ظهر عيسى ماندي إلى جانب بن طالب، في أوّل مباراة له مع المنتخب الوطني أوّل أمس الأربعاء أمام سلوفينيا، بمستوى جيّد جعل الجميع يقتنع بأدائه المقدم وأوّلهم المدرب حليلوزيتش، الذي كان حسب مقرّبيه سعيدا جدّا في نهاية المباراة، بكل ما قدّمه الظهير الأيمن لنادي "رامس الفرنسي"، الذي يكون ربح نقاطا كبيرة بشأن مكانة أساسية في "مونديال" البرازيل، مقارنة ببقية منافسيه الذين شغلوا هذا المنصب في المباريات التي سبقت وخاصة الثلاثي: مهدي مصطفى - كادامورو- خوالد، الذي تداول على شغل هذا المنصب في آخر سنتين تقريبا. حليلوزيتش استعمل قبله 6 مدافعين لكن دون أن يقنع واحد منهم وخرج حليلوزيتش بعد مباراة سلوفينيا، لأول مرّة، سعيدا بمردود لاعب أشركه في منصب ظهير أيمن، وهو الأمر لم يُخفه حتى لرجال الإعلام في الندوة الصحفية التي عقدها، ولو أنه فضّل أن لا يمتدح لاعبه كثيرا، حتى لا يغترّ ويُبقي المنافسة بينه وبين زملائه قائمة على منصب اللاعب الأساسي في "مونديال" البرازيل، رغم أن "البوسني" اقتنع أن ماندي ربح نقاطا كبيرة مقارنة بجميع زملائه، الذين لم يقنع أحد منهم سابقا حليلوزيتش، مثلما فعل ذلك لاعب "رامس" أوّل أمس. جدير بالذكر أن 6 لاعبين قبل ماندي تداولوا تحت قيادة حليلوزيتش على شغل منصب الظهير الأيمن وهم: كادامورو، مصطفى، خوالد، حشود، مفتاح ورماش. الجزائر التي أنجبت زوبا، خديس ومرزقان لم تجد لاعبا جيّدا طيلة سنوات ووجد المدرب الوطني مشكلا عويصا منذ تعيينه في العارضة الفنية ل "الخضر" شهر جويلية 2011، تمثل في عدم إيجاده ظهيرا أيمن في المستوى يمكن الاعتماد عليه، لأن جميع من استعملهم ودون التقليل من إمكاناتهم، فإن مستواهم تراوح بين المتوسط والضعيف، وهو ما جعل الكثير من الفنّيين في حيرة لغياب لاعبين بمستوى جيّد في هذا المنصب يؤهّلهم ليكونوا أساسيين دون منازع في التشكيلة الوطنية، رغم أن الجزائر وعبر التاريخ تمكنت من تكوين لاعبين كبار في هذا المنصب، وأكدوا على ذلك حين تقمّصهم الألوان الوطنية، في صورة زوبا، خديس، مرزقان، صادمي وغيرهم من اللاعبين الجيّدين. منذ صادمي وبدرجة أقلّ رحو... "الخضر" لم يجدوا ظهيرا أيمن في المستوى وعلى ذكر صادمي الذي لعب في التشكيلة الوطنية نهاية الثمانينات، يمكن القول إنه كان اللاعب الأخير المتألّق في منصبه مدافعا أيمن مع المنتخب الوطني، حيث ومن وقته إذا استثنينا قليلا سليمان رحو، فإنه لم يبرز أيّ لاعب آخر، والطامة الكبرى أنه أصبح هناك عدد أكبر من اللاعبين الممتازين من الذين يلعبون في منصب ظهير أيسر مقارنة بالذين يلعبون في منصب الظهير الأيمن، وهو ما جعل الأمور تسير بالمقلوب في كرتنا، مادام أنه جرت العادة أن يكون اللاعبون الذين يلعبون بالرجل اليمنى أكثر من الذين يلعبون باليسرى، ومنه تكون الخيارات أكثر وحتما المستوى أفضل. حلول ترقيعية في السنوات الفارطة كان أبطالها "كافالي"، سعدان وحتى "حليلوزيتش" وجعل هذا المشكل الكثير من المدربين الذين تعاقبوا على تدريب "الخضر" في السنوات الأخيرة، يلجؤون إلى الاعتماد على لاعبين آخرين لا يلعبون أصلا في منصب ظهير لسدّ الفراغ الموجود في هذا المنصب، وهو ما حدث مع "جون ميشال كافالي"، الذي حوّل إسماعيل بوزيد من محور الدفاع إلى الجهة اليمنى، في وقت أن المدرب رابح سعدان ذهب بعيدا لمّا غير كلّ الخطة، حيث أصبح المنتخب الوطني يلعب ب 3 مدافعين محوريين وآخرين في الرّواق، وهو ما جعله أثناء تصفيات مونديال 2010 يعتمد على مطمور في هذا المنصب، وبعده قادير في دورة جنوب إفريقيا، حارما "الخضر" من الإمكانات الهجومية الكبيرة لهذا الثنائي. ليطلّ بعدها علينا حليلوزيتش بحلول أخرى ترقيعية، بعد أن حوّل مهدي مصطفى من وسط ميدان دفاعي إلى ظهير أيمن (بن شيخة استعمله قبله أمام المغرب في جوان 2011)، وبعدها فعل نفس الشيء مع كادامورو، الذي ومن محور الدفاع أصبح يلعب ظهيرا أيمن. ------------
حليلوزيتش: "ماندي لعب مباراة جيدة" مردود ماندي المميز في لقاء الأربعاء الماضي لم يذهب دون ثناء حليلوزيتش، الذي أشاد بمستوى ظهير أيمن ريمس لكنه تجنب في ذات الوقت الإفراط في مدحه، وقال مدرب المنتخب الوطني خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة متحدثا بخصوص تقييمه لمستوى ماندي: "ماندي قدم مستوى جيدا جدا في هذه المباراة وبذل جهدا كبيرا مقارنة ببقية اللاعبين، أعتقد أنه حل من الحلول المتوفرة على مستوى الجهة اليمني من الدفاع".
روراوة: "مردود ماندي أسعدني كثيرا" لم يفوت روراوة فرصة الإشادة بمستوى ماندي في لقاء أول أمس، حيث لم يخيبه إطلاقا وهو الذي كان يصر على الناخب الوطني بدعوته ل "الخضر" منذ فترة، روراوة أكد أن مردود لاعب ريمس أعجبه كثيرا، ليضيف قائلا خلال إجابته عن تقييمه للظهور الدولي الأول ل ماندي: "يمكن القول إننا سعداء بلاعبينا الشبان، مردود ماندي أعجبني كثيرا، عمره 21 سنة والمستقبل أمامه".