شكلت لقطة ركلة الجزاء التي أعلنها الحكم مونيز فيرنانديز ل ريال مدريد أمام المضيف إلتشي ليلة أول أمس الأربعاء في إطار الجولة السادسة من "الليغا" الحدث الأبرز في الصحف الإسبانية يوم أمس، حيث كان هناك شبه إجماع على أن قرار الحكم مشكوك كثيرا في صحته، خاصة وأن لقطات الإعادة لم تظهر أن المدافع المدريدي بيبي تعرض لأي شد أو مضايقة من طرف كارلوس سانشيز على هامش تنفيذ الركنية، وإضافة لهذه الشكوك فإن الأمر الآخر الذي أثار الجدل هو خرجة جيرارد بيكي مدافع برشلونة عقب المواجهة وتعبيره عن عدم تجرعه لركلة الجزاء التي فاز على إثرها الريال وأبقى الفارق عن البارصا أول الترتيب عند نقطتين اثنتين فقط. لم يتجرع ركلة الجزاء ووصفها ب"الفيلم الكوميدي" وتمثلت خرجة لاعب مانشستر يونايتد يونايتد السابق في إطلاقه لتغريدة عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عقب إعلان ركلة الجزاء قائلا: "أنا بصدد مشاهدة فيلم كوميدي عبر قناة كانال + ليغا، الأمور تسير دوما على ما يرام في هذا التوقيت" وهو الكلام الذي أحدث ضجة حقيقية لدرجة أن بعض لاعبي النادي الملكي سارعوا للرد عليه بطريقة قوية (لاحظ تصريحات الحدث)، دون الحديث عن أنصار "الميرنغي" الذين ضاقوا ذرعا من بيكي وتصرفه هذا الذي يأتي بعد أيام من تصريحه الشهير، والذي لمح من خلاله لكون الريال يحظى بامتيازات من أحد البنوك سهلت عليه القيام بصفقاته.
الصحافة الكتالونية هاجمت الحكم مونيز واتهمته بالانحياز ل"الملكي" ولم يتوقف الأمر عند استفزازات بيكي فقط، بل شنت الصحافة الكتالونية يوم أمس هجوما لاذعا على الحكم مونيز واتهمته بأنه هو من أهدى الفوز ل الريال، واستدل الإعلاميون البرشلونيون في كلامهم هذا على أن ركلة الجزاء احتسبت في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، في حين أن الوقت الذي تمت إضافته قدر بثلاث دقائق، كما أن الاحتكاك الذي وقع بين بيبي ولاعب إلتشي لا يستحق الإعلان عن ركلة جزاء، وإنما كان يجب على الحكم تصفير خطأ على المدافع البرتغالي، كما تمت الإشارة إلى أن المدافع سيرجيو راموس كان يستحق الخروج بالبطاقة الحمراء حسب وجهة نظر الكتالان دائما.
الإحصائيات تؤكد إعلانه 13 ركلة جزاء ل مدريد في 32 مباراة في ذات السياق، لمحت "سبورت" و"إل موندو ديبورتيفو" إلى أن الحكم مونيز يعتبر حكما مدريديا بامتياز، واستندت في كلامها هذا على الإحصائيات التي تبين أن هذا الحكم صاحب الأصول البلجيكية قام بالإعلان عن 13 ركلة جزاء ل الريال خلال 32 مباراة حكمها للفريق الملكي طوال مسيرته الاحترافية الممتدة على أكثر من 13 سنة، وأضافت ذات المصادر أنه لم يسبق لأي حكم في "الليغا" الإسبانية وأن صفر هذا العدد من ركلات الجزاء لفريق معين طوال تاريخ الدوري.
المدريديون استغربوا الحملة وردوا على الغريم التقليدي بالأرقام وفي المقابل، لم تمر حملة الكتلان على الحكم وتشكيكهم في نزاهة فوز الريال في ملعب "مانويل مارتينيز فاليرو" ليلة أول أمس مرور الكرام في العاصمة الإسبانية، حيث ردت الصحافة المدريدية بقوة مستغربة هذه الحملة التي ضخمت كثيرا حادثة إلتشي رغم أن الأخطاء التحكيمية شيء وارد في عالم كرة القدم – حسبها -، كما أن الخطأ لم يكن خطأ دراميا لأنه جاء في بداية الليغا وليس في مراحلها النهائية، وبالتالي فإن الأمر لا يستدعي كل هذا التهويل حسب الجانب الملكي.
ذكروهم بأن مونيز هو من حكم مباراة برشلونة وإشبيلية وإضافة للتأكيد على الفوز النزيه وأن الأخطاء التحكيمية تبقى واردة، ردت الصحافة المدريدية على الإحصائيات التي روجتها صحف الغريم التقليدي عن أن مونيز يميل للريال، مثل إحصائية أن برشلونة تلقى خسارة وحيدة فقط من أصل 23 مباراة تحت تحكيم مونيز، وتلقي لاعبي البلاوغرانا للبطاقة الحمراء لهذا الحكم في مناسبتين مقابل ثلاث مناسبات للميرينغي، وكلها دلائل تنفي – حسب الصحافة المدريدية - تهمة الميول العاصمية لصاحب الأصول البلجيكية، ومن جهة أخرى، ذكرت أطراف مدريدية دائما بأن مونيز هو نفسه الحكم الذي أدار مباراة برشلونة وإشبيلية في الجولة الرابعة (3-2)، حيث أثار الجدل حينها بعدم إحتساب هدف الأندلسيين عن طريق خوان كالا وتمديده الوقت بدل الضائع، وتساؤل المدريديون أين كان البرشلونيون حينها ولماذا لم يتكلموا عن الحكم.
"كلاسيكو 26 أكتوبر" اشتعل من الآن وبالنظر إلى الأزمة التي اندلعت بين الصحافة المدريدية ونظيرتها البرشلونية أمس، والتي انطلقت شرارتها بركلة الجزاء في مباراة إلتشي وتغريدة بيكي عبر "تويتر"، يمكن القول أن الكلاسيكو الكبير المنتظر بين الغريمين اشتعل قبل أوانه، فرغم أن تاريخه هو يوم 26 أكتوبر المقبل في إطار الجولة العاشرة من "الليغا"، إلا أن المعطيات الحالية تشير إلى أن الحساسية بين الجانبين تتصاعد بوتيرة كبيرة، وهو أمر يوحي بأن موقعة "كامب نو" بعد حوالي شهر من الآن ستكون نارية، وستجلب اهتمام عشاق الكرة عبر العالم أجمع مثلما جرت عليه العادة خاصة خلال السنوات الأخيرة.