تلقى عشاق شباب قسنطينة صدمة كبيرة بعد خروج فريقهم من كأس "الكاف" بطريقة مهينة جدا على يد آسيك ميموزا... لتنتهي مغامرة "السنافر" الإفريقية في ثاني مشاركة قارية في الدور الثالث ويتبخر حلم الوصول إلى دوري المجموعات ومواجهة كبار القارة، وإن كان الأنصار والمتتبعون يرون أن إقصاء "السي آس سي" وفشله في بلوغ دوري المجموعات لا يعتبر كارثيا، خاصة لو علمنا مكانة ووزن المنافس الإيفواري آسيك ميموزا في الكرة الإفريقية وخبرته الكبيرة مقارنة بفريق شباب قسنطينة الذي يلعب منافسة دولية هي الثانية فقط في تاريخه ولا يملك التجربة الكافية للذهاب بعيدا في كأس "الكاف"، إلا أن ما حزّ في نفوس عشاق "الخضورة" وكل جمهور ممثل الجزائر الوحيد في كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم هو الطريقة المذلة التي أقصي بها الشباب والهزيمة بسداسية تاريخية، والتي ستبقى وصمة عار في تاريخ المشاركات الجزائرية وغير مقبول تماما ما حدث في ملعب أبيدجان من مهزلة بطلها اللاعبون في الميدان. اللاعبون كانوا يمشون في الميدان وأهانوا ألوان الفريق ولم تكن الهزيمة بسداسية مفاجئة لكل من شاهد المباراة بملعب أبيدجان، أين وقف الحاضرون على فريق واحد فقط في الميدان هو آسيك ميموزا الذي صال وجال بكل حرية وسيطر بالطول والعرض على مجريات 90 دقيقة دون أية مقاومة من لاعبي شباب قسنطينة الذين كانوا جسدا دون روح، وكادت النتيجة أن تكون أثقل لولا وقوع لاعبي ميموزا في فخ التساهل وأهدروا فرصا عديدة للتهديف، في وقت اكتفى جيل ورفاقه بالتفرج على المنافس إلى درجة أن معظم عناصر تشكيلة "السي آس سي" كانت تمشي في الميدان وتناست أن المباراة مهمة جدا في تاريخ النادي القسنطيني ونتيجتها ستكتب ويحفظها التاريخ، والخسارة بسداسية تعتبر إهانة لألوان شباب قسنطينة وللجزائر كذلك كون الشباب يلعب باسم بلد بأكمله سيشارك في مونديال 2014 بالبرازيل، وهو ما لم يدركه اللاعبون- حسب تأكيدات بعض الأنصار- وكانوا خارج الإطار تماما وخذلوا الجميع بتلطيخ صورة "السنافر" قاريا بنتيجة لا يتقبلها أحد. خروج معيزة وإصابة بارتي "كملت عليها" وما زاد من معاناة شباب قسنطينة في الميدان هو خروج عادل معيزة متأثرا بالإصابة وتبعه اللاعب المالي عصمان بارتي، وهما تغييران أثرا كثيرا على مردود التشكيلة وتماسكها في الخط الخلفي كون معيزة وبارتي يعتبران عميدي دفاع الشباب وعنصرين أساسيين في المحور لا يمكن تعويضهما، بالنظر إلى قيمة اللاعبين الفنية ووزنهما في الفريق، وخروجهما أفقد التشكيلة توازنها وقسم ظهرها، وانهار الفريق بعدها كلية والنتيجة تلقي سداسية مذلة وإقصاء مرّ يتحمله اللاعبون بالدرجة الأولى بعد أن أساؤوا تشريف الكرة الجزائرية. حتى سيموندي "يسال فيها" والفريق كان منهار بدنيا وإلى جانب تحميل النسبة الكبيرة للهزيمة إلى لاعبي الفريق الذين كانوا يمشون في الميدان ولم يقدموا أي شيء لمنع "التبهديلة" من الحدوث حتى لا نقول من أجل التأهل، تحمل المدرب الفرنسي برنارد سيموندي هو الآخر كامل المسؤولية في هذه المهزلة والخسارة بسداسية تاريخية ستبقى عارا على "السنافر" والمشاركات الجزائرية في إفريقيا، إذ ظهر التعب والإنهيار البدني واضحا على التشكيلة منذ البداية وظهر ذلك أكثر في الشوط الثاني، والذي كان فيه جميع اللاعبين واقفين ويتمنون تصفير الحكم نهاية المباراة والخروج من الكابوس الذي فرضه فريق "ميموزا"، وهنا وجّه أنصار "الخضورة" أصابع الإتهام للمدرب سيموندي وطاقمه عن سبب الإنهيار البدني الغير مفهوم وماذا كان يعمل خلال التحضيرات. ومهما كان الجواب فالأمر المؤكد أن مدرب "السي آس سي" فشل في تحضيراته للمواجهة وجلب فريقا منهارا بدنيا ومعنويا، وهي حالة فسرها الكثيرون أنها نتيجة حتمية لمنح سيموندي لاعبيه راحة لمدة 4 أيام بعد كل مباراة رغم أن الفريق يتواجد وسط برمجة مكثفة. السطايفية تأهلوا في ظروف أصعب بكثير وبمقارنة بسيطة بين شباب قسنطينة الذي أقصي بسداسية ووفاق سطيف الذي تأهل بفوزه في ڤاروا أمام كوتون سبور، يمكن القول أن مهمة أبناء عين الفوارة كانت أصعب من مهمة أبناء سيرتا والمعطيات كانت كلها ضد الوفاق عكس "السي آس سي"، بداية بالتحضيرات المتدبدبة لعناصر الوفاق وعدم تدربهم طيلة الأسبوع قبل المباراة احتجاجا على عدم تلقيهم مستحقاتهم ومعنوياتهم كانت منحطة، والأسوأ كان في انتظارهم في مدينة ڤاروا الكامرونية بعد الضغوطات التي تعرضوا لها قبل المباراة وما بين الشوطين، ومحاولة الإعتداء عليهم لترهيبهم ودفعهم للخسارة بعد الإعتداء كذلك على الحكم، ورغم كل هذا إلا أن لاعبي الوفاق كانوا رجالا بأتم معنى الكلمة ولعبوا بإرادة كبيرة وفازوا باستحقاق وشرفوا الجزائر، عكس لاعبي الشباب الذين كان كل شيء مهيّئا لهم ولم تكن هناك أي ضغوطات، ومع ذلك انهزموا بسداسية بعد أداء هزيل في الميدان وغياب كلّي للإرادة في التأهل وكأن الأمر لا يعنيهم. خلاصة القول... "السي آس سي" لا تملك تقاليد إفريقية وما يمكن قوله بعد الخروج من الدور الثالث في كأس "الكاف" والإقصاء بسداسية كاملة على يد آسيك ميموزا بأداء غير مشرّف للاعبي الشباب رغم الإمكانيات المتاحة، هو أن "السي آس سي" يفتقد للخبرة الإفريقية اللازمة التي يحوز عليها وفاق سطيف حتى يمكن الحلم أكثر والطموح للذهاب بعيدا في كأس "الكاف"، وأداء أشبال سيموندي الباهت واستسلامهم لقوّة فريق ميموزا يؤكد أن شباب قسنطينة لا يمكنه تقديم أكثر مما قدم في تجربته القارية لعام 2014 بتعداد معضمه يشارك لول مرة في منافسة دولية، ويبقى على فريق "السي آس سي" إدارة ولاعبين استخلاص الدروس من هذا الإقصاء من أجل التحضير لمشاركة أخرى إفريقية بغية تحقيق نتائج أحسن، وقبل ذلك يجب أولا التركيز على البطولة لضمان مرتبة تسمح للشباب بمشاركة دولية الموسم القادم. ----------- كوفي: "مازلت مرتبطا بعام آخر مع ميموزا ومستعد للعب في الشباب" في حوار قصير مع أحسن لاعب في آسيك ميموزا ومسجل ثلاثية في مرمى سيدريك كوفي، أكد هذا الأخير أنه لم يتعرف على شباب قسنطينة وكأنه ليس ذلك الفريق الذي واجهه في لقاء الذهاب، كما أعلن أنه مستعد لتقمص ألوان "السي آس سي" في حالة تلقيه عرض رسمي... سجلت ثلاثية كاملة وكنت وراء فوز فريقك بسداسية، ما قولك؟ أنا سعيد بتسجيلي ثلاثة أهداف كاملة في مرمى شباب قسنطينة ومساهمتي في فوز فريقي بسداسية والتأهل، أتمنى أن نذهب بعيدا في هذه المنافسة وفريق ميموزا قادر على التألق وبلوغ أدوار متقدمة جدا، كما أتمنى حظا موفقا لممثل الجزائر مستقبلا. كيف تقيّم لنا أداء "السي آس سي" الذي لم يجد ضالته أمامكم؟ صراحة لم أتعرف على فريق شباب قسنطينة، فقد كان تائها تماما في الميدان وخيّل لي أنه ليس الفريق الذي واجهناه في لقاء الذهاب بالجزائر، صحيح أننا كنا أقوياء وأدينا لقاء في القمّة ولم نترك أية فرصة للمنافس، إلا أن أداء هذا الأخير الباهث كان محيّرا وسهل لنا المهمة، ربما السبب يعود إلى درجة الحرارة المرتفعة والمناخ... أنا لا أعرف السبب. إدارة الشباب تسعى للتعاقد معك، هل أنت مستعد لقبول العرض؟ حاليا أنا لاعب في آسيك ميموزا وتركيزي منصب على فريقي، أنا مرتبط لعام آخر مع النادي، لكن لا أخفي كذلك رغبتي في الإحتراف والجزائر قد تكون بوابتي لذلك، لذا فلو يصلني عرض رسمي من "السي آس سي" فأنا مستعد للمجيئ إلى قسنطينة وتقمص ألوان ناديها وتقديم الإضافة المنتظرة مني، وحين أتلقى العرض رسميا سيكون هناك كلام آخر. --------------- الوفد "تمرمد" في رحلة العودة... تنظيم سيّئ لرحلة العودة بسبب جهل البعثة لتوقيت وصول الطائرة إلى أبيدجان عاش وفد شباب قسنطينة حالة مزرية في مطار أبيدجان بعد نهاية اللقاء، وهذا بعد بقائهم لساعات بالمطار في انتظار وصول الطائرة الخاصة بشركة "طاسيلي" القادمة من الجزائر وعدم علم البعثة القسنطينية بموعد وصول الطائرة بالضبط، وهو ما خلق حالة من القلق والملل وحتى الفوضى للقسنطينيين بمطار أبيدجان، قبل أن يأتي الفرج في ساعة متأخرة من سهرة الأحد بعد معاناة كبيرة. الطائرة وصلت إلى مطار أبيدجان على 22:50 وبعد طول انتظار ودون حصولها على أية معلومات فيما يخص توقيت وصول الطائرة الخاصة بشركة "طاسيلي"، جاء الخبر السار في حدود الساعة العاشرة و50 دقيقة ليلا من سهرة الأحد بوصول طائرة "طاسيلي" إلى مطار أبيدجان بعد ساعات من الإنتظار في ظروف مزرية، يذكر أن بعثة "السنافر" حزمت أمعتها وغادرت الفندق مباشرة بعد المباراة ظنا منها أن الطائرة كانت في الإنتظار، قبل أن يكتشفوا أن رحلة "طاسيلي" ستتأخر لتوقيت غير معلوم وتحتّم على الوفد الإنتظار حتى 22:50. سفير الجزائر بكوت ديفوار ودّع الوفد في الفندق بعد اللقاء وقبل التنقل إلى مطار أبيدجان، استغل سعادة سفير الجزائر بكوت ديفوار قناد بومدين الفرصة للتنقل إلى فندق "ايبيس بلاطو" لتوديع الوفد القسنطيني كرما منه بعد حسن الضيافة والتسهيلات التي وفرها للقسنطينيين منذ حلولهم بأرض الفيلة، وقام جميع أفراد وفد "السي آس سي" بشكر السفير قناد بومدين على كل ما قام به قبل التوجه مباشرة إلى المطار. عضو السفارة بوعدلاوي بقي رفقة الفريق في المطار من جهته، توجه عضو سفارة الجزائر بكوت ديفوار بوعدلاوي إلى مطار أبيدجان وسهر على راحة الفريق وإجراءات مغادرة كوت ديفوار، كما وقف على كل كبيرة وصغيرة تخص البعثة القسنطينية إلى غاية إقلاع الطائرة من العاصمة الإقتصادية الإيفوارية. التوجه كان مباشرة إلى ڤاروا الكامرونية لأخد وفد الوفاق وبعد القيام بالإجراء ات القانونية لمغادرة الأراضي الإيفوارية، أقلعت الطائرة الخاصة بشركة "طاسيلي" مباشرة إلى الكامرون، وبالضبط إلى مطار مدينة ڤاروا أين كان وفد وفاق سطيف في الإنتظار بعد تأهله المستحق إلى دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا، وقد استغرقت الرحلة حوالي 4 ساعات من كوت ديفوار إلى الكامرون قبل أن تقلع الطائرة من جديد من مطار ڤاروا إلى مدينة قسنطينة في رحلة دامت لساعات. لاعبو الشباب جلسوا في مؤخرة الطائرة وتحاشوا الحديث مع لاعبي الوفاق وقبل الوصول إلى مطار ڤاروا بالكامرون، لوحظ أن معظم لاعبي شباب قسنطينة أخذوا من مؤخرة الطائرة مكانا لهم حتى يتحاشوا ويتجنبوا الحديث مع لاعبي وفاق سطيف بالنظر إلى الحالة المعنوية المختلفة للطرفين، إذ فضل معيزة، سيدريك ودراڤ البقاء في الخلف وعدم الحديث عن اللقاء حتى ينسوا قليلا ما حدث لهم في أبيدجان وتفادوا العودة إلى تفاصيل النتيجة المخزية التي منيوا بها. الوصول إلى مطار محمد بوضياف على 10:30 وبن طوبال وحمّار كانا في الإستقبال وبعد ساعات من إقلاع الطائرة من مطار مدينة ڤاروا بالكامرون، حطت طائرة شركة "طاسيلي" بمطار قسنطينة محمد بوضياف في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا ليوم أمس الإثنين، وكان في استقبال وفدي الشباب والوفاق رئيسا الناديين بن طوبال وحمّار، أين هنأ الرجلان لاعبي سطيف على إنجازهم المستحق ورفعا معنويات القسنطينيين الذين كانوا محبطين بعد الإقصاء بسداسية، ليفترق بعدها الجميع من مطار قسنطينة ويتنقل كل فرد إلى منزله. ------------- بارتي قضى ليلة الإثنين بمستشفى أبيدجان بعد تعرضه لإصابة في لقاء آسيك ميموزا ونقله إلى المستشفى مباشرة بعد نهاية المباراة، قضى اللاعب المالي في صفوف شباب قسنطينة عصمان بارتي ليلة الإثنين في مستشفى المدينة ولم يعد رفقة الفريق إلى قسنطينة، إذ لم يغادر المستشفى حتى استقرت حالته. يكون قد غادر أمس إلى مالي ومنتظر بقسنطينة ويكون المدافع الدولي المالي السابق عصمان بارتي قد غادر مستشفى أبيدجان أمس الإثنين متوجها إلى مالي أين سيحل بمنزله، قبل أن يتنقل من جديد إلى قسنطينة لمزاولة التدريبات والتحضيرات مع الفريق للإستحقاقات القادمة والتحديات المقبلة التي تنتظر "السي آس سي" في البطولة. زرداب امتطى الطائرة من أبيدجان إلى الجزائر العاصمة لم يعد لاعب شباب قسنطينة زهير زرداب رفقة وفد الفريق إلى قسنطينة في طائرة "طاسيلي" التي تنقلت قبل ذلك إلى الكامرون لاصطحاب وفد وفاق سطيف، إذ فضل اقتناء تذكرة من أبيدجان إلى الجزائر العاصمة مباشرة وعدم تضييع الوقت والإنقاص من مشقة السفر، وقد كلّف الأمر دفع زرداب لمبلغ 5 ملايين سنتيم بعملتنا. أداء دراڤ أثار استياء الجميع أثار أداء مهاجم "السي آس سي" محمد دراڤ في لقاء آسيك ميموزا استغراب واستياء الجميع بعد أن أدى إحدى أسوأ مقابلاته منذ انضمامه للشباب الصيف الماضي، وكان طيلة 90 دقيقة يتفرج في مكانه دون أي تأثير أو قيمة في الميدان، ولم يقدم اللاعب السابق لشبيبة بجاية ما كان منتظرا منه رغم امتلاكه خبرة في الميادين الإفريقية مع بجاية، مولودية الجزائر وشبيبة القبائل. سيدريك لم يتجرّع السداسية ولم يتناول وجبة العشاء كان حارس شباب قسنطينة الدولي سي محمد سيدريك أشد المتأثرين بالهزيمة الثقيلة والمذلة بعد أن دخلت شباكه ستة أهداف كاملة لم يسبق وأن تلقاها طيلة مشواره الكروي، ولم يتجرّع حارس "السي آس سي" ما حدث لفريقه أمام ميموزا إلى درجة أنه رفض تناول العشاء وفضل الإنعزال بمفرده، وتجنب الحديث مع زملائه من شدة تأثره بالنتيجة. فكّر في مصيره مع المنتخب وفي مونديال البرازيل ولم يكن رد فعل الحارس سي محمد سيدريك بعد تلقي شباكه سداسية نابعا من العدم، بل فكّر جديا في مصيره مع المنتخب الوطني بعد أن دخلت شباكه 6 أهداف في لقاء واحد وقبل شهرين أو أقل من تحديد القائمة النهائية للمنتخب التي ستشارك في مونديال البرازيل، وهو الذي يعلم جيدا أن الصراع بينه وبين زماموش، مبولحي ودوخة قد بلغ ذروته من أجل 3 مناصب في كأس العالم لتمثيل الجزائر، وما حدث له رفقة شباب قسنطينة ليس في مصلحته أبدا وقد ينقص من أسهمه قبل عملية اختيار قائمة 23 لاعبا من قبل الناخب الوطني حليلوزيش. غير محظوظ مع الإيفواريين وتلقى هدفه 9 في أبيدجان ويعتبر حارس "السي آس سي" غير محظوظ أبدا مع الفرق الإيفوارية، بعد أن سبق له الخسارة بثلاثية أمام فريق أكادمية ديالو الإيفواري في أبيدجان لما كان حارسا لشبيبة بجاية في كأس إفريقيا، ليصبح المجموع 9 أهداف دخلت شباك الحارس المغترب في لقاءيه أمام ناديين من كوت ديفوار. ------ مدلل "السنافر" يفتح قلبه ل "الهداف" ويكشف وجهه الآخر... عصمان بارتي: "بكيت بحرقة بعد إقصاء الشراڤة، لم أخن الشباب يوما ورغبتي في العودة للمنتخب قد تدفعني للمغادرة" "مسؤولو الترجي التونسي طلبوني في 2011، حزنت لتضييع الاحتراف في ويست هام وأتمنى اللعب في الدوري الانجليزي" "الإتحادية المالية حرمتني من الاحتراف في أوكسير بسبب الشان" "هذا ما جرى بيني وبين فغولي في واڤادوڤو وتعرفت على سيدريك هناك" "فوفوزيلا جنوب إفريقيا رائعة، لكن ما يصنعه السنافر في المدرجات أروع" "تأديتي لصلواتي بالقرب من جيل جعلته يستفسرني عن الإسلام ونڤومو اقترب من نطق الشهادتين" "سائقي الخاص جعلني مدمن كسكسي وتليتلي وقسنطينة سحرتني من أول يوم" "كنت وراء إسلام زوجتني، سميت ابني قمر الدين وأبي إمام يتكلم العربية الفصحى بطلاقة رفقة إخوتي" "كانوتي يتبرع بمنحه في المنتخب، كان يمنحني إيّاها وسايدو كايتا استشارني قبل أن يتنقل إلى برشلونة" "أعتز بإسلامي وأشعر بالفخر كلما ذهبت لأداء صلاة الجمعة والتفى بي الأنصار" استقبلنا مدلل "السنافر" الدولي المالي "عصمان بارتي" بمنزله بالمدينة الجديدة الأسبوع الماضي، وخصنا بهذا الحوار الشيّق الذي يكشف وجهه الآخر، إذ حدثنا عن عديد الأمور التي تخصه وتخص مستقبله الكروي، ولعل في مقدمتها انتمائه للدين الإسلام، ورغبته في الاحتراف بأوروبا للعودة للمنتخب المالي في أسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى تجربته مع شباب قسنطينة والتي وصفها بالرائعة رغم النكسات التي تعرض لها هذا الموسم، بالإضافة إلى عدة أمور أخرى ستكتشفونها في هذا الحوار المطول. مرحبا "عصمان"، شكرا لك على استقبالنا بمنزلك بالمدينة الجديدة وكيف هي الأحوال؟ أهلا بكم، أنا في صحة جيدة وكل أموري تسير على أحسن ما يرام، مرحبا بكم في منزلي بالمدينة الجديدة وهو مفتوح لكم في كل وقت تريدون فيه القدوم. نود أن نتحدث معك عن تجربتك مع شباب قسنطينة ومشوارك الرياضي لحد الآن... أنا تحت تصرفكم وسأحاول أن أجيبكم على جميع تساؤلاتكم وتساؤلات جماهير الشباب التي أكن لها محبة من نوع خاص، باعتبارها واحدة من أروع الجماهير التي لعبت أمامها طيلة مشواري الرياضي. نريد أن نبدأ معك من الطريقة التي جئت بها إلى شباب قسنطينة، كيف كانت الاتصالات وكيف اقتنعت باللعب في الجزائر؟ أولا، يجب أن أخبركم بنقطة مهمة وهي أنني كنت أعيش كالملك في جنوب إفريقيا، إذ كنت أحظى بمعاملة من نوع خاص سيما من قبل رئيس النادي الذي كنت ألعب له، إذ كان يكني لي محبة كبيرة جدا ورفض السماح لي في البداية بالانتقال إلى أي ناد آخر رغم العروض الكثيرة التي وصلتني، قبل أن أتمكن من إقناعه في الأخير بضرورة تغيير الأجواء لأن رغبتي الكبيرة في العودة للمنتخب المالي تقتضي الاحتراف، أوّد أن أخبركم بالاتصالات التي كنت أحوز عليها لما كنت أنشط في جنوب إفريقيا. تفضل، نوّد أن نعرف الأندية التي كانت مهتمة بخدماتك قبل قدومك ل"السنافر"... كما سبق وأن قلت لكم، لقد أبدت العديد من الأندية رغبتها في ضمي، خصوصا بعد نهائيات كأس أمام إفريقيا بأنغولا، لقد شاركت بانتظام خلال تلك الدورة وقدمت مردودا طيبا مع نسور مالي جعلني محط أنظار عدة نوادي كبيرة على غرار نادي الترجي التونسي، إذ طلبوا خدماتي في 2011، لكن رئيس فريقي في جنوب إفريقيا رفض مغادرتي قبل أن أتلقى اتصالا من نادي "ويست هام" الانجليزي، لكن الأمور لم تسر معي كما كنت أرغب وضيعت بذلك فرصة الاحتراف بالدوري الانجليزي، لقد حزنت كثيرا للأمر، خصوصا أن مثل هذه الفرص لا تأت دوما، على العموم لست نادما لأن الوقت لا يزال أمامي للانتقال لأحد الدوريات الأوروبية. وكيف نجحت في الانتقال إلى الشباب بعد ذلك؟ بعد رفض مسؤولي فريقي في جنوب إفريقيا السماح لي بالانتقال إلى أحد النوادي التي طلبت خدماتي في تلك الفترة، فقدت مكانتي مع المنتخب المالي بعد ذلك مباشرة، خصوصا أن الناخب الوطني قد أخبرني بأنه لا يعتمد سوى على اللاعبين الذين ينشطون بكبرى الدوريات الأوروبية، لقد حزنت كثيرا لإبعادي من المنتخب واقتربت من رئيس فريقي وطلبت منه السماح لي بالمغادرة، وقد تفهم موقفي وأخبرني بأنه مستعد لتسريحي عند أول عرض يصلني، وهنا ظهر نادي شباب قسنطينة على الخط، إذ اتصل بي أحد المقربين من الفريق وجس نبضي حول إمكانية الانتقال إلى الشباب، لم أستطع الإجابة على العرض، إذ طلبت مهلة للتفكير ودراسة العرض وبعدها قررت. كيف اقتنعت باللعب في "الخضورة"، هل كنت تملك معلومات عن هذا الفريق؟ لقد حاولت بعدها مباشرة معرفة أهم الأخبار على شباب قسنطينة، لم أجد أي سبيل سوى استعمال الأنرتنت، ولقد تفاجأت بكبر هذا النادي وجماهيريته، لقد أذهلتني تلك الفيديوهات التي شاهدتها وتلك الصور التي كان يصنعها الأنصار سواء بمدرجات حملاوي أو خارجها، وهو الأمر الذي جعلني أربط الاتصال مباشرة بذلك المناجير الذي اتصل بي، إذ أخبرته باستعدادي لحمل الألوان الخاصة ب "الخضورة"، وهو ما جعل الاتصالات تتقدم، إذ سجلت حضوري بمدينة الجسور المعلقة وأنهيت إجراءات انتقالي للشباب. ولكنك أصريت على الرحيل في "الميركاتو"، هل هذا صحيح؟ لقد قدمت إلى شباب قسنطينة، ولقد وجدت الأجواء مختلفة كثيرا عن الدوري الجنوب إفريقي، إذ يتميز اللاعب الجزائري بالجانب التقني أكثر مقارنة بنظيره الإفريقي الذي يركز أكثر على الأمور البدنية، صدقوني أن المستوى في الجزائر متوسط على العموم، وهو الأمر الذي جعلني أفكر في التنقل إلى أوروبا من أجل تحقيق حلمي بالعودة للمنتخب المالي، خصوصا أن الناخب المالي لا يوجه الدعوة سوى للاعبين المحترفين في القارة العجوز، لم أبخل على الشباب بشيء وقدمت كل ما أملك، وهو الأمر الذي مكنني من كسب قلوب "السنافر" الذين يعرفون الكرة جيدا، لكن الأمور خارجة عن نطاقي، لقد كنت أود الرحيل في "الميركاتو" سيما وأني تلقيت عدة عروض مغرية في نوادي أوروبية، ولكن المسيرين نجحوا في إقناعي بالبقاء في تلك الفترة وفتحوا المجال أمامي للمغادرة خلال الصائفة. هل هذا يعني أنك لن تكون مع الشباب الموسم القادم؟ لا يمكن الحديث عن الأمر الآن رغم أنني قد أجبر على المغادرة بحثا عن فرص الاحتراف الأوروبي، صدقوني لا أود الابتعاد أكثر عن المنتخب المالي الذي اشتقت لأجوائه كثيرا، خصوصا أنني لم أستدع منذ فترة، لقد اشتقت كثيرا لزملائي وأود العودة لملاقاتهم في أقرب فرصة، أدرك بأن الأمر لن يتحقق لي سوى لما أحمل ألوان ناد أوروبي، إذ سأكون آنذاك تحت أعين الناخب الوطني الذي لا يزال يتابع أخباري باهتمام كبير، سأحاول في الصائفة دراسة العروض التي تصلني ولما لا أتنقل إلى ناد آخر، لكن ما يجب على "السنافر" فهمه هو أنني لن أبدلهم بأي ناد آخر في الجزائر، خصوصا أني أصبحت أشعر بأنهم جزء مني كما أنا جزء منهم. ما هو السر الذي جعلك محبوب "السنافر" الأول؟ لا يوجد سر ولا هم يحزنون، كل ما في الأمر أنني أبذل قصارى جهدي في الميدان وأبلل القميص كما يقولون، وهو الأمر الذي جعلني محبوب الأنصار، فهم يعرفون كرة القدم جيدا ويدركون من هو اللاعب الذي يضحي من أجل الألوان، صدقوني من يلعب لهذا الفريق يتوجب عليه القتال فوق الميدان لأنك تلعب لأحد أروع الأنصار في القارة السمراء، صحيح أنني كنت أستمتع بالأجواء في جنوب إفريقيا كون الأنصار يمتعوننا ب"الفوفوزيلا" خلال المباريات، لكن ما يقدمه "السنافر" فوق المدرجات خلال كل مواجهة أروع، فلا يعقل أن تسجل كل ذلك الحضور الجماهيري سواء تعلق الأمر بمباريتنا داخل الديار أو خارجها، ولهذا ليس لدي ما أقول لهم سوى أنني أرفع القبعة لهم ودمتم أوفياء لفريقكم الكبير. تتحدث عن تضحياتك من أجل الأنصار في الوقت الذي اتهمت بمقاطعة لقاء الشراڤة من أجل الأموال؟ من قال لكم بأني قاطعت لقاء الشراڤة؟، لقد كنت مصابا بعد المباريات الكثيرة التي خضتها، أتذكر بأنني لعبت مباراة الكأس أمام الوفاق وتعرضت لتدخل قوي في الرأس، قبل أن أتعرض لإصابة خطيرة أسفل الظهر خلال مباراة "الكاف" أمام "نجيلاك"، وهو ما جعلني أتحصل على عطلة مرضية بأكثر من أسبوعين، وهو الأمر الذي حرمني من لقاء الشراڤة، صحيح أنني لم أتلق أي سنتيم في تلك الفترة وكنت أطالب بأموالي، لكني لم أفكر للحظة واحدة في خيانة فريقي لعدة أمور أولها أنني كنت أود التتويج بالكأس في أول موسم لي مع الشباب، لكن الأمر كان خارج عن نطاقي، وهو الأمر الذي اضطرني لمتابعة اللقاء عبر شاشة التلفزيون، لقد كنت أتابع مجريات المواجهة على الأعصاب، خصوصا أننا لم نكن في يومنا، ولقد تحسرت كثيرا لغيابي خاصة أن الأهداف جاءت من محور الدفاع، أتذكر بأنني بكيت بحرقة بعد المواجهة لأن الشباب لا يستحق الإقصاء أمام فريق مغمور مثل الشراڤة رغم احترامي الكبير له، وأتذكر بأن ابني قد واساني وطلب مني الكف عن البكاء. لنتحدث الآن عن بعض أمورك الشخصية إن سمحت بطبيعة الحال... أجل، لنتحدث في الأمور الشخصية لا مانع لي، خصوصا أنه لا يوجد أي شيء أخفيه للقراء ومحبي النادي الرياضي القسنطيني، خاصة أن الجميع يعرفني ويعرف مدى تواضعي واحترامي لألوان الفريق الذي أحمله. لنبدأ بما جرى لك مع الإتحادية المالية قبل سنوات من الآن، والتي حرمتك من الاحتراف مع "أوكسير"... أجل، أتذكر ذلك جيدا، لقد كنت آنذاك أنشط في البطولة المالية ولقد كنا نحضر لخوض غمار "الشان"، قبل أن أتلقى اتصالا مهما من نادي "أوكسير" الفرنسي، لقد تقدمت المفاوضات بسرعة وسجلت حضوري ب فرنسا من أجل إتمام إجراءات انتقالي لذلك الفريق، قبل أن أتفاجأ بخرجة الإتحادية المالية آنذاك، إذ رفضت إرسال ورقة خروجي من أجل الإبقاء عليّ في الدوري المالي تحسبا للاستنجاد بخدماتي في "الشان"، لقد حزنت كثيرا للأمر، خصوصا أن تلك الحادثة قد ضيعت عليّ فرصة التواجد بأوروبا رفقة العديد من أصدقائي في المنتخب، وفي مقدمتهم "سايدو كايتا" و"كانوتي" وغيرهما من النجوم التي تصنع ربيع النوادي الأوروبية. هناك من يقول بأنك صديق حميم لنجم برشلونة السابق "سايدو كايتا"، هل هذا صحيح؟ كيف لا أكون صديقه ونحن من خريجي نفس المدرسة، وأعني بالذكر مدرسة "ساليف كايتا" التي قدمت للنوادي الأوروبية العديد من النجوم، ويتقدمهم نجم ريال مدريد السابق "مامادو ديارا"، كما لا يجب أن تنسوا بأنني لعبت إلى جانب "سايدو" عدة سنوات في المنتخب المالي وقد توطدت علاقتي به كثيرا، لقد كان يقول لي دوما ماذا تفعل في بطولة جنوب إفريقيا، أنت تستحق اللعب في أحد النوادي الأوروبية، خصوصا أنه يعلم جيدا قدراتي فوق الميدان وتضحياتي من أجل الانتصار، لا يمكن أن أصف لكم علاقتي به، صدقوني هو أكثر من أخ بالنسبة لي وأنا في اتصال دائم به، وبالمناسبة أتمنى له النجاح في فريقه الجديد فالنسيا، يجب أن أخبركم بأمر مهم وهو أن "كايتا" استشارني لما كان في إشبيلية من أجل الانتقال إلى برشلونة، وهو ما يؤكد ثقته وحبه لي. "سايدو" ينشط الآن إلى جانب لاعب "الخضر" سفيان فغولي، هل لك أن تخبرنا بالحادثة التي وقعت لك مع الجزائري في "واڤادوڤو"؟ سفيان فغولي لاعب رائع قبل كل شيء، هو لاعب مهاري وسريع جدا، وأتذكر بأنه واجهنا في "واڤادوڤو" خلال تصفيات كأس العالم الأخيرة، لقد لعب في الجهة اليمنى وأرهق الظهير الأيسر للمنتخب المالي، وهو الأمر الذي جعلني أقرر الوقوف في وجهه، إذ تدخلت عليه بقوة في أحد اللقطات، وهو الأمر الذي أغضبه كثيرا وجعله يصرخ في وجهي، لكني لم أتعمد إصابته بل حاولت تخويفه فقط، وهو ما جرى بالفعل، إذ اختفى بعدها نجم "الخضر"، وهو الأمر الذي مكننا من الخروج منتصرين في تلك المواجهة، لكن للأسف كان التأهل في الأخير لصالح المنتخب الجزائري، على العموم لقد كانت الحادثة في المباراة فقط على اعتبار أننا تصالحنا بعد صافرة النهاية، وأتذكر بأننا تبادلنا الأقمصة ولعب زميلي في شباب قسنطينة الآن الحارس سيدريك دورا مهما في تصالحنا، رغم أنني لم أكن أعرفه في ذلك الوقت. ماذا عن العلاقة التي كانت تجمعك بنجم إشبيلية السابق "فريديريك كانوتي"؟ أنتم تتحدثون عن شخص من كوكب آخر، إنه نعم الرجل ومثال حي للشخص المسلم، لقد كان يقوم بالعديد من الأمور الخيرية سواء في إسبانيا أو في مالي، وأتذكر ما كان يصنعه في المنتخب، لقد كان يتبرع بجميع المنح التي يتحصل عليها نظير الفوز، ولقد كان يهديها لي شخصيا على اعتبار أنني كنت بحاجة لها كوني من اللاعبين القلائل الذين لا ينشطون في أوروبا، صدقوني "كانوتي" صنع اسما بأحرف من ذهب سواء في البطولة الإسبانية أو الانجليزية وحتى في كامل ربوع العالم، أتمنى له التوفيق في حياته لأنه شخص محبوب لقلبي كثيرا. لننتقل لأمور أخرى، هل "عصمان" متزوج أم أعزب؟ أنا رجل متزوج ولدي ابن الآن في الرابعة من عمره يدعى قمر الدين، لقد اخترت له اسما عربيا لعدة أمور أولها أنه مسلم مثل أبيه وأتمنى أن يكون قمرا حقيقيا للدين الإسلامي الذي اعتز بالانتماء إليه، ابني من مواليد جنوب إفريقيا وهو يتكلم الإنجليزية فقط، وهو الأمر الذي جعله لا يعجب كثيرا بالعيش في الجزائروقسنطينة، فهو يود العودة لجنوب إفريقيا (يضحك...)، لكن عمل أبيه يمنعه من تحقيق أمانيه، لقد بدأ تدريجيا يألف الحياة في قسنطينة، خصوصا أنه بات يغادر المنزل من حين لآخر من أجل لعب كرة القدم مع بعض أبناء الجيران في المدينة الجديدة، لا أدري كيف يتواصل معهم، لكنه يعود إلى المنزل وهو سعيد ويقول لي بأنه فاز وسجل عدة أهدف، أتمنى له حياة ناجحة على المستوى الدراسي وكذا الكروي، خصوصا أنني أتمنى رؤيته يوما ما يحمل ألوان المنتخب المالي. هل صحيح أن زوجتك مسيحية؟ لقد كانت مسيحية، لكن الحمد لله بعدما اهتدت لدين الحق أخيرا، لقد تزوجت بها مسيحية، لكن مع مرور الوقت وبفضل النصائح والدلائل التي كنت أقدمها لها نجحت في إقناعها بتعاليم الدين الاسلامي، وهي الآن مسلمة وفخورة بدينها، وتطلب مني من الحين للآخر إسماعها القرآن وشرح بعض آياته لها، خصوصا أنها تدرك جيدا بأنني من عائلة متدينة، وأعرف الكثير عن الدين الإسلامي الحنيف. هل أنت من عائلة دينية مسلمة حقا؟ بطبيعة الحال، أنا من عائلة دينية مسلمة مائة بالمائة، أبي إمام في مالي وأظن أنكم تعلمون هذا الخبر كوني صرحت به من قبل، لقد لعب أبي دورا كبيرا في تعليمي تعاليم الدين الإسلامي، وهو الأمر الذي مكنني من الوقوف على العديد من الحقائق المهمة عن هذا الدين، كما أود أن أخبركم بأمر وهو أن أبي يتكلم العربية الفصحى بطلاقة رفقة إخوتي، لكنها لا تشبه اللغة التي تتكلمون بها في الجزائر بل تشبه العربية التي يتحدث بها الأشخاص في دبي ودول الخليج. هل تعلم بأننا في الجزائر لا نتكلم العربية الفصحى بل نتحدث بلهجتنا الخاصة فقط، والتي هي خليط بين العربية والفرنسية... أجل، لقد أخبروني بذلك ولقد لاحظت الأمر مع زملائي في التدريبات وعند احتكاكي بالأشخاص في الخارج، أعتقد أن الشيء السلبي الوحيد هو كثرة الكلام البذيء وهو ما أعيبه لدى الكثيرين في الجزائر، خاصة في الملاعب، أتمنى أن يتوقف الأنصار عن مثل هذه الأمور التي لا تمت للدين الإسلامي بصلة. قالوا لنا بأنك تحدث حالة طوارئ بأحد مساجد المدينة الجديدة يوم الجمعة، هل لك أن تحدثنا عن الأمر؟ (يضحك...)، بصفتي مسلم فأنا مواظب على حضور صلاة الجمعة في المسجد القريب من منزلي بالمدينة الجديدة، خاصة عندما لا أكون معنيا بخوض المباريات مع فريقي شباب قسنطينة، صدقوني أنا أكون في قمة السعادة لما يقترب مني الأنصار لشكري على المجهودات التي أبذلها في الميدان، كما أن الأمر يسعدني كثيرا كونه يدل على حبهم لي ومدى تعلقهم بكل ما هو قريب من ناديهم، كما أود أن أحدثكم عن نقطة أخرى، وهي أن تلك الأمور تؤكد على مدى حب الجزائريين لكرة القدم، فالأمور هنا في قسنطينة مختلفة جدا عما كنت أجده في جنوب إفريقيا، فالشعب هنا يلتقيك في الخارج ويحدثك عن كرة القدم وماذا يرغب في رؤيته، على عكس الشعب في جنوب إفريقيا الذي ليس مهووسا بكرة القدم. لنتحدث الآن عن قرب اعتناق "جيل نڤومو" للدين الإسلامي، يقولون بأنك لعبت دورا كبيرا في إقناعه بالأمر، هل هذا صحيح؟ أولا، "جيل" لم يعتنق الدين الإسلامي بعد بل هو يحضر لاعتناقه في أقرب فرصة ممكنة، خصوصا أنه اقتنع كثيرا بتعاليمه، أنا أتمنى رؤيته مسلما على أحر من الجمر ولن يهدأ لي بال حتى ينطق بالشهادتين، قد يحدث ذلك بعد عودته إلى الجزائر كونه سيكون في راحة بالكاميرون بعد مباراة "أسيك ميموزا" (الحوار أجري قبل هذا اللقاء بأيام)، أنا أتذكر بأن "جيل كان" يراقبني عندما أقوم بتأدية صلواتي ولما أقرأ القرآن، ولقد تحدث معي وحاول أن يحصل على استفسارات مني حول هذا الدين، ولم أبخل بشيء عنه، وهو الأمر الذي جعله يقتنع بما كنت أحدث فيه، ولقد أخبرني عن استعداده للنطق بالشهادتين في أقرب فرصة ممكنة، وسيكون الأمر بمثابة الخبر السعيد لي ولكل أسرة الشباب كون الأمر يتعلق بالتسبب في هداية شخص نحو الدين الحق. وماذا عن سائقك الخاص والمأكولات التي يقدمها لك؟ أنا أحبه كثيرا فهو شخص رائع وساهر على راحتي، وأشكره بالمناسبة على المأكولات التي يقدمها لي في كل مرة، لقد جعلني مدمن كسكسي وتليتلي وشخشوخة، ولهذا كنت أجيبه في كل مرة بأن زوجتك طباخة بارعة، لقد أعجبني الطعام الجزائري كثيرا كما أعجبتني مدينة قسنطينة ككل، والتي سأحتفظ بذكريات جميلة عنها في المستقبل على اعتبار أنها قد سحرتني من أول يوم قدمت فيه. بماذا تريد أن تختم الحوار؟ أتمنى أن ننهي الموسم بقوة ولم لا ننجح في افتكاك مرتبة مؤهلة لأحد المنافسات القارية، خصوصا بعد ضياع فرصة التتويج بلقب كأس الجمهورية والتنافس على المستوى القاري صعب جدا (الحوار أجري قبل خيبة أبيدجان والخروج المذل أمام أسيك ميموزا)، كما أود أن أنجح في الوصول إلى مبتغاي والمتمثل في الاحتراف بالدوري الانجليزي الذي يبقى هدفي الأول. ----------------- جوانب من هذا الحوار... "بارتي" سعد جدا باستقبال "الجزائرية فوت" بمنزله عبر الدولي المالي ومدلل "السنافر" الأول "عصمان بارتي" عن سعادته باستقبال قناة "الجزائرية" بمنزله الأسبوع الفارط من أجل إجراء "زووم" عليه، إذ كان يجيب على أسئلة الزميلة "ليندة شباح" بارتياح كبير، محدثا جوا رائعا من المرح أعجب الجميع، خصوصا أن "بارتي" فاجأنا بوجهه الآخر. قمر الدين يتمنى رؤية والده في برشلونة عبر لنا ابن "عصمان بارتي" الصغير قمر الدين صاحب الأربع سنوات عن رغبته في رؤية والده في برشلونة وسط جو رائع من المرح، إذ أجابه "بارتي" بإن شاء الله رغم أنه يدرك استحالة الأمر كون برشلونة يعتمد على المواهب الاستثنائية وصغيرة السن، في وقت وصل عمر "بارتي" الآن إلى 28 سنة. زوجته محجبة وقدمت لنا الشاي بتحية الإسلام ولقد لفت انتباهنا خلال الحوار الذي أجريناه ل"بارتي" بمنزله الحياء الشديد لزوجته، التي فضلت الدخول علينا لتقديم الشاي والقهوة ومختلف الحلويات مرتدية الحجاب، ولقد كان دخولها ب "السلام عليكم".