اهتز العالم أجمع في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس الخميس لخبر وفاة الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا عن عمر يناهز 95 سنة إثر صراع طويل مع مرض على مستوى الرئة، هذا وتفاعل الإعلام العالمي مع الحدث كثيرا، كما أن شبكات التواصل الاجتماعي على غرار "فايس بوك" و"تويتر" شهدت حركة غير عادية وتم تداول اسم مانديلا بدرجة خيالية، علما أن كبريات الصحف الرياضية في القارة الأوروبية تكلمت عن هذا الحدث ووضعته في صفحاتها الأولى، على غرار يومية "لاغازيتا ديلو سبورت" الإيطالية التي عنونت "وداعا مانديلا، بطل الإنسانية"، و"كورييري ديلو سبورت" التي عنونت "وداعا مانديلا بطل الجميع". علاقته بكرة القدم ليست كبيرة وحرم من ممارستها أيام سجنه لم يأت هذا التفاعل منقطع النظير من عالم الكرة تجاه الأسطورة مانديلا بسبب علاقته بالمستديرة الساحرة أو شيء من هذا القبيل، وإنما بسبب كونه قدوة من خلال مسيرته الكبيرة كمناهض لنظام "الأبارثيد" العنصري في جنوب إفريقيا، وبالحديث عن الصعيد الكروي، فإن علاقة نيلسون بالكرة تعود لزمن بعيد رغم أنها ليست بالكبيرة (كان يحب الملاكمة والريغبي وخاصة الغولف في شبابه)، حيث تم تنظيم مسابقات كروية بين سجناء جزيرة "روبن" التي سجن فيها الرجل المكنى "ماديبا" بداية من ستينيات القرن الماضي ولغاية الثمانينيات، ولم يكن لاعبا ضمن الفرق المشاركة حينها بسبب عزله عن بقية السجناء ممارسي الكرة من طرف حراس جزيرة "روبن".
ساهم بشكل كبير في تنظيم بلاده ل"الكان" وكأس العالم وبعد زوال نظام "الأبارثيد" العنصري مع بداية تسعينيات القرن الماضي وخروج نيلسون من السجن، صار دور المتوفى كبيرا في تطور جنوب إفريقيا في مختلف المجالات، ومن بينها مجال الرياضة وكرة القدم، حيث كان له وزن كبير في حصول بلاده على شرف تنظيم كأس أمم إفريقيا 1996 والتي توج بها منتخب البلد المنظم، وأيضا كأس العالم 2010، إذ أصبحت جنوب إفريقيا حينها أول بلد إفريقي ينظم هذا المحفل الأكبر في عالم المستديرة الساحرة، ومن باب حرصه على إنجاح المونديال، فقد تحدى نيلسون مرضه وقام بزيارة ملعب "سوكر سيتي" ب جوهانسبورغ في جويلية 2010، وحيى الجماهير الحاضرة في حفل اختتام الحدث.
هذه هي المباراة الأوروبية التي حضرها، ونجوم كبار زاروه وباستثناء مباريات الكرة التي حضرها في بلاده، لم يتواجد قاهر "الأبارثيد" في أي حدث كروي كبير خارج جنوب إفريقيا سوى في مرة واحدة، وذلك على هامش زيارته ل إنجلترا سنة 2005، حيث تواجد حينها في مدرجات ملعب ليدز يونايتد وشاهد مباراة لنجم دفاع جنوب إفريقيا لوكاس راديبي، كما التقى "ماديبا" خلال حياته مع عديد نجوم الكرة الذين تهافتوا على لقائه وزاروه في بلاده، على غرار الجيل الذهبي لمنتخب فرنسا، فريق مانشستر يونايتد وفريق مانشستر سيتي، وفي إطار الحديث عن علاقة نيلسون بالكرة، تجدر الإشارة كذلك إلى أن منظمته الخيرية التي تحمل اسمه مرتبطة بعقد مع نادي سندرلاند الإنجليزي.
مختلف أساطير الكرة تفاعلوا مع الحدث وميسي لم يظهر وإضافة لشعوب العالم ومشاهير الفن والسياسة، لفت مشاهير الرياضة وخاصة كرة القدم الانتباه من خلال تفاعلهم مع حادثة الوفاة وإشادتهم بالراحل، ومن أبرز هؤلاء كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الذي كتب عبر "تويتر": "ستبقى معنا دائما يا مانديلا" بيلي أسطورة الكرة الذي قال أن "ماديبا" كان بطله، إضافة لعديد النجوم أمثال أليساندرو ديل بيرو أسطورة جوفنتوس ولاعب سيدني الأسترالي حاليا، سيرجيو أغويرو وإدين دزيكو لاعبي مانشستر سيتي، نيجل دي يونغ لاعب ميلان، ريو فيرديناند لاعب مانشستر يونايتد، أما ليونيل ميسي نجم برشلونة فلم يشر - لغاية أمسية أمس – ل مانديلا تماما سواء عبر "إينستاغرام" أو "فايس بوك"، وهو أمر فاجأ متابعيه.
بيكام: "إنه شخص طيب وشجاع وشرف لي معرفته" وإضافة للأسماء سابقة الذكر، فإن النجم الكروي الذي لفت تفاعله مع وفاة الزعيم الجنوب إفريقي أكبر نسبة من الانتباه هو الإنجليزي المعتزل دافيد بيكام، والذي كان يملك علاقة صداقة شخصية مع الراحل والتقاه من قبل، حيث كتب "بيكس" عبر صفحته في موقع التواصل "فايس بوك"، التي تضم أكثر من 30 مليون معجب، إثر سماعه الخبر: "قلبي متضامن مع شعب جنوب إفريقيا وعائلة السيد مانديلا عقب هذا الحدث، لقد خسرنا رجلا طيبا وشجاعا، كان شرفا كبيرا لي أنني تعرفت على شخص محبوب من شريحة كبرى من الناس مثله".