رددت في مناورة للدرك الفرنسي حضرها وزير الداخلية بثت قناة "كنال بلوس" الفرنسية، مساء الأربعاء الماضي، في برنامجها الساخر "بوتي جورنال" تغطية تم انجازها يوم الاثنين في المركز الوطني لتدريب قوات الدرك الفرنسي في "دورغون". وقد تزامن إعداد التحقيق مع زيارة وزير الداخلية برنار كازنوف، الذي حضر مناورة تدريبية خصصت لمواجهة أعمال الشغب. ما أثار انتباه معدو التحقيق المصور نهاية المشهد التدريبي، عندما قدم رجال الدرك الفرنسي عرضا حول طريقة مواجهة أعمال الشغب والمظاهرات، حيث رفع الطرف المشاغب في المناورات، وهم أعوان من الدرك، الشعار الشهير للخضر "1، 2، 3... فيفا لالجيري"، والذي كثيرا ما كان يردد في احتفالات الجالية الجزائرية بانتصارات الخضر، وكثيرا ما كانت تستعمل معها مصالح الأمن الفرنسية القوة لمنعها أو تفريقها. وحسب "يان بارتيز"، مقدم برنامج "بوتي جورنال"، الذي يحظى بمتابعة الملايين من المشاهدين في فرنسا وفي الجزائر يوميا، لطريقة معالجته للقضايا التي تشغل الرأي العام الفرنسي والدولي، فإنه لم يكن باستطاعة وزير الداخلية سماع هتافات المشاغبين، لبعد منصة المتابعة عن ميدان المناورات، لكن ميكروفون قناة "كنال بلوس" لم تغفلها، وبثتها، محدثة جدلا واسعا وسط الحكومة ووسائل الإعلام الفرنسيين. وما زاد الطين بلة، حسب مصادر إعلامية، هو قيام الوزير الفرنسي بمصافحة الدركيين المشاركين في المناورات وشكرهم على أدائهم الاحترافي! وهو ما وضعه في حرج كبير، الأمر الذي دفع بالمديرية العامة للدرك الفرنسي، وبعد مشاهدتها لبرنامج "كنال بلوس"، إلى الأمر بفتح تحقيق داخلي حول هذه الحادثة وتحديد الجهات التي اقترحت اعتماد هذا الشعار في المناورات. وقالت المصادر ذاتها إن قيادة الدرك الفرنسي تأخذ مأخذ الجد ما وقع في ميدان المناورات، ووعدت بتقديم توضيحات بعد التأكد من الوقائع التي تضمنها برنامج "كنال بلوس". ويشار إلى أن المركز الوطني لتدريب قوات الدرك الفرنسي، يوفر تدريبا لمتدربين فرنسيين وأيضا لمتكونين من عدة دول، منها الجزائر والنيجر والمغرب واسبانيا وكندا ولوكسمبورغ. ولم تشر أي جهة فرنسية إلى وجود أي تحرك من جانب الحكومة الجزائرية حول الحادثة أو من سفارتها في باريس.