو ما نتجت عنه الجدية في العمل والروح المرحة .