وقف أفراد من عائلة الرضيع المختطف، من قلب مصلحة الولادة بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، زوال أمس السبت لمدة نصف ساعة، أمام دار الثقافة محمد العيد آل خليفة لتحسيس الرأي العام بمعاناتهم، وإيصال صوت جراحاتهم إلى المسؤولين بعد مرور أربعة أيام عن اختفاء رضيعهم، ليث محفوظ كاوة، البالغ من العمر قرابة الأسبوعين. وبلغ تعداد المحتجين قرابة المئتي مواطن، من بينهم والدا الرضيع وخالته وعمّه وجدتاه. والمؤلم أن الوالدة المجروحة التي أنجبت ابنتيها الكبيرتين وليث المختفي عبر عملية قيصرية، لن يكون بإمكانها الإنجاب مستقبلا، وهي التي بكت بحرقة وأبكت الحضور، وقالت السيدة إسمهان ل "الشروق اليومي": بأن ابنها يجب أن يعود، ولأنني كنت في مستشفى تابع للدولة فعلى الدولة أن تتجند لتعيد لي ابني، لأنني قاسيت كثيرا في حملي وفي وضع وليدي، وكنت مبتهجة بكونه صبيا حتى يؤنس شقيقتيه، ولكن الغدر والإهمال المفضوح في مستشفى كبير وعريق تابع للدولة، جعلني أدفع الثمن غاليا جدا". أما والد ليث، السيد فريد كاوة، فاعتبر ما حدث جريمة تورّط فيها الكثير من الأطراف وليس الخاطف فقط، مطالبا بتوسيع التحقيق وتكثيفه لأنه كل يوم يمرّ من دون أن يظهر ابنه ليث، يُبعد أمل استعادة الرضيع إلى أحضان والديه. وروى السيد فريد ل "الشروق اليومي" أحداث يوم الحادثة عندما أمضى رفقة زوجته ليلتهما في المنزل، حيث قررت المصلحة الإبقاء على الطفل لأجل معاينته وتطبيبه من مرض عابر، فكانت زوجته طوال الليل تستشرف التشاؤم، وتترجاه ليذهب ويعيد الابن إلى أحضانها بل وكانت تقول له بالحرف الواحد: أنا خائفة من اختطافه، وفي اليوم الموالي في حدود التاسعة هاتفته المصلحة لتسأله إن كان قد أخذ ابنه، فسارع إلى المستشفى ليُصدم باختطاف فلذة كبده، وفي المقابل واصلت مصالح الأمن تحقيقاتها السرية والعلنية مع ممرضتين وعوني حراسة، في الوقت الذي لم تكشف بعد تحريات البصمات التي تكفلت بها الشرطة العلمية بالعاصمة، كما لجأت مصالح الأمن إلى استعمال الكلاب المدربة من أجل إبعاد احتمال فرضية الخطف المتبوع بالتصفية الجسدية في حق الرضيع، في قضية ما زالت تشغل وزارة الصحة، خاصة أن الرضيع عبد المؤمن الذي اختطف من مستشفى ابن رشد في نوفمبر من السنة الماضية، لم يظهر إلى حد الآن، ودبّ اليأس نهائيا في قلب أمه.