دموع فرحة تغسل ألم الفراق لم تكن لحظات عادية تلك التي عاشتها عائلة كاوة صباح أمس و هي تحتضن رضيعها ليث محفوظ بعد 17 يوما من الغياب . كانت السعادة كبيرة جدا، كبر لقاء مسحت دموع فرحته ذكرى خطف الملاك ليث من مستشفى قسنطينة الجامعي في السادس و العشرين ماي الماضي، قبل أن يلتئم شمل العائلة من جديد و يسلم إليها آخر العنقود وسط أجواء بهيجة صنعها تضامن شعبي و رسمي كبير ، عقب عملية التسليم التي تمت على مستوى مديرية الأمن الولائي . دموع و زغاريد صور فرحة كبيرة صنعها مواطنون تواجدوا بقوة أمام مدخل مصلحة طب الأطفال بمستشفى ابن باديس منذ الساعة التاسعة صباحا ، في إنتظار خروج عائلة كاوة التي كانت مكونة من الأبوين، عم الرضيع شقيقتاه " لجين و مجدولين "و جدته لوالدته السيدة "حياة سقني" . لتنطلق الزغاريد و الهتافات بمجرد أن وطأت قدما والد ليث وهو يحمله بين ذراعيه مدخل المصلحة في حدود الساعة العاشرة و النصف، حيث استقل مباشرة رفقة زوجته السيدة "إسمهان كاوة" التي كانت دموعها أصدق تعبير عن سعادتها ، سيارة إسعاف خاصة جهزت بطاقم طبي لنقلهم إلى مقر الأمن الولائي في موكب حافل طوقته عناصر الأمن. ولم تختلف صور الفرحة و أجواء التضامن كثيرا و نحن نغادر المستشفى أين قضى ليث رفقة والدية ليلتين كاملتين تحت الرقابة الطبية بعد استعادته وهو يعاني من إسهال حاد و بعض الجفاف بالإضافة إلى فقدانه لبعض الوزن، قبل أن تتأكد سلامته أمس و يعلن عن تسليمه لعائلته . فقد كانت الزغاريد و منبهات السيارات تنطلق من كل مكان قريب معلنة عن فرحة الجميع بعودة الملاك الصغير إلى أحضان والدية بعد أزيد من أسبوعين من الاختطاف، شكل خلالها غيابه قضية رأي عام . أجواء الفرحة بلغت ذروتها و نحن نغادر مقر مديرية أمن ولاية قسنطينة ، أين وقعت عائلة كاوة على وثائق استلام طفلها، حيث كانت والدته السيدة اسمهان تطوقه بذراعيها و غمرته بدموعها و قبلاتها ، مرددة بأنها بعودته وقعت على شهادة ميلادها من جديد ، في حين لم يجد السيد فريد كاوة والد ليث ما يكفي للتعبير عن سعادته مكتفيا بالابتسام و الشكر ، اخبرنا بأنه ببساطة " جد سعيد " . حي بن الشرقي يرقص فرحا وصلنا مدخل حي بن الشرقي الشعبي مقر سكن عائلة كاوة و الساعة تشير إلى الحادية عشر و النصف، توقعنا بان الاستقبال سيكون حاشدا لكننا فوجئنا بما رأيناه من أجواء الاحتفال و التكافل، فحي بن شرقي بنصف ساكنيه كان في انتظار سيارة الإسعاف التي تقل ليث و أبويه ، كان الجميع يرقص على أنغام فرقة الرحابة التي قدمت تطوعا من ولاية باتنة لتحتفي بليث و بعودته، بارود ، أهازيج ، هتافات هكذا كان المشهد خارج المنزل أما داخله ، فقد جفت الدموع و علت الزغاريد معبرة عن انتهاء ساعات الانتظار الطويلة التي بدأت منذ الإعلان عن اكتشاف مكان ليث ظهر الجمعة الماضي، و من ثم احتمال تسليمه مساء السبت قبل أن يتأجل ذلك إلى صبيحة أمس للتأكد من تحسن صحة الطفل. وكانت النصر قد تنقلت إلى منزل عائلة كاوة أول أمس لنقل فرحة لقائها بصغيرها أين وجدت المكان يعج بجموع المهنئين من الأقارب و الجيران و حتى من قاطني الحي و بعض الأحياء القريبة ،لمشاركة العائلة سعادتها باسترجاع فلذة كبدها ، حيث اخبرنا بعضهم بان عودة ليث فرحة يتقاسمها الجميع لان اختطافه جريمة فجع لها كل ذي قلب رحيم . نفس الصورة التآزرية وقفنا عليها أمس و نحن ندخل منزل العائلة رفقة والدي الطفل ، أعوان الأمن الذين نظموا موكب تسليمه و الطاقم الطبي الذي رافقه من المستشفى ، حيث كان الجميع في الانتظار ليث محفوظ الذي عاد ليزين مهده الصغير مجددا . وزيرة الصناعات التقليدية في الموعد لحظات قليلة بعد وصل الطفل إلى منزله ، أخطرنا بتنقل الوزيرة "عائشة طاغابو" الوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعات التقليدية إلى المكان لتهنئة العائلة برجوع صغيرها بعدما تزامنت زيارة عملها إلى الولاية مع موعد استلام الرضيع ، وبالفعل كانت الوزيرة في الموعد مرفوقة بوالي قسنطينة و رئيس الأمن الولائي. غير أن الوزيرة لم تكن هي من صنعت الحدث بقدر ما صنعته دموعها التي انهمرت لشدة التأثر و السعادة خصوصا و هي تحمل الرضيع بين ذراعيها و تؤكد بان عدالة الله و القانون فوق كل شيء مشيرة إلى أنها تندد بمثل هذه الجرائم التي تستهدف البراءة . اسمهان وفريد كاوة: ستأخذ العدالة مجراها والدا ليث " اسمهان و فريد كاوة" ، كانا أكثر من أحرقتهم لوعة الفراق و أكثر من غمرتهم سعادة اللقاء ، اخبرانا بأنهما الآن فقط عادا إلى الحياة بعد أن كانا قد فقدا طعمها لأزيد من أسبوعين ، شاكرين فضل الله عليهما و مساعي الجهات الأمنية، دون إغفال دور كل من تضامن و لو بالدعاء ، مؤكدين تمسكهما بمتابعة الخاطفين قضائيا و ثقتهما في عدالة القضاء. وبعدما اطمأنت لعودة رضيعها روت لنا السيدة اسمهان تفاصيل عودة ليث معلقة: " لم نكن نتوقع الأمر بالرغم من أننا كنا نعيش على الانتظار ، "تلقى زوجي اتصالا من مدير مصلحة الشرطة القضائية بأمن الولاية ظهر الجمعة ، مباشرة بعد عودته من المسجد، اخبرونا بأنهم بحاجة إلى كلينا من أجل التحقيق و بأن الأمور تبشر بالخير، وصلنا إلى مديرية الأمن و كلنا أمل" ، وتابعت "هناك استقبلنا مسؤولون على أعلى مستوى اخبرونا بأنهم توصلوا لمكان طفل من المرجح بنسبة كبيرة إن يكون ليث ، بالنظر إلى تطابق صوره مع صور طفلنا ، كنا كمخدرين لا نحس بما يجري حولنا فقط ننتظر وصول الرضيع ، تعرفنا عليه بمجرد رؤيته بالرغم من أنه كان قد فقد القليل من وزنه ناهيك عن أن وضعه الصحي كان قلقا " .تتوقف لتواصل الحديث :" لم أذرف و لا دمعة واحدة عكس زوجي كانت الصدمة قوية كنت انظر إليه بذهول و كأنني لا أصدق أن طفلي قد عاد، كان الجميع يتوقع أن أجهش بالبكاء وأن يغمى علي أما انأ فلم أكن أرى سوى ملاكي الصغير ، لا يمكنني وصف مشاعري حينها فقد كانت أقوى من كل شيء ". أما والد ليث السيد فريد فقد أخبرنا بأنها كانت لحظة عودة الروح إليه ، حيث علق ضاحكا " : لقد عدت للحياة حتى أنني اشعر بالجوع و أتوق لمشاهدة مباريات كأس العام و تشجيع الفريق الوطني رفقة طفلي البطل " . "اخبرونا بأن مصالح الأمن أشرفت بعد ذلك على نقلهم لمستشفى قسنطينة حيث اخضع الطفل للرقابة الطبية ، و أين قضيا معه ليلتين إلى غاية التأكد من تعافيه بالكامل من الإسهال" . أما باقي أفراد أسرته و خصوصا جداه لوالده و جدته لامه فقد أكدوا بان عودة ليث رحمة و عطف من الله، ستكلل كما قالوا بمأدبة كبيرة للاحتفال بعودة الحفيد الذي انتظروه سبع سنوات و 17يوما . ليث محفوظ الرضيع الذي خطف الأضواء ليث محفوظ كاوة رضيع لا يتعدى عمره ثلاث أسابيع ، ينام كملاك صغير بين ذراعي والدته وهو لا يدرك بأنه تحول بعد أقل من أسبوع على ولادته مساء 19ماي 2014 إلى نجم تتهافت كاميرات و وسائل الإعلام على أخذ صور له و تناقل أخباره. فليث الصغير و كما قيل عنه عند اختفائه صبيحة 26من ماي الماضي ، رضيع هادئ جميل جدا و ناعم يخطف القلوب لمجرد النظر إليه ببراءته الملائكية و حسن محياه، وهو كما يشاع الدافع الذي جعل من اختطفوه يختارونه هو دون غيره من الأطفال الذين كانوا معه بالمصلحة يوم خطف . ليتحول في غضون أيام إلى أشهر طفل في الوطن، تتناقل وسائل الإعلام الوطنية و حتى الدولية أنباء اختطافه و جديد قضية هو بطلها ، ما جعله يصبح أشهر من نار على علم تنتشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي ، فخطف ببراءته تضامن الجميع . حادثة اختطاف ليث الصغير انتهت أمس بعودته إلى أسرته ،إلا أن قصته ستظل راسخة في أذهان كل من عايشها ، أما هو فسيكبر ليعلم بأنه ولد وهو نجم وصل إلى الشهرة وعمره أقل من شهر. نور الهدى طابي القبض على زوج "زينة" خاطفة الرضيع ليث تمكن، صباح أمس، عناصر الأمن بمنطقة سيدي مزغيش بسكيكدة من إلقاء القبض على المتهم الثاني في قضية اختطاف الرضيع ليث كاوة، ويتعلق الأمر بزوج المرأة التي عثر على الرضيع بحوزتها. وحسب ما أكدته مصادر متطابقة، فإن المتهم الثاني في قضية اختطاف الرضيع "كاوة ليث"، والذي كان محل بحث من قبل المصالح الأمنية، كونه زوج المرأة التي عثر على الرضيع بحوزتها، ويتعلق الأمر بكهل يدعى "ن.س" يبلغ 59 سنة من العمر، ينحدر من مدينة الخروب بولاية قسنطينة، ويقطن بمنزل زوجته بحي المراية دائرة تمالوس بولاية سكيكدة، ومسبوق في جريمة ارتكبها عندما كان مقيما في الخارج، حيث رحل من قبل السلطات الفرنسية، ليرتفع بذلك عدد المشتبه بهم في قضية الاختطاف إلى 7 أفراد. واستنادا لذات المصادر، فإن المتهم الذي يعمل كسائق شاحنة، كان في رحلة عمل بولاية ورقلة، قبل أن تنقطع أخباره مع اكتشاف الرضيع بمنزل زوجته، حيث عاد إلى مدينة سيدي مزغيش على متن سيارة أجرة، قبل أن يستقل سيارته من نوع "ماروتي" محاولا الوصول إلى مدينة تمالوس، غير أنه أوقف من قبل أعوان الأمن بإحدى الحواجز الأمنية، ولم يكن على علم بتوقيف زوجته من قبل مصالح الأمن، حسب ما صرح به في التحقيق الأولي لمصالح الأمن بدليل أنه كان بصدد العودة إلى المنزل. وكانت طريقة إخراج الرضيع من مصلحة الولادة وأمراض النساء بالمستشفى الجامعي ابن باديس، قد طرحت عديد علامات الاستفهام، حيث تم اكتشاف أن وثائق الخروج كانت مزورة، وبتواطؤ من عون بالمصلحة، حيث وجهت كل أصابع الاتهام إليه، خصوصا وأن التحقيقات الأولية لم تجد رابطا قويا في القضية مع باقي المشتبه بهم، أو ارتباطهم مباشرة بالحادثة التي لا تزال قيد التحقيق، بعد أن انطلقت من نقطة ورقة الخروج، وتوسعت فور العثور على الرضيع.