نشرت : السبت 20 يونيو 2015 08:54 لقد عمت بقدومك الرحمة العامة وفتحت بدخولك أبواب الجنة وغلقت بإهلالك أبواب النيران وصفدت الشياطين ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر.. جئت أيها الضيف العزيز بعد عام كامل مات فيك أقوام وولد فيك آخرون..سعد أقوام وشقي آخرون.. واهتدى أقوام وضل آخرون..جئت يا رمضان لتقول للعيون صومي عن النظر الحرام واسكبي الدمع في جنح الظلام.. كان صلي الله عليه وسلم يبشر أمته بمجيء هذا الشهر المبارك فيقول " أتاكم رمضان شهر مبارك فرض عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم " أحمد والنسائي بسند جيد. كيف لا يا أيها الأحبة والخيرات في هذا الشهر عظيمة والفضائل فيه كثيرة .. فمن فضائل الصوم في هذا الشهر الكريم: أنه سبب لمغفرة كثير من الذنوب وتكفير السيئات ..ففي الصحيحين أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" أن الله اختص لنفسه الصوم من بين سائر الأعمال لأنه سر بين العبد وربه. أن الله تعالى قال في الصوم "وأنا أجزي به " فأضاف الجزاء إلى نفسه سبحانه وتعالى فهو أكرم الأكرمين وأجود الأجودين. أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. أن للصائم فرحتين يفرحهما.. الأولى : عند فطره بما أباح الله له من الطعام والشراب. الثانية : عندما يكون في أرض المحشر وينادى على الصائمين أين الصائمون ليدخلوا الجنة من باب الريان لا يدخله أحد غيرهم. - ومن فضائله أن للصائم هند فطره دعوة لا ترد. والفضائل كثيرة يا عباد الله فينبغي علينا أيها الأحبة أن نغتنم هذه الأيام والساعات التي قال عنها سبحانه وتعالى "أياما معدودات " فسرعان ما تنقضي وتمر و ترحل فلو مرت علينا ونحن جلوس في بيت من بيوت الله وخاصة بعد صلاة الفجر نذكر الله تعالى ونتلو القرآن وهنا يكتب الله عز وجل لك أجر حجة وعمرة تامة تامة كما أخبر بذلك الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم " من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" الترمذي وصححه الألباني. فيا عباد الله.. اتقوا الله حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى فإن أجسامكم على النار لا تقوى واعلموا غدا أنكم بين يدي الله موقوفون وعلى تفريطكم نادمون وبأعمالكم مجزيون وسيعلم الذين ظلوا أي منقلب ينقلبون. اللهم تقبل منا الصيام وأعنا بفضلك على أداء القيام..