مرّ أسبوع من فترة توقف البطولة، وبعدما استفاد رفاق حميدي من أربعة أيام كاملة للراحة استأنفوا التدريبات صبيحة الثلاثاء الفارط حيث شرعوا في التحضيرات الجادة والصارمة لما ينتظرهم من مباريات قبل نهاية الموسم والبداية من لقاء إتحاد البليدة الذي يعوّل عليه سعدي كثيرا على تحقيق نتيجة إيجابية من أجل مواصلة النتائج الإيجابية... ومن المنتظر أن يعتمد مدرب الإتحاد على التعداد الذي أشركه في لقاء سطيف الأخير لأنه يسير بعقلية عدم تغيير التشكيلة التي تفوز خاصة أن ذلك الفوز كان أمام منافس من العيار الثقيل وحلّ بالعاصمة من أجل العودة بالنقاط الثلاث التي تسمح له الاقتراب أكثر من رائد الترتيب لكن إرادة رفاق دحام حرمته من ذلك. كثرة الإصابات تحتّم عليه ذلك ومن بين الأسباب التي تحتم على سعدي الاعتماد على التشكيلة الأخيرة هي كثرة الغيابات بحكم الإصابات التي يعاني منها معظم التعداد على غرار الثنائي غازي - دزيري في وسط الميدان بالإضافة إلى بن عيادة الذي أضيف إلى قائمة المصابين مؤخرا دون أن ننسى الغياب المتواصل لمايسترو الإتحاد حسين عشيو الذي لم يتمكن إلى حد الآن من العودة إلى المنافسة الرسمية. ومن حسن حظ سعدي أن بقية اللاعبين على أتم الاستعداد انطلاقا من الحارس عبدوني، ريال وشكلام في محور الدفاع، خوالد، العياطي وعوامري على الأطراف وجاهزية كل من آيت واعمر الذي تعافى كليا من الإصابة في انتظار عودة سعيدون الذي يعاني من بعض الآلام على مستوى الظهر، أما في القاطرة الأمامية فكل شيء على أحسن ما يرام بحكم أن دحام وحميدي في أحسن أحوالهما. الكل أشاد بحنكته التكتيكية لا أحد يمكنه أن ينكر الدور الفعّال الذي لعبه سعدي في المباراة السابقة أمام وفاق سطيف والتي انتهت لصالح أصحاب الزي الأحمر والأسود بهدفين نظيفين. وعلى الرغم من الغيابات الكثيرة التي كانت مسجلة في صفوف الإتحاد، إلا أن سعدي تمكن من وضع خطة تكتيكية محكمة أشاد بها الكثيرون وعلى رأسهم رئيس الوفاق سرار الذي اندهش للطريقة التي استطاع بها سعدي إيقاف النجاعة الهجومية للوفاق والأكثر من ذلك زعزعة دفاعه بهدفين من أروع ما يكون، ما يؤكد أن سعدي يملك حسا تكتيكيا رفيع المستوى ولم يخطئ إطلاقا عندما أخرج طاتام وأقحم مكانه سايح الذي غيّر مجرى اللقاء كليا. سايح قدّم الكثير أمام سطيف وسعدي جدّد الثقة فيه ومن بين المفاجآت السارة في إتحاد العاصمة مؤخرا هي عودة المهاجم الشاب سعيد سايح إلى الواجهة من جديد بعدما مرّ بفترة فراغ رهيبة منتصف الموسم الحالي. وبعد الأداء الجيد الذي قدمه أمام سطيف قبل انتهاء الشوط الأول فإنه رد على جميع منتقديه بطريقته الخاصة فوق الميدان حيث استطاع التحرك كثيرا في الجهة اليسرى من الهجوم وكان وراء الهدف الثاني لحميدي الذي تلقى كرة جميلة من سايح، وما أراح اللاعب كثيرا هي الثقة التي وضعها فيه مدربه سعدي الذي صار يعتمد كثيرا على العناصر الشابة في الآونة الأخيرة. اللاعب تحرّر نفسيا وهذا هو المهم ومن جهته، فقد أكد لنا اللاعب أنه تحرر أخيرا من الضغوط التي كانت مفروضة عليه من عدة جهات ما جعله يدخل في مرحلة صعبة للغاية، ولكنه تخلّص من كل ذلك نهائيا وهو المهم بالنسبة إليه. ومن تابع هذا اللاعب يكون قد وقف على مهاراته الفنية ومراوغاته الجميلة التي من النادر أن نجدها في بطولتنا حاليا بالإضافة إلى أن تواجده مع المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة ليس من باب الصدفة، لأن بن شيخة يضع فيه الثقة إلى جانب سعيدون والحارس معزوزي من إتحاد العاصمة. ومن المحتمل أن يستدعي أسماء أخرى بحكم أنها برزت بشكل لافت في الفترة الأخيرة على غرار مكلوش، بن علجية والبقية. عنّاني يُقدم الكثير في التدريبات يوجد الوجه الجديد حمزة عناني في أحسن أحواله من الناحية البدنية والفنية بعدما اكتسب الثقة في النفس، ومن يشاهده في التدريبات عندما يبرمج سعدي مباريات تطبيقية بين اللاعبين يقدم مستويات جيدة يتأكد من علو كعبه. وعلى الرغم من أن سعدي لم يمنحه فرصا كثيرة للعب إلا أنه لم يقلق لأنه لا يزال شابا (22 سنة) والمستقبل كله أمامه، خاصة أن عقده مع الإتحاد ينتهي الموسم المقبل وفي حال تألق بإمكانه التمديد دون أي مشكل لأنه مرتاح في إتحاد العاصمة مع سعدي الذي استقدمه من مولودية بجاية في فترة “الميركاتو“ الأخيرة. حمّوم ينتظر فرصته بعد استعادة لياقته ومن جهته، ينتظر الوجه الجديد الآخر طارق حموم فرصته في المشاركة بعد طول غياب، حيث لم يشارك منذ لقاء العلمة لأنه لم يكن حينها في أحسن أحواله من الناحية البدنية، لكنه في الوقت الراهن وبعدما وقفنا على تدريبات فريقه فقد تأكدنا من أنه استعاد كامل لياقته البدنية بالإضافة إلى الجانب الفني الذي يتمتع به هذا اللاعب الموهوب والمستقدم هو الآخر بعد إلحاح شديد من مدربه سعدي، ومن المحتمل جدا أن يعود إلى المنافسة لأنه يفتقدها كثيرا وتنقصه الثقة في النفس أكثر من أي شيء آخر مثلما أكده لنا اللاعب في وقت سابق. بن شعبان راح ضحية التهميش وتألق رفاقه راح المهاجم الشاب غيلاس بن شعبان هذا الموسم ضحية الإصابة التي تلقاها في منتصف الموسم، ولكن فور عودته وجد المنافسة قد اشتدت أكثر من ذي قبل حيث عاد كل من حميدي ودحام بقوة وسجلا عدة أهداف، ما جعل سعدي يقرّر الاعتماد على هذا الثنائي في مختلف المباريات منذ البداية وترك بن شعبان في كرسي الاحتياط بالإضافة أوزناجي الذي أبعده سعدي كليا من قائمة اللاعبين المعنيين بالمشاركة في المواجهة المقبلة إلى إشعار لاحق. الاتحاد يواجه بلوزداد صبيحة اليوم يجري إتحاد العاصمة لقاء وديا أمام الجار شباب بلوزداد اليوم على العاشرة صباحا في ملعب بولوغين، وهي المباراة التي سيقحم فيها سعدي العناصر التي لم تشارك كثيرا في المباريات الرسمية حتى يقف على مدى جاهزيتها، بالإضافة إلى تجريب بعض الخطط تحسبا لأي طارئ في الجولات القادمة. --------------------------------------------------- طاتام: “لا خوف علينا وسنكون في الموعد أمام البليدة” كيف تجري التحضيرات داخل المجموعة؟ على أحسن ما يرام، فبعد الراحة التي استفدنا منها بعد الإرهاق الشديد عدنا إلى جو التحضيرات، ولو أنني لم أكن مع المجموعة في حصة الاستئناف كوني شاركت مع رفاقي في الأواسط أمام سطيف الثلاثاء الماضي وحققنا الفوز بهدف نظيف من توقيعي بطبيعة الحال (يضحك). تمكنت من المشاركة أساسيا في مناسبتين أمام عنابةوسطيف، كيف وجدت ذلك؟ لا يخفى عنك أنه لشرف كبير لي أن يمنحني مدرب من قيمة سعدي كل هذه الفرص في المشاركة أساسيا وفي مثل هذه المباريات الصعبة. وأعتقد أنني كنت في المستوى لأنني حاولت قدر المستطاع تقديم الإضافة المنتظرة مني، في انتظار التأكيد على ذلك في المستقبل ولن أخيب مدربي في حال اعتمد عليّ في المباريات القادمة. في لقاء سطيف خرجت في منتصف المرحلة الأولى، ألست قلقا من ذلك؟ لا إطلاقا، أنا لاعب شاب وعليّ تقبل كل قرارات المدرب، صحيح أنني كنت أريد المواصلة إلى غاية النهاية وأساهم في تحقيق الفوز أمام سطيف، لكن المدرب قرر إخراجي واعتبر ذلك خيارا تكتيكيا وقد كان على حق، حيث أن دخول سايح غيّر مجرى اللقاء وساهم في الانتصار المحقق. وأما فيما يخصني أنا فما عليّ إلا مواصلة العمل الجاد والصارم حتى أكون في المستوى لما يحتاجني المدرب بطبيعة الحال وأكون عند حسن ظنه. وعن اللقاء في حد ذاته، كيف كان؟ لقد كان صعبا للغاية كما شاهدت ذلك، ولم نتمكن من تحقيق الفوز إلا في المرحلة الثانية، وهو أمر طبيعي كوننا واجهنا فريقا قويا ومتماسكا، بالإضافة إلى أنه جاء إلى بولوغين من أجل تحقيق الفوز ليقترب أكثر من رائد الترتيب، لكن من جهتنا فقد كنا بأمس الحاجة لتلك النقاط التي تسمح لنا بالارتقاء أكثر في جدول الترتيب، ناهيك عن أننا ضمنا نهائيا البقاء بعد الفوز على وفاق سطيف الذي كانت المساحات مغلقة تماما أمامه ومن الصعب على الفرد اللعب بكل حرية والبروز مثلما كان الأمر من قبل. كيف ترى بقية مشوار الاتحاد قبل 7 جولات عن نهاية الموسم؟ صحيح أننا ضيعنا كل شيء بعد الإقصاء من الكأس في الدور ثمن النهائي، بالإضافة إلى أننا لم نحسن التفاوض مع معظم المباريات التي لعبناها فوق قواعدنا، لكن ما دمنا قد تداركنا ما فاتنا فنعول على المواصلة بهذا النسق التصاعدي وتحقيق أكبر عدد ممكن من النقاط قبل نهاية الموسم لكي نحتل مرتبة مشرفة ما بين الرابعة والخامسة والتي من شأنها أن تسمح لنا بلعب منافسة خارجية مثلما سمعنا من بعض الأطراف. تنتظركم مباراة أخرى أمام اتحاد البليدة الأسبوع المقبل، كيف تراها؟ هي مباراة صعبة مثل كل المباريات، خاصة أن المنافس يعول كثيرا على نقاطها، لكننا مجبرون على تحقيق نتيجة إيجابية فيها لتأكيد عودتنا القوية مؤخرا والارتقاء أكثر في جدول الترتيب، لأنه لا تهمنا كذلك وضعية الفرق الأخرى التي لم تكترث لنا لما ضيعنا نقاطا عديدة فوق ميداننا وتقهقرنا في جدول الترتيب، وعليه فسنلعب كل حظوظنا هناك ولا خوف علينا في بقية المشوار. حميدي عاد بقوة ورصيده بلغ 12 هدفا يبدو أنه حين يتحرك حميدي يتحرك معه هجوم الإتحاد وهو ما وقفنا عليه هذا الموسم، حيث تزامنت كل الانتصارات التي حققها فريقه مع وصوله إلى شباك المنافسين ورفع اللاعب رصيده في اللقاء الأخير أمام وفاق سطيف إلى 12 هدفا بالإضافة إلى هدف وحيد في منافسة الكأس سجله بالعقب في مرمى مزاير حارس مولودية وهران وبطريقة رائعة، وفي الوقت الذي تراجع مستوى العديد من اللاعبين فإن حميدي يسير في الطريق الصحيح حيث يتحسن أداؤه من مباراة إلى أخرى، كما تحرر من الضغط الذي عانى منه وعقدة التهديف التي لازمته في الجولات الأولى. سجل 9 منها في مرحلة الإياب ومن الأهداف التي سجلها تمكن شيخ حميدي من توقيع 9 أهداف في مرحلة الإياب، ما يؤكد أنه في أحسن أحواله رغم أنه غاب عن بعض المباريات بسبب خيارات المدرب، الذي أقحم مكانه تارة أوزناجي وتارة أخرى المهاجم البوركينابي آلان نيبي، لكن بعد تألق حميدي أمام شباب باتنة بتسجيله رباعية اعتقد الكثيرون بأنه لن يعود إلى كرسي الاحتياط لكن مدربه قرر عكس ذلك إلى أن أعاده أمام مولودية باتنة، حيث سجل الهدف الوحيد في اللقاء والذي منح رفقاءه أول انتصار لإتحاد العاصمة خارج الديار هذا الموسم. كلما يشارك أساسيا يسجل وتزامن تسجيل شيخ حميدي الأهداف هذا الموسم كلها مع مشاركته في التشكيلة الأساسية، على غرار ما حدث في مباراة النصرية، شبيبة القبائل بالإضافة إلى مواجهة “الكاب” التي سجل فيها رباعية، كما كان صاحب الهدف الوحيد في لقاء مولودية باتنة وبعده أمام مولودية الجزائر في الدقائق الأخيرة، والثنائية المسجلة في مرمى إتحاد عنابة الأسبوع المنصرم، دون أن ننسى الهدف الثاني في شباك الحارس شاوشي وبطريقة أبهرت الجميع، ما يؤكد أن حميدي لا يخيب الآمال حين يضع فيه سعدي الثقة منذ البداية. سعدي صار يثق فيه ومع مرور الوقت صار حميدي قطعة أساسية في تشكيلة سعدي، بالنظر إلى الجاهزية التي يوجد عليها بالإضافة إلى نجاحه في الهجوم ما أجبر مدربه في التضحية بعدة أسماء، على غرار أوزناجي الذي سقط من كل الحسابات بعد لقاء الكأس أمام مولودية الجزائر وبعده المهاجم نيبيي الذي خانته الفعالية هو الآخر، بالإضافة إلى المهاجم الشاب غيلاس بن شعبان الذي راح ضحية تألق زملائه وعلى رأسهم حميدي الذي لم يترك الفرصة لغيره، لأنه يعول على تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف قبل نهاية الموسم ولم لا يكون هداف البطولة، بحكم أن الهداف الحالي مهاجم الحراش حنيتسار لا يسبقه إلا بهدفين فقط وكل شيء ممكن قبل 7 مباريات من انتهاء الموسم. يجد راحته إلى جانب دحام وما وقفنا عليه في الجولات الأخيرة هو الانسجام الموجود بين حميدي وزميله دحام الذي يجد راحته إلى جانب المهاجم السابق لمولودية سعيدة وطريقتهما في اللعب مختلفة، ما يعني أن كل طرف يكمل الآخر ما جعل سعدي يجدد الثقة فيهما في عدة مناسبات وهو ما حدث خاصة في مرحلة العودة، حيث سجل دحام 5 أهداف بالمقابل سجل حميدي 9 أهداف في انتظار المزيد، وبهذا رد اللاعبان بطريقتهما الخاصة على كل المنتقدين منذ بداية مرحلة الإياب بعد كل ما قيل عنهما، خاصة دحام الذي وضع اسمه ضمن قائمة اللاعبين المعنيين بالتسريح في فترة “الميركاتو” الأخير. عقده ينتهي مع نهاية الموسم ولديه اتصالات من الخارج سينتهي عقد مهاجم الإتحاد شيخ حميدي مع نهاية الموسم الحالي، ويكون قد قضى فيه 18 شهرا قادما من إتحاد عنابة حيث لم يجد ضالته فيه، واستغل عليق تلك الظروف لخطفه من كل الأندية التي كانت تريده، وقد أحسن عملا حميدي بمجيئه إلى نادي سوسطارة حيث بعث مشواره من جديد. وحسب مصادر مقربة من اللاعب فإن حميدي ينوي التجديد في اتحاد العاصمة لأنه وجد كل وسائل الراحة، وتأقلم مع أجواء الفريق في انتظار ما ستسفر عنه المستجدات في نهاية الموسم الذي تفصلنا عنه 7 مباريات فقط. حميدي: “الأولوية للإتحاد ولن أضيع فرصة الاحتراف” وأكد لنا حميدي سابقا أنه تلقى عدة اتصالات من أندية تريد خدماته لكنه رفض الرد عليها احتراما للعقد الذي يربطه مع إتحاد العاصمة، حيث قال: “أنا مرتاح كثيرا في الإتحاد ولا ينقصني أي شيء فرغم أن عقدي ينتهي مع نهاية الموسم الحالي، إلا أنني سأمنح الأولوية لفريقي الحالي في التجديد، حيث وصلتني بعض الاتصالات حتى من خارج الوطن ولا أريد تضييع فرصة الاحتراف لكن ما يهمني حاليا هو مواصلة العمل الجاد مع فريقي، لإنهاء الموسم بكل قوة وكل شيء سيأتي في وقته المحدد”.