اشتعلت المنافسة بين شركات الهاتف المحمول من أجل رعاية أندية دوري المحترفين الجزائري لكرة القدم، بشكل غير مسبوق رغم أن هذه الرعاية تفتقد لإستراتيجية واضحة تناسب المبالغ المالية الكبيرة المستثمرة والتي تقارب 100 مليون أورو في السنوات الاخيرة. ويجمع المتتبعون أن الأموال التي تنفقها شركات الهاتف المحمول الثلاثة (موبيليس وجازي وأوريدو) على أندية كرة القدم في الجزائر، تكاد تقارب المساعدات التي تمنحها الحكومة، ما جعل هذه الشركات تتصدر سوق الرعاية في كرة القدم بشكل خاص. وقال مسؤول سابق في اتحاد الكرة الجزائري في حديثه إلى وكالة الانباء الالمانية (د ب أ)، أن توجه شركات الهاتف المحمول الى رعاية أندية كرة القدم وبعض المنتخبات يكشف عن تحصيلها لأرباح ضخمة من نشاطها المقنن مؤكدا أن المنطق الاقتصادي يستوجب عليها البدء بتخفيض أسعار الخدمات التي تقدمها لزبائنها قبل الاستثمار في "مشاريع تفتقد للمردودية التجارية". وتسببت مشاكل شركة "جازي" الفرع التجاري لشركة أوراسكوم تيليكوم مع ادارة الضرائب، في تقلص رعايتها لأنشطتها الرياضية ، بعدما خسرت رعاية المنتخب الجزائري لكرة القدم ومنتخب كرة اليد لصالح منافستها القطرية "اوريدو". وتحاول الشركة "الاستثمار" في أندية اتحاد الجزائر ومولودية الجزائر ووفاق سطيف التي تعتبر من أكبر الأندية للحفاظ على وجودها في المجال الرياضي. وتصل تكلفة رعاية "جازي" لواحد من الأندية الثلاثة، الى نحو مليون أورو سنويا، وهو مبلغ يتضمن جزء من الأرباح نظير الخدمات التي تقدمها الشركة لمشجعي هذه الأندية. وكانت "جازي" ترعى منتخب الجزائر لكرة القدم مقابل 100 ألف أورو عام 2006، لكنها لم تصمد أمام رغبة شركة "أوريدو" في أن تكون الراعي الرسمي لاتحاد الكرة والمنتخب مقابل 4 ملايين أورو على الأقل سنويا. وكشف جوزيف جاد المدير العام لشركة "أوريدو"، ان الشركة أنفقت نحو 40 مليون أورو منذ عام 2008، على كرة القدم الجزائرية. ويبدو أنها مستعدة للمزيد وفي رياضات أخرى خاصة وأنها فازت برعاية منتخب كرة اليد المتوج حديثا بلقب كأس أمم افريقيا. وترعى "أوريدو" ثمانية أندية من دوري الدرجة الأولى (أي نصف الأندية) وفريق واحد من دوري الدرجة الثانية. ولم تبق شركة "موبيليس" المملوكة للحكومة على الهامش، ودخلت مجال الرعاية الرياضية بقوة، حيث وقعت مع شباب قسنطينة على عقد ضخم تتجاوز قيمته 1.5 مليون يورو سنويا. كما أبرمت عقود رعاية من الدرجة الثانية تتراوح قيمتها ما بين 150 و250 ألف أورو سنويا مع أندية أمل الأربعاء وشباب عين فكرون ومولودية بجاية وشبيبة الساورة. كما تتنافس "موبيليس" التي ترعى البطل الاولمبي توفيق مخلوفي والتي كانت وراء مجيء الاسطورة الارجنتيني دييغو مارادونا إلى الجزائر بمناسبة احتفالها بإطلاق خدمة الجيل الثالث، وكذلك قدوم نادي ريال مدريد الاسباني بكامل نجومه المرتقب في ماي المقبل، مع "أورويدو" التي تعهدت باستقبال ليونيل ميسي في الجزائر قريبا.