قال نجم كرة القدم الألماني السابق أولي شتيلكه المدير الفني لمنتخب كوريا الجنوبية إن الاستثمار القطري في كرة القدم بدأ يعطى ثماره مع تواصل الاستعدادات لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر خاصة بعد النتائج الباهرة التي حققها مؤخرا منتخب الشباب القطري (تحت 19 عاما) في كأس آسيا للشباب في ميانمار. وتولى شتيلكه، الفائز مع المنتخب الألماني بلقب بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1980 ، والذي لعب لريال مدريد الإسباني في أحد عصوره الذهبية ، قيادة منتخب كوريا الجنوبية منذ بداية سبتمبر الماضي. وقال شتيلكه، الذي سبق له تدريب ناديي العربي والسيلية القطريين، إن عشرة منتخبات تمثل الشرق الأوسط (تسعة منتخبات عربية إضافة للمنتخب الإيراني) ستظهر بصورة مميزة في كأس الأمم الأسيوية لكرة القدم 2015 بأستراليا والتي تقام بمشاركة 16 منتخبا. وأوضح شتيلكه، في تصريحات إلى اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن ملف تنظيم مونديال 2022 بقطر ، أن المنتخبات العربية ستدخل دائرة المنافسة بقوة. وأضاف "سنواجه الأردن وإيران وديا لكي نضع اللمسات الأخيرة على الخطة التي سنخوض بها البطولة". وعن الكرة القطرية وما حققته في الآونة الأخيرة ، قال المدافع الألماني السابق "من خلال تجربتي في قطر ، أعرف أنهم استثمروا الكثير في كرة القدم. بدأت ثمار هذا الجهد تظهر الآن من خلال النتائج التي حققها منتخب قطر للشباب وفوزه بالبطولة الأسيوية والنتائج المقنعة التي حققها المنتخب الأول في الآونة الأخيرة مثل تغلبه على أوزبكستان ولبنان وأستراليا دون أن يدخل مرماه أي هدف مما يعكس حالة الاستقرار التي يشهدها العنابي. وهذا يعني بلا شك أن المنتخب القطري سيكون منافسا قويا في كأس آسيا بأستراليا مطلع العام المقبل". وأضاف "الدول الصغيرة تمكنت من تقليص الفجوة التي تفصلها عن دول عملاقة مثل الصين في الاتحاد الأسيوي. بسبب طبيعة عملي حاليا في كوريا الجنوبية ، أحرص دائما على متابعة فرق الشباب (تحت سن 19 و20 عاما). ومن الواضح أنه كلما كان العمل سليما على مستوى الشباب ، أصبح بإمكانك أن تنتج فريقا جيدا كما حدث في هونغ كونغوقطر مؤخرا". وعن العلاقات المميزة بين قطروكوريا الجنوبية التي استضافت كأس العالم 2002 بالمشاركة مع جارتها اليابان ، قال شتيلكه: "هناك خمسة أو ستة لاعبين كوريين جنوبيين نالوا فرصتهم في دوري نجوم قطر ومنهم من سبق وأن عملت معه. ومؤخرا ، استدعيت أربعة منهم لتمثيل المنتخب الكوري الجنوبي. لاعبو كوريا الجنوبية يتمتعون بشعبية كبيرة في قطر وفي عدد من الأندية الألمانية أيضا مثل نادي ماينز. وأكدت لي هذه الأندية سعادتها البالغة بأداء اللاعبين الكوريين لأنهم لا يسببون المشاكل خارج الملعب. إنني سعيد جدا مع هؤلاء اللاعبين وبالشوط الذي قطعوه حتى الآن". وحول الإرث الذي تركته بطولة كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية ، قال شتيلكه "استفادت كوريا من البنية الأساسية. نجوب البلاد دائما من أجل متابعة مباريات الدوري. وبالفعل ، لا تزال منشآت كأس العالم في أبهى صورة". وعن تنظيم كأس العالم 2022 ونظرا لمعرفته لقطر بفضل عمله السابق فيها ، قال شتيلكه "منتقدو قطر لم يأخذوا بالاعتبار الإيجابيات التي يمكن أن تقدمها خلال استضافتها لنهائيات كأس العالم 2022 مثل نموذج البطولة متقاربة المدن التي ستوفر على اللاعبين والجماهير الحاجة لركوب الطائرة وإرهاق السفر". وأضاف: "قرأت التعليقات التي أدلى بها جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم والتي قال فيها إن إقامة كأس العالم في نوفمبر هو الخيار الأفضل. اتفق معه لأن الوقت من شأنه أن يظهر الجانب الأكثر قبولا ويعكس ارتياحا بين الناس كما أن إقامة كأس عالم متقارب المدن سيكون أمرا مريحا للفرق ولن تكون هناك اختلافات في التوقيت بين منطقة وأخرى ، ولن تكون هناك حاجة للسفر بين المدن مما سيمكن الجماهير من حضور أكثر من مباراة واحدة في اليوم بل حتى ثلاث مباريات في اليوم الواحد". وعن تجربته في كوريا الجنوبية ، قال شتيلكه الذي بدأ مسيرته الكروية محترفا بنادي بوروسيا مونشنجلادباخ قبل أن ينتقل لريال مدريد عام 1977 ويخوض معه 215 مباراة حتى عام 1985 سجل خلالها 41 هدفا رغم كونه مدافعا "أشعر بسعادة هناك. خضنا مباراتين تحت إشرافي ففزنا بواحدة وخسرنا واحدة لكن الجمهور كان سعيدا من طريقة الأداء. أسعى أن يبقى الفريق واحدا من عمالقة الكرة في آسيا كما كان دائما". وأضاف شتيلكه: "نسعى للحفاظ على مكانتنا التقليدية كمنتخب كبير في آسيا. من الواضح أن هناك منافسة كبيرة مع اليابان وهذا لن يتغير. في الوقت الحاضر، نحن في المركز الرابع أسيويا بالتصنيف العالمي لكننا نريد المضي قدما ونسعى للفوز بكأس آسيا في أستراليا. هذا بالطبع لن يكون سهلا".