سفير الجزائر الأسبق بإسبانيا عبد العزيز رحابي ل "الشروق": انتقد الدبلوماسي ووزير الاتصال والثقافة الأسبق، عبد العزيز رحابي، الطريقة التي تعاطت بها الحكومة مع قضية مشاركة الجزائر في العيد الوطني الفرنسي، الموافق ل 14 جويلية المقبل، والمصادف للذكرى المئوية لاندلاع الحرب العالمية الأولى. وقال رحابي، في تصريح ل "الشروق": "كان يتعين على الحكومة الجزائرية أن تتفق مع نظيرتها الفرنسية على أن يكون الإعلان عن المشاركة الجزائرية في احتفال 14 جويلية، في بيان مشترك، أو على الأقل يصدر في آن واحد، دفعا لأي تأويل". وكان الطرف الفرنسي قد أعلن من جانب واحد عن مشاركة الجزائر في العيد الوطني الفرنسي، وتكرر هذا الإعلان في أكثر من مرة وعلى لسان أكثر من مسؤول، كان آخرهم رئيس الدبلوماسية، لوران فابيوس، وقبله وزير الدفاع، جون إيف لودريان، في حين لم يصدر أي إعلان رسمي جزائري، إن كان بتأكيد أو بنفي المشاركة، بالرغم من الضجة التي خلفها هذا القرار على مستوى فرنسا، التي عاشت على وقع احتجاجات قادها اليمين المتطرف وجماعات الحركى والأقدام السوداء والمرحلين والدوائر التي لا تزال لم تهضم بعد ضياع حلم "إلدورادو الجزائر". ووصف الوزير الأسبق الموقف الجزائري ب "المؤسف"، وأشار إلى أن هذا الأسلوب "ليس جديدا" في التعاطي الرسمي مع قضايا من هذا القبيل. وأوضح سفير الجزائر الأسبق بإسبانيا أن: "هذا الأسلوب معهود عندنا، لكن غير المعهود هو عدم تطور الأمور نحو الإيجاب، سيما عندما يتعلق الأمر بقضايا بعينها. فقد تعودنا على معرفة الكثير من أمورنا الداخلية من الخارج، وهذا من سلبيات غياب الإعلام المؤسساتي". ولا تزال مشاركة الجزائر ب "ثلاثة ضباط" في الاحتفال الفرنسي، تصنع الحدث السياسي والإعلامي على المستوى المحلي، حيث قوبل القرار بالرفض المطبق من طرف فعاليات سياسية وجمعوية وثورية، ولعل أبرزها كان ذلك الذي صدر عن المنظمة الوطنية للمجاهدين، على لسان أمينها العام، السعيد عبادو، الذي رفض رفضا قاطعا أي مشاركة للجزائر في هذا الاحتفال، الذي يخلد فترة مؤلمة من تاريخ الجزائر، سيما وأن هذه المشاركة تأتي في وقت ترفض فيه السلطات الفرنسية الاعتراف بالجرائم التي اقترفها جيشها في الجزائر، كما قال عبادو. وفي سياق ذي صلة، قلل دبلوماسي سابق، من المشاركة الجزائرية في الاحتفال، واعتبرها استمرارا لوضع سابق، أخذ هذه المرة طابعا رمزيا، بحضور بعض الضباط من الجيش الوطني الشعبي. وأوضح المصدر، الذي تحفظ على الكشف عن هويته، أن الجزائر لم تتخلف يوما عن احتفالات 14 جويلية، لكن بمشاركة الملحق العسكري بالسفارة الجزائرية في باريس. وقال: "عادة ما توجه الدعوة في مثل هذه المناسبات إلى السفير وإلى الملحق العسكري بالسفارة، خاصة إذا كان الأمر يتعلق باحتفال الجيش، ويكون الملحق ضمن الجالسين في المنصة. الجديد في المسألة هو مشاركة وفد يتكون من ضباط ينتقلون من الجزائر، غير أن هذه المشاركة تقتصر على الحضور في المنصة دون المشاركة في الاستعراض العسكري الميداني". وبرأي المصدر ذاته، فإن المشاركة الجزائرية هذه المرة، تطرح "مشكلة رمزية" بحكم الماضي الاستعماري المثخن بالجروح والآلام، لافتا إلى أن الطرف الفرنسي يعمل من أجل توظيف هذه المشاركة كدليل على تحسن العلاقات الثنائية، التي ظلت رهينة تراكمات الماضي.