أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم عبر موقعه على الانترنت ، أن رئيسه محمد روراوة وقع عقد شراكة مع زوبير ركيك المدير العام للمستشفى الجامعي "نفيسة حمود" المملوك للدولة في خطوة فسرت على أنها نهاية العلاقة "الرياضية" مع كل ما يرمز لقطر. وأوضح الاتحاد أن هذه الشراكة تتضمن التكفل الطبي من قبل المستشفى بلاعبي مختلف المنتخبات الجزائرية دون الإشارة لمصير اتفاق مماثل وقع مع المركز الطبي "أسبيطار" المتواجد بالعاصمة القطرية الدوحة قبل أربع سنوات. ويرى مراقبون أن التوقيع على عقد شراكة مع مستشفى حكومي يدخل ضمن استراتيجية اتحاد الكرة الجزائري لإعادة ما يسمونه "بتأميم" المنتخبات الجزائرية خاصة بعد الأزمة السياسية التي تسببت فيها دعوة أمير قطر للاعبي الجزائر بعد مشاركتهم في كأس العالم 2014 بالبرازيل دون إبلاغ السلطات الجزائرية مثلما تقتضيه الأعراف الدبلوماسية. وكانت هذه الخطوة التي لم تتم عاملا كافيا لإنهاء استمرار العلاقة بين شركة أوريدو للهاتف المحمول واتحاد الكرة الجزائري حيث كانت الشركة القطرية هي الشريك الرسمي للاتحاد الجزائري قبل أن تترك مكانها لمنافستها "موبيليس" المملوكة للحكومة الجزائرية لأسباب تجارية في الظاهر وأمور سياسية في الباطن. وقدمت "موبيليس" مبلغا قياسيا يصل لنحو 24 مليون أورو سنويا لرعاية الاتحاد الجزائري لفترة تمتد لخمسة أعوام فيما لم يتجاوز عرض أوريدو تسعة ملايين يورو سنويا. وتعتقد أوساط مطلعة أن قرار إنهاء علاقة الاتحاد الجزائري بشركة أوريدو القطرية حسم سلفا حتى قبل طرح الاتحاد لعطاءات جديدة بخصوص التوقيع على عقود رعاية جديدة. كما أشارت إلى الشعار الذي رفعته شركة "موبيليس" بعد خلافتها لأوريدو والذي يتحدث بلغة صريحة ومباشرة عن "الجزائر بلادنا والخضر (منتخب كرة القدم) ديالنا (ملك لنا) ". ويبدو أن روراوة ، الذي يوصف بأنه رجل ذكي جدا ومتمرس ، سارع لإنهاء كل ما له علاقة بمؤسسات قطر الرسمية حتى لا تلاحقه انتقادات التواطؤ وتقديم المنتخب كهدية على طبق من ذهب للأجانب لاستغلال صورته في تلميع سمعتهم.