نقلت بعض وسائل الإعلام والمواقع البوركينابية تصريحات الناخب الوطني حليلوزيتش عقب نتائج قرعة الدوروركّزت هذه المواقع على تصريحه بأنّ عدم تجاوز المنتخب البوركينابي سيكون كارثة وهو التصريح الذي تم اعتباره استصغارا للمنافس الذي سيواجهه يوم 12 أكتوبر المقبل ويوم 19 من شهر نوفمبر، ورغم تأكيد حليلوزيتش احترامه لهذا المنافس الذي وصل إلى نهائي كأس إفريقيا إلا أنّ التصريحات التي أطلقها قبل القرعة كانت تتضمن نوعا من استصغار "الخيول" الذين تواجدوا في المستوى الثاني وكانوا مرشّحين لمقابلة "الخضر" في لقاء السد، رغم أن أشبال "بول بوت" سيتواجدون في قرعة كأس إفريقيا المقبلة في المستوى الأول بالنظر إلى نتائجهم في كأس إفريقيا الماضية. حليلوزيتش استصغر "الخيول" في جنوب إفريقيا ورغم تصريحات حليلوزيتش الدبلوماسية التي يحترم فيها كل المنافسين ويشدد على قوتهم قبل أي مباراة، إلا أنه قدّم مؤشرات تؤكد استصغاره لهذا المنتخب مقارنة ببقية المنتخبات الإفريقية الكبيرة، بدليل تصريحه في جنوب إفريقيا وبعد إقصائه من الدور الأول بأنّ حسرته أصبحت كبيرة لأنه كان سيواجه المنتخب البوركينابي في ربع نهائي كأس إفريقيا لو تأهل، معتبرا أنه ضيّع فرصة التأهل إلى نصف نهائي كأس إفريقيا في دلالة على أنه لم يكن يرشّح "الخيول" للذهاب بعيدا في تلك المنافسة، قبل أن يقلبوا الموازين ويطيحوا بكل من طوغو وغانا لينشطوا النهائي أمام نيجيريا ويخسروا بصعوبة كبيرة بهدف دون مقابل. كان يريد تجنّب مصر، الكاميرون وإثيوبيا كما بيّن حليلوزيتنش مرة ثانية أنه لا يضع بوركينافاسو في خانة الكبار من خلال تأكيده في تصريحات سبقت عملية القرعة أنه يفضّل تجنّب مواجهة مصر، الكاميرون وبدرجة أقل أثيوبيا من فرق المستوى الثاني، وكأنه كان يريد فقط مواجهة السنغال أو بوركينافاسو ليرفع حظوظ تأهل "الخضر" إلى المونديال، رغم أن منتخب "الخيول" أدّي مشوارا رائعا في دورة جنوب إفريقيا وهو نائب البطل بعد خسارته أمام نيجيريا وهو ما يجعله من أفضل الفرق الإفريقية في العامين الفارطين. نتائجه في التصفيات تؤكد أنه الأفضل ويتعامل الجزائريون وحتى الطاقم الفني وبعض اللاعبين مع المنتخب البوركينابي وكأنه من الفرق الصغيرة التي يسهل تجاوزها في الدور التصفوي الأخير بالنظر إلى عدم مشاركة هذا المنتخب في أي حدث عالمي، لكن المتتبعين يعتبرون بوركينافاسو من أفضل الفرق الإفريقية في تصفيات المونديال التي تأهل إلى دورها الفاصل باستحقاق رغم خسارته على البساط أمام الكونغو، وهو ما سمح له بالتقدّم في ترتيب الإتحاد الدولي لكرة القدم لينافس تونس على التواجد في المستوى الأول في القرعة. سنواجه منتخبا لا يخسر بأكثر من هدف تفاؤل الجمهور الجزائري والمختصين بنتائج القرعة خاصة بإجراء مباراة العودة في الجزائر مشروع، لكن على الجميع أن يتذكّروا أنّ "الخضر" سيواجهون نائب بطل إفريقيا ومنتخبا يتمتع باستقرار وانسجام كبيرين في جميع خطوطه ويصعب هزمه خارج الديار بأكثر من هدف بالنظر إلى قوة دفاعه، وهو ما سيجعل مهمة أشبال حليلوزيتش صعبة خلافا لما قد يعتقد الجزائريون حتى لا يتكرر سيناريو غرور المنتخب المصري بنتائج قرعة تصفيات المونديال السابق والذي مكّن الجزائر من استغلاله لكسب ورقة المشاركة في أول مونديال إفريقي. مباراة جوان قد تغالطنا كثيرا ولعل من المؤشرات التي زادت الجزائريين تفاؤلا بنتائج القرعة وتأكيد حليلوزيتش بأنه متخوّف فقط من عدم جاهزية لاعبيه قبل موعد اللقاء الفاصل أكثر من المنافس في حد ذاته، هو الفوز المقنع ل "الخضر" أمام المنافس ذاته في المباراة الودية شهر جوان الفارط بثنائية، رغم أن هذا الاختبار كان ودّيا وغاب عنه أهم لاعبي "الخيول"، وهو ما قد يغلط المتتبعين وحتى الطاقم الفني الذي عليه بمراجعة مباريات هذا المنتخب في التصفيات الأخيرة وفي دورة جنوب إفريقيا ليتأكد بأنه أفضل حالا ومستوى من مصر والكاميرون الغائبين عن دورة جنوب إفريقيا الأخيرة.