جموع غفيرة استقبلته في بيته بالزغاريد والبارود المتهم الرئيسي متورط في قتل امرأة بفرنسا توّج الرضيع كاوة ليث محفوظ، البالغ من العمر 25 يوما، أمس، ملكا في موكب طويل من السيارات محروس من قبل الأمن الوطني، انطلق من المستشفى الجامعي ابن باديس في قسنطينة متجها إلى مقر الأمن الولائي، حيث سلم بطريقة رسمية لعائلته. وفي حدود الساعة 12.30 دقيقة وصل الموكب إلى البيت، حيث استقبل ليث بالبارود والزغاريد ودموع الفرح وهو في حضن أبيه. كان الجميع ينتظر الرضيع المفقود منذ قرابة 20 يوما، لم تكن هناك تحضيرات مسبقة كانت كلها عفوية، جموع الرجال بالقرب من المدخل الرئيسي للمنزل رفقة جمعية بوعريف للبارود والخيالة التي قدمت تطوعا من ولاية باتنة وارتأت استقبال ليث عريسا. أما النسوة فكن جالسات ببهو المنزل على شكل مجموعات انتظرن أكثر من ساعة لرؤية الصغير، فيما اتجهت جدته لأمه وجداه لأبيه والمقربون إلى والديه من أعمامه وأخواله إلى قسم جراحة الأطفال، حيث استلموه هناك في حدود الساعة 10.45 في فرحة دوّت أسوار المستشفى. مظاهر الحزن التي كانت تخيم على منزل كاوة خلال أيام فقدانه غابت، فنفس الوجوه التي كانت تبكي حزنا بكت لكن فرحا وهي تستقبل ليث رفقة والديه، وقد أصبح شبيها بأختيه اللتين لم تتجاوزا سن 5 سنوات وهما ترددان عبارة "خويا". تعالت الزغاريد ورفعت الأعلام الوطنية ووزعت الحلوى وسط حشود كبيرة من الناس رافقت ليث إلى غاية مهده، حيث نام هناك بعد أن أرضعته أمه والكل يرغب في رؤيته والاطمئنان على صحته. والد ليث كان في المسجد أثناء العثور على ابنه روت عمة ليث أن عناصر الشرطة القضائية لولاية قسنطينة، وبعد العثور على المختطف في ولاية سكيكدة، اتصلت بوالده فريد عدة مرات، إلا أن هذا الأخير كان يؤدي صلاة الجمعة في المسجد المتواجد بالقرب من البيت وقد أغلق هاتفه النقال، ما جعلها تتصل بأخيه وأبيه وتخبرهما بضرورة حضور كل من فريد وزوجته اسمهان إلى مقر الأمن، مشيرة في سياق الحديث إلى تقدم في مجرى التحقيق. وواصلت عمته تقول إن خروجهما من البيت كان في حدود الساعة الثانية والنصف بعد الظهر ولم يرجعا إلى غاية أمس، فيما أكدت أنباء العثور على ليث في حدود الساعة السادسة مساء في نفس اليوم. واسترسلت عمة ليث بالقول "لم نصدق أن الشرطة تمكنت من استرجاعه خاصة أننا فقدنا الأمل يوما قبل اكتشاف المتهمين في السرقة، حين ذهب فريد إلى الشرطة ليوم كامل ورجع إلى بيته في الليل منهارا نفسيا، لكننا لم نفقد الأمل في الله". وتضيف العمة أن "الكثير من المواطنين ساندونا في محنتنا، وزارتنا عائلات من وهران وعنابة والعلمة، بمن فيهم الفرق الطبية العاملة بالمستشفى، وحتى أحد العمال المتورط في القضية كان يؤكد لأخي أن ليث سيكون معه قريبا". ليث وجد في حالة جفاف من جهته قال والد ليث: "عندما اتجهت إلى قسم الشرطة لم أتوقع أن أسمع بخبر العثور على ابني، وظننت أن الأمر يتعلق بإجراءات مواصلة التحقيقات، إلا أن تأكيده جعلني أسجد لله فيما فقدت زوجتي وعيها". وهنا تضيف زوجته إسمهان "لم أتمكن حتى من صعود السلالم، حيث وجدت ابني هناك رفقة إطار من الشرطة وبعد رؤيته تأكدت أنه ابني ورافقته إلى المستشفى وبقيت معه إلى أن تحسنت حالته وهو الآن في صحة جيدة"، وقالت "لقد أصيب بالإسهال إلا أنه بخير، فيما سجلت لديه حالة جفاف في جسمه كون المرأة التي اختطفته لم تكن تقدم له الماء كفاية وفقد البعض من وزنه مقارنة بنمو جسمه"، لتواصل قائلة "سنترك الجناة للعدالة". الوزيرة بكت بمجرد رؤية ليث حلت الوزيرة المنتدبة لدى وزارة السياحة والصناعة التقليدية، عائشة تغابو، ضيفة رفقة والي قسنطينة، حسين واضح، ووفد مرافق لهما ببيت ليث، حيث شاركت العائلة الأفراح. الوزيرة وبمجرد دخولها وتسلمها الرضيع من قبل والدته وتقبيله، انهمرت الدموع من عينيها، حيث عبرت عن فرحها وسعادتها بعودة ليث وجددت الثقة في قوات الأمن الجزائرية. وأسرت مصادر مطلعة ل"الخبر" أن صفقة بيع ليث قدرت ب60 مليون سنتيم استلمها عون الأمن الوقائي المتورط في قضية السرقة، ولم يتم استرجاعها بعد، فيما أن المتهم الرئيسي الخاطف للطفل ليث الذي قبض عليه بولاية سكيكدة، هو شخص مسبوق قضائيا من مواليد 22 ماي 1955، تورط في مقتل امرأة في فرنسا، وقد اتفق على تسليمه الطفل بالمبلغ المذكور قصد تبنيه لا بيعه، حيث إن الشكوك ومنذ التحقيقات الأولية حامت حول عون الأمن الوقائي الذي تم الترصد لتحركاته ومكالماته إلى غاية الإطاحة به، فيما أوضحت نفس المصادر بأن التحقيقات متواصلة وستشمل أشخاصا آخرين. جد ليث يحضر لوليمة وحفل ختان جد ليث الذي لم يتوقف عن البكاء أكد أن وليمة خاصة سيشرف عليها شخصيا ستنظم فرحا بقدوم حفيده، سيشاركه فيها كل من واساه في مصابه الجلل وفرح معه، مؤكدا أن حفل ختان ليث سيكون قريبا بعد أن يتعافى ويسترجع عافيته، ليعيد الأفراح إلى المنزل بعد ليالٍ من الخوف والبكاء والحزن.