رغم أن الخسارة تعتبر جزءا من رياضة كرة القدم ولا يمكن السير دون التذوق من كأسها مهما كانت قوة الفريق، إلا أن التعثر الأخير لنادي برشلونة في معقله "كامب نو" وأمام جماهيره وبنتيجة 2-3 أمام فالنسيا يؤكد وجود بعض الأخطاء على المستويين الإداري والفني ... فنادي برشلونة غير متعود على تلقي ثلاثة أهداف على أرضه حتى في مراحل الضعف، ولكن النادي الكتالوني أصبح يلدغ من نفس الجحر أكثر من مرة، ولم تعتبر الإدارة من الخسارتين القاسيتين أمام بارين ميونيخ 4-0 ذهابا في ألمانيا و3-0 إيابا في "كامب نو"، وكذا ثلاثية الريال في "كامب نو" أيضا خلال إياب نصف نهائي كأس الملك، ليأتي الدور هذا الموسم على أندية أجاكس، بيلباو وفالنسيا التي فكت شفرة تاتا مارتينو وفازت على البارصا، وإذا كان بقاء الفريق في الصدارة ل 59 جولة متتالية الشجرة التي غطت غابة الأخطاء الدفاعية، فإن القوة الهجومية للفريق أنست البعض في النقص الدفاعي الكبير الذي يواجهه الفريق أيضا. أين هي صفقات هوميلز، دافيد لويز، كومباني والبقية...؟ يتذكر الكثير من المتتبعين خاصة محبو نادي برشلونة الوعود الكثيرة التي أطلقتها إدارة النادي منذ حوالي سنتين عندما كان الإعلام الكتالوني في كل مرة يخرج باسم مدافع جديد يستهدفه النادي، وكان اسم هوميلز مدافع بوروسيا دورتموند الأكثر تداولا في تلك الفترة، وتم طرح اسم البلجيكي كومباني مدافع مانشستر سيتي، ليأخذ البرازيلي دافيد لويز مدافع تشيلسي نصيبه من واجهات الصحف الكتالونية بالتأكيد في كل مرة أنه الأقرب للفريق، ولكن تيتو فيلانوفا الموسم الماضي وتاتا مارتينو هذا الموسم اعتمدا على نفس الأسماء التي كشفت محدوديتها بعد تراجع مستوى بيكي، وتقدم بويول في السن ونقص خبرة بارترا وعدم تأقلم ماسكيرانو مع منصب قلب الدفاع باعتبار أنه وسط ميدان مسترجع.
مارتينو يصر على بيكي وماسكيرانو في الدفاع رغم سلبية الإحصائيات وفي سياق أزمة الدفاع هذا الموسم، نشرت صحيفة "سبورت" الكتالونية أمس تقريرا كشفت فيه عن أرقام ثنائي قلب الدفاع بيكي وماسكيرانو، ورغم أن الكاتب أثنى على اللاعبين والتحسن الملحوظ من حيث الانسجام بينهما، إلا أنه أكد أنه من غير الممكن الاعتماد عليهما مستقبلا، وأضافت صحيفة "سبورت" أن قناعة مارتينو تتمثل في الثنائي ماسكيرانو – بيكي رغم أسلوب تدوير التشكيلة، بالإضافة للاعتماد على المدافع الشاب بارترا أحيانا، وهي الحلول التي وصفتها الصحيفة بالترقيعية، وبلغة الأرقام اتضح أن بيكي وماسكيرانو شاركا في 14 مباراة من 22 التي خاضها الفريق وحققوا 10 انتصارات، تعادلين وخسارتين، في حين تعادلت البارصا مرة واحدة أمام أوساسونا بنتيجة 0-0 في غياب الثنائي عن الدفاع. البارصا ضيعت 12 نقطة في الدوري 10 منها بتواجد بيكي وماسكيرانو بلغة الأرقام دائما، ذكرت صحيفة "سبورت" أن البارصا ضيعت حتى الآن 12 نقطة في الدوري (حصدت 54 نقطة من أصل 66 في 22 مباراة)، وخسر الفريق الكتالوني 10 نقاط بحضور ثنائي الدفاع ماسكيرانو – بيكي من أصل النقاط 12 الضائعة، ومن الناحية الهجومية وتوازن أداء الفريق بحضور الثنائي، سجل النادي 36 هدفا في 14 مباراة شارك فيها اللاعبان بمعدل 2.57 هدفا في المباراة، وتلقت شباك برشلونة في نفس الظروف وعدد المباريات 13 هدفا بمعدل 0.92 هدف للمباراة، أما في مجموع مباريات الفريق في "الليغا" وبعد مرور 22 جولة، سجل 59 هدفا بمعدل 2.68 هدفا للمباراة وتلقى 16 هدفا بمعدل 0.72 هدفا في اللقاء الواحد.
