علمت "الهدّاف" من مصادر مؤكّدة أنّ قائد المنتخب الوطني مهدي لحسن بدأ تدريجيا يتعوّد على عامل الإرتفاع عن سطح البحر بعد الصعوبات التي واجهها منذ الوصول إلى جنوب إفريقيا في الرابع من الشهر الجاري.. وتفيد مصادرنا بأن كل الفحوص التي أجراها اللاعب مُؤخّرا أثبتت أنه إندمج وأجواء الطقس في مدينة "روستنبروغ" التي ترتفع عن سطح البحر بما لا يقل عن 1500 متر، رغم أنه لا زال يعاني من نقص واضح من الجانب البدني مقارنة بزملائه الذين تعوّدوا على أجواء الطقس هنا وعلى الارتفاع "ALTITUDE"، وهو الأمر الذي يقلق حليلوزيتش الذي يُعوّل على جاهزية قائد تشكيلته قبيل الموعد الذي ينتظر منتخبنا أمام نظيره التونسي هذا الثلاثاء. بسبب الإرتفاع والحرارة وجد صعوبات في التنفّس وكان لحسن قد روّج البعض من داخل المعسكر بشأن غيابه عن مباراة جنوب إفريقيا مع بداية التربص أخبارا لا أساس لها من الصحّة، بأنّه يعاني من إصابة على مستوى الركبة، قبل أن نتأكّد من أنه يعاني من مشاكل بدنية فقط، وهو ما كنا قد كشفنا عنه من قبل، وهي مشاكل تسبّب فيها عدم تعوّد اللاعب على أجواء المناخ في مدينة روستنبورغ بسبب الإرتفاع عن سطح البحر والحرارة الشديدة التي ميزت الأجواء طيلة الأيام الأولى من التربص، فواجه اللاعب بسبب ذلك صعوبات في التنفس ولم يقدر حتى على تطبيق البرنامج المكثف الذي أخضع الناخب الوطني لاعبيه له، ما استدعى الإستنجاد بالطاقم الطبي للمنتخب، الذي وبعدما فحصه شخّص حاله بأنه يعاني من مشاكل في التنفس بسبب المناخ، فما كان عليه إلا أن منحه راحة صبيحة مباراة جنوب إفريقيا حتى يسترجع قليلا، ومنعه أيضا من التواجد مع زملائه في رحلة "سافاري" التي قام بها اللاعبون الأسبوع الفارط في إحدى الغابات الكبيرة لروستنبورغ. حتى حليلوزيتش كان قد تحدث عن مواجهة لاعبيه صعوبات في التنفّس وكان حليلوزيتش قد كشف من قبل عن الأمر في إحدى ندواته الصحفية هنا في جنوب إفريقيا، وقال إنّ بداية التحضيرات كانت صعبة جدّا للمنتخب الوطني، بسبب مواجهة عدد من لاعبيه صعوبات كبيرة في التنفس بعدما لم يتمكنوا من التعوّد على الارتفاع في مدينة "روستنبورغ"، لكن هذه المعضلة حلت فيما بعدما تأقلمت الأغلبية مع أجواء المناخ السائد هنا، غير أن لحسن بقي الوحيد الذي امتدت معاناته لفترة أطول قبل أن تحل. أحسن صنعا بالقدوم مُبكّرا إلى جنوب إفريقيا وإلاّ تكرّر سيناريو مالاوي ومن المؤكد أن ما حدث مع لحسن خلال تحضيرات المنتخب الوطني الجزائري في جنوب إفريقيا سيجعل الجميع يثني على قرار المدرب بالمجيء مبكّرا إلى مدينة روستنبورغ كأول بلد يصل جنوب إفريقيا من أجل المشاركة في "الكان"، لأن ذلك سمح للاعبين بالتعود والتأقلم وأجواء المناخ بتقلباته في هذا البلد، وحتى إن واجه لحسن صعوبات، إلا أن هذه الصعوبات لم يعد لها وجود بعدما تأقلم في الأيام الأخيرة، والوصول مبكرا إلى هذا البلد في حال كهذه يصبح أفضل بكثير من الوصول متأخرا مثلما فعلت العديد من المنتخبات ممن ستكون بحاجة إلى وقت إضافي للتأقلم، ولا حرج إن عدنا للوراء للتذكير بما حدث لمنتخبنا الوطني في دورة أنغولا 2010، عندما تلقى خسارة قاسية في أول جولة أمام منتخب مالاوي بثلاثية نظيفة سببها عدم التعوّد على أجواء الطقس هناك من رطوبة عالية وحرارة شديدة بلغت 45 يوم المباراة، لكن منتخبنا يومها وبعدما تعوّد على أجواء المناخ، قفز إلى السرعة القصوى، وحقق نتائج جيدة وصل بفضلها إلى المربع الذهبي في نهاية المطاف، لذلك يمكننا القول إن حليلوزيتش أحسن صنعا بالمجيء مبكرا إلى هذا البلد لتفادي تكرار سيناريو مالاوي، أمام منتخب تونس بعد غد الثلاثاء. تغيّر المناخ ساعد لحسن كثيرا على التعوّد ومع مرور الأيام وبفضل الراحة التي ركن إليها وتغير المناخ في الأيام الأخيرة، بعد انخفاض درجة الحرارة الشديدة، وتميز هذا المناخ بأجواء ماطرة غالبا ومعتدلة أحيانا أخرى، حلّت مشكلة التنفس بالنسبة للحسن، وتعوّد على المناخ أكثر فأكثر، وتمكن من الاندماج داخل المجموعة في التدريبات بشكل عادي في التدريبات، ما دفع بالناخب الوطني إلى الدفع به أساسيا في لقاء "بلاتينيوم ستارز" مؤخّرا، حيث لعب أكثر من 60 دقيقة عوّض بها ولو قليلا مما فاته في لقاء جنوب إفريقيا الأول. بدنيا ليس كزملائه حتى الآن ورغم أنّ لحسن تخلّص من المشكلة التي واجهها منذ القدوم إلى جنوب إفريقيا، ورغم تعوّده على أجواء المناخ الصعب، إلاّ أن اللاعب يعاني من جانب اللياقة البدنية، بما أنه لم يقدر منذ البداية على تطبيق العمل البدني الشاق والمكثف الذي أخضع البوسني حليلوزيتش لاعبيه له، حيث بلغنا أنّ لحسن يبقى اللاعب الوحيد من 22 لاعبا ممن لم يبلغوا اللياقة العالية التي يبحث عنها حليلوزيتش وهو ما تأكد من خلال اختبارات في هذا الجانب يقوم بها اللاعبون يوميا مع المحضر البدني "سيريل موان"، وذلك بسبب الاضطرابات التي عرفتها تحضيراته في جنوب إفريقيا. تونس أهم إختبار سيخضع له وإن كانت مشاركة لحسن في لقاء "ستارز بلاتينيوم" بمثابة الاختبار الجيد لهذا اللاعب الذي تجاوب بشكل جيّد طيلة الفترات التي لعبها، فإن أهمّ اختبار سيخضع له اللاعب سيكون هذا الثلاثاء أمام منتخب تونس، وهو الاختبار الذي سيكون اللاعب مطالبا باجتيازه، لأن حاله النفسية مقارنة بزملائه تبدو سيئة لأنه لم يقم بتحضير في المستوى مثلهم، ناهيك عن أن لياقته البدنية تدعو للتساؤل بسبب العراقيل التي واجهها مع انطلاق التربص، والتأكد من تأقلمه حقا ومن جاهزيته لن يكون إلا عبر اختباره في لقاء تونس. حليلوزيتش لن يُضحّي بقائده وبسببه قد يلجأ إلى خطة ثلاثة مسترجعين وقد يتساءل البعض حول ما إذا كان حليلوزيتش سيضحي بقائد المنتخب هذا الثلاثاء أمام منتخب تونس، وهو تساؤل في محلّه بما أن "الداربي" المغاربي الذي سيخوضه منتخبنا يتطلّب جاهزية من كل النواحي بالنسبة لكل اللاعبين، نفسيا، بدنيا وفنيا، ولحسن حتى الآن لا تتوفر فيه كل هذه الصفات للأسباب التي كشفنا عنها، غير أن هذا لا يعني أن البوسني سيفرط فيه، لأن الرجل يعوّل كثيرا على تواجده ضمن قائمته، وبسببه وبسبب حاله لجأ مؤخرا إلى تجريب الخطة التي واجه بها ليبيا والتي تعتمد على ثلاثة مسترجعين في وسط الميدان، إذ أنه يرغب في توظيفه من جهة لأن تواجد قائد من طينته في مباراة كبيرة أمام منتخب تونس أكثر من ضروري، وحتى يضمن له المساعدة أيضا في حال ما إذا واجه صعوبات كبيرة من الجانب البدني. ------------------------- ممنوع الجوسسة على "الخضر" في "موخواسي" وحصّة مساء أمس جرت تحت رقابة أمنيّة مشدّدة أجرى "الخضر" مساء أمس أول حصة تدريبية لهم في ملعب "موخواسي"، وهو مكان التدريبات الرسمي بالنسبة للمنتخب الوطني خلال نهائيات كأس إفريقيا ويقع على بعد حوالي 8 كلم من مكان إقامة "الخضر" و50 كلم عن وسط المدينة، وكان مغلقا هو الآخر ولا يمكن من خلاله إيجاد ثغرات لمتابعة المنتخب الوطني عن قرب في الحصص المغلقة أو التجسس عليه، وهو ما وقفنا عليه أمس. السّور مُنخفض، لكن سيارات الشّرطة تحيط بالمكان كلّه وتعتبر أسوار الملعب منخفضة قليلا لكن من الصعب متابعة التدريبات بسبب السياج الشائك المحيط بالسور لأن سيارات الشرطة كانت تلف المكان، حيث تواجدت أمس 7 سيارات في كل أرجاء الملعب بشكل يجعل من سابع المستحيلات التجسس على المنتخب الوطني أو حتى الاقتراب من أسوار الملعب. الشّرطة أبعدتنا عن الملعب والتّعليمات كانت صارمة وقد حاولنا أمس الاقتراب من مكان تدريبات المنتخب الوطني لرصد صورة عن الأجواء السائدة فيه، لكننا منعنا من طرف سيارتين للشرطة، فبمجرد اقترابنا من الأسوار حتى كانت سياراتان بالقرب منا حيث طلب منّا أحد الضباط المغادرة، ولما أعلمناه أننا صحفيون جزائريون أكد أن الحصة مغلقة على الجميع وأنهم تلقوا تعليمات بعدم السماح لأي كان بالاقتراب، وهو ما فرض علينا المغادرة رغم أننا قطعنا 100 كلم ذهابا وإيابا للوقوف على الأجواء قبل 48 ساعة عن مباراة تونس. --------------------- حليلوزيتش شاهد أمس نهائي كأس إفريقيا الأخيرة علمنا أن الناخب الوطني حليلوزيتش لم يجد ما يفعله صبيحة أمس فشاهد المباراة النهائية لكأس إفريقيا 2012، والتي جمعت بين كوت ديفوار وزامبيا وعرفت تتويج هذا الأخير بركلات الترجيح، وقد تابع حليلوزيتش المباراة لأجل الفضول وليس للإطلاع على قيمة منتخب كوت ديفوار الذي تغير منذ تلك المباراة بما في ذلك طاقمه الفنّي، وربما ليتفاءل خيرا بالمرور إلى أدوار متقدمة ولمَ لا الوصول إلى النّهائي. روراوة يلتحق اليوم بعدما غادر إلى جوهانسبورغ لأجل حضور إحدى مؤتمرات "الكاف" والحفل الإفتتاحي، إضافة إلى المباراة الإفتتاحية التي انتهت أمس بالتعادل السلبي بين منتخبي جنوب إفريقيا وجزر الرأس الأخضر، سيعود مساء اليوم الرجل الأول على رأس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة إلى معسكر "الخضر" ليبقى قريبا من اللاعبين قبل المباراة المهمة التي تنتظرهم أمام منتخب تونس بعد غد الثلاثاء.