لم ينجح لوران كريم أغوازي في فرض منطقه مع ناديه الحالي "كون" الناشط في الدرجة الفرنسية الثانية، رغم الثقة الكبيرة التي وضعها الطاقم الفني والإدارة فيه قبل بداية الموسم الجاري من خلال منحه شارة القيادة، وذكرت تقارير صحيفة أن الفريق الفرنسي يحاول دفع الدولي الجزائري للرحيل هذا الشتاء، وهو بصدد التعاقد مع لاعب جديد ينشط في نفس منصبه لأنه فشل في الإقناع حتى وإن كان يشارك بصفة منتظمة في الأشهر الفارطة، وهو ما يعطينا نظرة عن الوضعية الحالية التي يعشيها صاحب 29 عاما، والذي يبقى واحدا من اللاعبين الموجودين ضمن القائمة الموسعة للناخب وحيد حليلوزيتش. استدعي ل "الخضر" وهو في أسوأ أحواله أُثار استدعاء لاعب "كون" للمنتخب الوطني موجة من الاستغراب في وقت سابق، ليس لأن المنتخب غير متعود على استقبال لاعبين ناشطين في الدرجات الثانية، بل لأن قدوم أغوازي تأجل كثيرا وجاء بعد تراجع مستواه، بما أنه لاعب سبق له أن نشط في الدرجة الأولى مع ماتز وبولون سير مار، لكنه لم يتلق دعوة "الخضر" حينها، قبل أن يجده نفسه مستدعى خلال تصفيات كأس العالم 2014 في وقت ينشط فيه في الدرجة الثانية، وعجز الآن عن فرض منطقه أيضا مع ناديه الحالي الذي يحاول إجباره على المغادرة، وهي معطيات توضح أن استدعاء أغوازي إلى المنتخب غير منطقي.
كان من الأجدر الاستعانة بشاب مثل عبيد لا نتحدث عن عدم منطقية استدعاء لاعب مقبل على الدخول إلى الثلاثينيات من عمره، إلا لمعرفتنا أن هناك العديد من الخيارات في وسط الميدان الدفاعي، والتي تجعل حليلوزيتش غير مجبر إطلاقا على الاستعانة بخدمات أغوازي، وكان من الأجدر للتقني البوسني الاعتماد على لاعب شاب مثل مهدي عبيد ومنحه الفرصة، ويبقى واحدا من الخيارات الكثيرة، خاصة إذا ذكرنا أن عبيد أصبح يلعب في مباريات كثيرة منذ منتصف الموسم الفارط بعد انضمامه إلى سان جونستون الأسكتلندي وبعدها باناثينايكوس اليوناني، كما سبق له حمل الألوان الوطنية مع المنتخب الأولمبي والاستعانة بخدماته منطقية أكثر.
يبقى من المرشحين للعب المونديال رغم كل شيء حتى إن كان أغوازي يعيش وضعية سيئة للغاية، إلا أن حظوظه في تسجيل مشاركة تاريخية في نهائيات كأس العالم تبقى قائمة، وهو ما قد لا يحلم به لاعبون آخرون أفضل منه في الوقت الراهن، وهذا كله بسبب سياسة حليلوزيتش التي أكدها أكثر من مرة بخصوص عدم استدعائه لاعبين جدد إلى قائمته المعنية بحضور المونديال، وسيختار التقني البوسني من قائمته الموسعة التي عمل معها سابقا، ولا يستبعد في هذه الحالة أن يجد أغوازي نفسه يلعب مونديال البرازيل، إذا ما قدر حدوث إصابات في صفوف "الخضر"
سياسة حليلوزيتش تقلص الخيارات على المنتخب إذا نظرنا للسياسة التي يحرص حليلوزيتش على انتهاجها، فسنعرف أن المنتخب لن يستفيد من خيارات كثيرة قبيل مشاركته في مونديال البرازيل، عكس ما هو معمول به في جميع المنتخبات تقريبا، ومن المنطقي أن يعتمد "كوتش وحيد" في خياراته على ما يقدمه اللاعب قبل أشهر قليلة عن الموعد العالمي، بدل أن يجهز قائمة موسعة ويغلق الأبواب على لاعبين قد يتألقون لاحقا، بما أنه يريد المحافظة على استقرار المجموعة مثلما صرح سابقا، لكن ما هي مهمته إذا فشل في إدماج لاعب جديد أو نجح وافد في فرض منطقه؟، وهي حجة واهية ستجعل المنتخب أكبر خاسر بالتأكيد.